في اليوم العالمي للمعوقين..مراجعة الخطة الوطنية للاعاقة لتكون أكثر انسجاما مع الواقع ومستجدات الأزمة الراهنة

دمشق-سانا

حظيت قضية الإعاقة في سورية باهتمام كبير تمثل باعتماد الخطة الوطنية للاعاقة وصدور تشريعات عديدة تشكل بمجموعها اللبنة الاساسية لمجمل الأنشطة والاجراءات الكفيلة بالتخفيف من معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة وخاصة مع ازدياد أعدادهم في ظل الازمة التي تمر بها البلاد بما يحقق اندماجا واشتراكا أكبر في مناحي الحياة.

وتسعى وزارة الشوءون الاجتماعية اليوم لمراجعة بنود الخطة الوطنية للاعاقة التي تم اعتمادها عام 2007 باعتبارها المرجع الرئيسي في رسم السياسات والبرامج التنفيذية المتعلقة بالإعاقة والمعوقين وآلية تلبية احتياجاتهم وفقا للظروف والامكانات المتاحة نتيجة الأزمة التي تمر بها البلاد بهذه الفترة وفقا لوزيرة الشوءون الاجتماعية /ريمه القادري/.

وتشير القادري إلى ضرورة وضع //خطة معدلة// بهدف حصر البرامج والأنشطة القابلة للتطبيق العملي لتلبية الاحتياجات تكون أكثر انسجاما مع الواقع والمستجدات الحاصلة موءكدة الدور التكاملي للجهود الحكومية والأهلية كافة حيال المعوقين وقضاياهم حيث لدى الوزارة خطة لتطوير مراكزها ومعاهدها التي تقدم خدمات رعائية للمصابين بالشلل الدماغي والمعوقين حركيا وسمعيا وبصريا ووضع خارطة لتوزعها الجغرافي وتقييم الاحتياجات ونوعية الاعاقات عموما.

وتسعى المعاهد التدريبية المسؤولة عن تأهيل المعوقين جسديا إلى تعليمهم مهنة أو حرفة معينة بالتوازي مع الاهتمام بالابعاد الاجتماعية والنفسية لتجعل منهم أشخاصا واثقين من ذواتهم وقادرين على الانتاج والاسهام في بناء المجتمع ومنهم معهد التأهيل المهني للمعوقين بمنطقة برزة الذي يهتم بتدريبهم على مهن وحرف تجعلهم قادرين على الاندماج بسوق العمل وفقا لمديره الدكتور /هادي مشهدية/.

ويضم المعهد هذا العام /45/ طالبا لديهم اعاقات حركية و/19/ طالب إعاقة ذهنية حسب /مشهدية/ الذي يضيف ان المعهد يمنح شهادات مهنية للطلاب ومدة الدراسة فيه لمدة عام أو عامين لبعض المهن إضافة الى تقديم خدمات طبية وعلاج فيزيائي وأنشطة رياضية وتنحصر الدورات بمهارات الكمبيوتر والخياطة والنجارة والكهرباء والتريكو والتطريز والحلاقة وذلك بناء على قدراتهم.

والى جانب المؤسسات الحكومية توءدي الجمعيات الاهلية دورا مهما في هذا المجال من خلال رعاية المعوقين ودعمهم حسب تأكيد /رغدة عمورة/ مديرة أحد المراكز التابعة لجمعية زهرة المدائن التي تستقبل الأطفال المعوقين والذين لديهم مشكلات في النطق والتواصل أو صعوبات تعلم حيث تعمل الجمعية على الطفل المعوق ومحيطه الاسري فتتلقى والدة الطفل المعوق التدريب اللازم لتصبح قادرة على إدماج طفلها في المجتمع بالشكل الامثل وبالتالي تكون النتائج اكثر فاعلية داعية الأهالي إلى إجراء فحوصات مبكرة لأطفالهم للتعرف على إعاقاتهم ليتم اجراء التدخل المبكر واللازم.

وتهتم المنظمة السورية للمعوقين /آمال/ التي تعتبر من المنظمات الرائدة في مجال إعادة تأهيل المعوقين لتمكينهم من تجاوز إعاقتهم بفضل خبرات وطنية أكاديمية نوعية متخصصة حسب كلام المسوءولة الاعلامية بالمنظمة صفاء عوابدة التي بينت أنه وفق اتفاقية التعاون المشتركة بين آمال وجامعة دمشق تم افتتاح ماجستير التأهيل والتخصص في علوم السمعيات في كلية الهندسة الكهربائية والميكانيكية قسم الهندسة الطبية بالتعاون مع كلية الطب البشري قسم الأذنية الامر الذي يسهم في تأمين الدرجة العلمية المناسبة للعاملين في هذا الحقل بما يعزز نوعية الخدمات المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة وينعكس إيجابا على نوعية حياتهم واندماجهم.

وتجري المنظمة مسحا سمعيا مجانيا في مبنى المنظمة يوم الاحد من كل أسبوع وعلى مدار العام لاتاحة الفرصة للأهالي للتعرف على وضع ابنائهم بالنسبة للسمع وفقا لما اعلنته /عوابدة/.

أما بالنسبة للإعانات المالية لأسر الأطفال المصابين بالشلل الدماغي فرصدت الوزارة مبلغا وقدره /350/ مليون ليرة للعام القادم مخصصا لهذه الغاية إضافة إلى وجود بعض المعاهد المتخصصة التابعة للوزارة برعاية المصابين بالشلل الدماغي تعليميا وطبيا بالتشارك مع الجمعيات الأهلية.

وتشير الاحصاءات والتقارير الصادرة عن منظمة الصحة العالمية إلى أن نسبة المعوقين في العالم تصل الى /15/ بالمئة وتضم النسبة المسنين وكل من لديه مشكلات مثل ضعف البصر أو السمع وغيرها بغض النظر عن الشدة في حين يؤكد الخبير في قضايا الاعاقة الدكتور/ أسعد السعد/ أن الاشخاص المعوقين هم من لديهم عجز شديد وتبلغ نسبتهم عالميا بحدود 2 إلى 4 بالمئة من مجموع السكان أي الذين بحاجة الى مساعدة الاخرين على قضاء احتياجاتهم الفردية اليومية ويرى أهمية العمل على إعادة دراسة التصنيف الوطني للاعاقة بحيث يتم توسيع شريحة المستفيدين مع التركيز على الاكثر احتياجا والأشد إعاقة.

ويحتفل العالم باليوم العالمي للمعوقين منذ عام 1992 في الثالث من شهر كانون الثاني من كل عام بهدف الاضاءة على قضيتهم والتوعية بطريقة التعاطي مع مشكلاتهم وبناء القدرات في مجال الكشف المبكر والمعالجة والتأهيل.

ويتطلب إحداث نقلة نوعية في حياة المعوقين المزيد من التشاركية بين جميع الجهات العاملة في مجال الاعاقة على جميع المستويات بما يسهم في الارتقاء بالخدمات المقدمة لهم ويحقق اشراكهم بشكل فعلي في بناء المجتمع.

وائل حويجة

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

 

انظر ايضاً

بمناسبة اليوم العالمي للمعوقين… احتفالية بالمركز الثقافي بطرطوس

طرطوس – سانا بمناسبة اليوم العالمي للمعوقين أقام المجلس الفرعي للإعاقة اليوم احتفالية بعنوان “يدا …