اللاذقية -سانا
من الواقع المحيط بها تستقي التشكيلية الشابة نبال الصفدي موضوعاتها الفنية حيث توءمن بأن عالم الفن يمكنه ان يشكل معادلا موضوعيا للعالم المادي انما يميزه عنه القدرة على ملامسة الروح واحياء المشاعر الخابية في النفوس خاصة وانها تستجمع لكل عمل تقوم به مئات الاحاسيس والانفعالات التي تستعين بها في الرسم بذات الطريقة التي تلم فيها الوانها وخاماتها للانطلاق نحو تلك العوالم.
وفي حديث لنشرة سانا الشبابية اوضحت الصفدي ان ما يربطها بالفن “هو رغبة خارجة عن السيطرة أو بمعنى آخر تفريغ طاقة وأحاسيس ولدت من مشاهد وأحداث مؤثرة “حيث تقوم بتحويلها بصورة أكثر جمالية وبإسلوب اخر.
وتعتبر الفنانة الشابة والدتها الملهمة الروحية لإبداعها وشغفها بالفن وخصوصا ان ميلها للفن وموهبتها بالرسم رافقتها منذ الطفولة حتى المرحلة الجامعية فقد بدأت الرسم بالألوان المائية والرصاص في المراحل الاولى من تجربتها وتحديدا في مرحلة قبل الجامعة لتباشر قبل ثلاث سنوات الرسم بالألوان الزيتية.
واشارت الى انها تستقي افكار أعمالها من وحي الواقع الذي هو محفزها الأكبر على الابداع محاولة تجسيده بالوان واضحة و قوية تبث الطاقة الإيجابية في نفس المتلقي و تعزز في الوقت نفسه من الفكرة التي تطرحها.
وقالت الفنانة الشابة.. “كل لوحة تختلف في أسلوبها عن الاخرى فلا يجمع لوحاتي اسلوب معين انما تمثل كل منها حالة منفردة واحتاج قبل بداية كل عمل الى تجميع احاسيسي ومشاعري لان هذه المرحلة ليست مجرد لوحة فنية فحسب بل أنها مشروع إحساس بأكمله وعادة ما تستغرق اللوحة الزيتية شهرا تقريبا أما لوحة الرصاص والفحم فتحتاج لأسبوع فقط أو أقل وهناك بعض اللوحات التي لم تنته بعد مع انني بدأت بها قبل وقت طويل وذلك لارتباطها بحالتي حيث اعود اليها كل فترة بشغف أكبر فاللوحة تعيش معي لمرحلة من حياتي فترافقني في مختلف حالاتي المعنوية”.
وترى التشكيلية الصفدي انه لا مشكلة بأن يكرر الفنان تجربة فنية لأحد الفنانين المعروفين ولكن من الضروري المحافظة على البصمة الفنية التي خلقت فيه مع انها بطبعها تميل للتفرد وخاصة أنها تعتبر اللوحة الفنية اشبه بالقطعة الموسيقية والقصيدة الشعرية بما تنطوي عليه من إحساس متكامل وحالة شعورية خاصة تعكس دواخل الفنان.
وشددت الصفدي على ضرورة ان يحظى الفنانون الشباب بدعم أكبر لان الفن هو المنفذ والغذاء الروحي والمتنفس لهم خصوصا في ظل الظروف الحالية.
وللفنانة الشابة ثلاث لوحات من وحي الواقع الراهن اثنتان منها زيتية وواحدة بالرصاص والفحم حيث تنقل الصفدي عبر أعمالها هذه حالة الأشخاص المهجرين بفعل الارهاب مبينة ان هذه المعاناة تتجسد عبر اللوحات من خلال تفاصيل معينة في شكل الجسد دون ان يغيب عن بالها استحضار مجموعة من الجزئيات التي تبعث على التفاؤل والأمل.
يذكر ان الفنانة الصفدي من مواليد السويداء العام 1994 وهي تدرس في كلية التمريض بجامعة تشرين ولها مشاركات فنية متعددة احدثها كان في مهرجان جبلة الاول.
نعمى علي