الشريط الإخباري

مجلسا الدوما والاتحاد الروسيان يدعمان قرار الرئيس بوتين مواجهة الإرهاب في سورية

موسكو-سانا

عقد البرلمان الروسي بمجلسيه “الاتحاد” و”الدوما” اجتماعا استثنائيا اليوم بحضور مسؤولي الأقاليم والبرلمان الشبابي والفعاليات الاجتماعية والدينية الروسية لمناقشة التحديات التي تواجه روسيا نتيجة التهديد الذي يشكله تنظيم “داعش” الإرهابي في منطقة الشرق الأوسط بما في ذلك في الأراضي السورية وأكدوا دعم قرار الرئيس فلاديمير بوتين بالقضاء على التهديدات الإرهابية داخل البلاد وخارجها.

وقال نائب رئيس معهد بلدان رابطة الدول المستقلة فلاديمير غاريخين في مقابلة مع مراسل سانا إن “الاجتماعات المشتركة بين مجلسي البرلمان الروسي نادرة ولا تجري غالبا وإن انعقاد مثل هذا الاجتماع اليوم يدل على أهمية المسألة التي بحثها ألا وهي المساعدة العسكرية لسورية في محاربة التنظيمات الإرهابية والمخاطر التي قد تنتج عن ذلك في مجال الأمن العالمي والروسي أيضا”.

وأضاف غاريخين.. إن “الاجتماع المشترك تناول بالمناقشة التدابير الإجرائية الوقائية الضرورية لتجنب العمليات الإرهابية التي قد يرتكبها تنظيم داعش الارهابي وغيره ضد مصالح ومواطني روسيا داخل البلاد وخارجها” لافتا إلى أن المجتمعين أكدوا أن العمل الإرهابي المرتكب ضد الطائرة الروسية فوق سيناء لن يرهب روسيا لأنه لا يمكن إرهابها ولن يجعلها تتخلى عن كل قراراتها في محاربة الإرهاب بما في ذلك في سورية والنصر في الحرب على الإرهاب سيكون حليفنا.

واعتبر غاريخين.. إن “الغرب ما عاد قادرا على إغفال ذلك النضال المشترك الذي تشنه روسيا مع سورية ضد الإرهاب والذي يعتبر نضالا ناجحا يحقق نتائج إيجابية ويعد العامل الوحيد والرئيسي الذي جعل الغرب يحاول تغيير سياسته تجاه سورية وهذا التحول في المواقف سيحدث بشكل تدريجي إذ ان فعالياتنا العسكرية المشتركة أجبرت الغرب على تغيير مواقفه ضد سورية “معربا عن اعتقاده بأن “تغييرات جذرية ستطرأ على المواقف الغربية تجاه مسألة تسوية الأزمة في سورية”.

بدوره اعلن نائب رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي أندريه كليموف إن “هذا الاجتماع غير عادي في المرحلة ما بعد السوفييتية والقرارات التي خرج بها الاجتماع تحدد توجهات البرلمانيين الذين لم يمثلوا في هذه الفعالية السلطة التشريعية فقط بل السلطة الرسمية أيضا”.

وأضاف كليموف أن المجتمعين “أكدوا أن الشعب الروسي ملتف حول قرار الرئيس والقائد العام للقوات المسلحة الروسية فلاديمير بوتين ومتضامن مع كل الجهود التي تبذلها وزارة الخارجية ووزارة الدفاع الروسيتين”.

ودعا كليموف المنظمات الشعبية والمحافل البرلمانية لتنفيذ اجراء مماثل في جميع أنحاء العالم مؤكدا أن الانتصار على الإرهاب في دولة واحدة لا يعني القضاء عليه بشكل نهائي.

وحول مواقف بعض الدول الغربية من السيد الرئيس بشار الأسد قال كليموف..إن “موقف الغرب ليس موحدا والكثير من المسؤولين الغربيين بدؤوا يتفهمون أكثر فأكثر الموقف الروسي القائل إن الشعب السوري هو الوحيد المخول بحل هذه المسألة وعلى أساس التشريعات السورية فقط وليس واشنطن أو لندن وما تبقى غير ذلك فينبغي تسويته بأسرع ما يمكن وبمشاركة الرئيس الأسد لأن الانتصار على التنظيمات الإرهابية في سورية من دونه غير ممكن”.

وفي مقارنة لما يطرحه الغرب بشأن الازمة في سورية مع تجربة الحرب العالمية الثانية في الاتفاق على محاربة النازية الهتلرية بين روزفلت وتشرشل وستالين الذين يمثلون أنظمة سياسية مختلفة بل وفي بعض الجوانب متناقضة أشار كليموف إلى أنه لو قال أحدهم تشرشل أو روزفلت.. فليختر الشعب السوفييتي رئيسا آخر بدلا عن ستالين ولنغير مسؤول الكرملين ثم نتحالف في الحرب ضد هتلر لكانت هذه الفكرة غبية وبدائية وشبيهة في المنطق الشكلي لما يطرحونه اليوم حول محاربة الإرهاب في سورية”.

من جهته وصف عضو لجنة الأمن ومحاربة الفساد في مجلس الدوما الروسي أناتولي فيبورني مناسبة اجتماع مجلس الاتحاد مع مجلس الدوما الروسيين باليوم التاريخي بالنسبة للشعب الروسي وللكثير من شعوب العالم وقال “أكدنا اليوم مجددا أن الشعب الروسي يلتف مرة أخرى حول قرارات الرئيس بوتين ويؤيده في كل خطواته الهادفة إلى القضاء على التهديدات الإرهابية كما في داخل البلاد كذلك خارجها”.

وأشار فيبورني إلى أن البند الأول لقرارات هذا الاجتماع أكد تأييد المجتمعين للرئيس بوتين في مواجهة المخاطر الإرهابية التي تهدد روسيا خارج حدودها لأننا على ثقة كاملة بأن إبادة هذا الشر يجب أن تتم قبل أن يصبح خطرا عاما على العالم برمته وقبل أن تتعرض النساء والشيوخ لخطر الإرهاب الذي هدفه الوحيد هو تدمير كل ما بنته البشرية خلال تاريخها وإلحاق المزيد من المآسي والموت والدمار وزرع الرعب في قلوب البشر.

وأضاف عضو لجنة الأمن ومحاربة الفساد في مجلس الدوما الروسي “إننا أبناء هذا الوطن أكدنا ذلك في تاريخنا حيث قضينا على النازية في ألمانيا وإننا واثقون من الانتصار على الإرهاب أيضا واليوم نشاهد كيف يتكاتف العالم وقواه العاقلة ويلتف حول إعلان الرئيس بوتين عن أهمية تشكيل تحالف دولي لمحاربة الإرهاب من أجل أن توحد هذه القوى جهودها في القضاء على الإرهابيين وعلى ملهميهم أيضا”.

وأكد فيبورني أن ما يطلقه بعض المسؤولين في أوروبا وغيرها من دول العالم من تصريحات بشأن الرئيس الأسد هو “كلام فارغ وغير مسؤول” مجددا موقف روسيا بهذا الصدد بأن الشعب السوري بمفرده هو من يقرر من يريد ومن لا يريد وينبغي على الآخرين أن يحترموا قرار الشعب وسيادة الدولة السورية ولا حق لأحد بالتدخل في شؤون دولة مستقلة ذات سيادة مثل الدولة السورية.

وينفذ سلاح الجو الروسى بالتعاون مع القوى الجوية السورية غارات مكثفة ضد تنظيم “داعش” الإرهابي بطلب من الحكومة السورية منذ 30 أيلول الماضي أدت إلى تكبيد التنظيم خسائر كبيرة والقضاء على مئات الإرهابيين.

يذكر أن المسؤولين الروس دعوا مرارا خلال الأشهر الأخيرة إلى تشكيل جبهة دولية واسعة لمحاربة الإرهاب وخاصة “داعش” بموازاة دفع العملية السياسية فى سورية مشددين فى الوقت نفسه على أن الشعب السوري هو من يقرر مصيره بنفسه.