اللاذقية – سانا
كعادتهم في كل عام تألق شباب وشابات مدرسة الرقص الأولى في حفلهم المخصص لنهاية الصيف الذي قدموه على خشبة دار الأسد للثقافة وحمل عنوان “باقون هنا يا وطن” فجاء مشابها لحفلهم الماضي بتفاصيله وتنوعه وتجديده الذي برز جليا في اللوحات الراقصة التي تألق بها أعضاء المدرسة فانسجمت حركات جسدهم مع موسيقا العروض وتصفيق الحضور الذي رافق معظم تفاصيل الحفل.
الرقصات الأساسية التي تعلمها المدرسة من رقص الصالونات والباليه واللاتيني لم تغب عن برنامج الحفل الذي زخر ايضا بكل ما هو جديد ولا سيما على صعيد التراث السوري.
وأكد عمار حنا مدير ومؤسس مدرسة الرقص الأولى ان قرابة خمسين راقصا وراقصة من مختلف الأعمار شاركوا في هذا الحفل الذي تقدمه المدرسة للتعريف بالطلاب المشاركين في صفوفها الصيفية مشيرا الى ان المدرسة تقيم حفلا فنيا في التاسع والعشرين من شهر نيسان من كل عام كإحياء ليوم الرقص العالمي.
وأضاف حنا : “قدمنا هذا العام العديد من الفقرات الجديدة كالزومبا الرياضي وهي من أشهر الرقصات في العالم وتضم الخطوات الأساسية للرقصات اللاتينية ويظهر فيها الراقصون بشكل افرادي وثنائي وجماعي كما قدم الطلاب رقصة “الدبكة دوسالون” وهي من تصميمي لجعل رقص الصالونات أكثر انتشارا لجميع الفئات الاجتماعية كذلك شارك المغني الشاب كرم ديوب وفرقته الموسيقية بأغنية “كل المطر” وهذه المشاركة تندرج في إطار المواهب الشابة المتميزة.
وأشار مدير مدرسة الرقص الأولى إلى إدراج فقرات “الهيب هوب” و”البريك دانس” التي تحصل على اهتمام من قبل المراهقين ومن هم أكبر سنا مشيرا إلى أن مدرسته تحاول ان تشمل أكبر قدر ممكن من الرقصات المحلية والعالمية لتعليم اصولها في مكان واحد.
وأضاف : “تحتضن صفوف الرقص اللاتيني العدد الأكبر من الطلاب كونها معروفة بشكل كبير حول العالم وهي الأسهل والأكثر تداولا لجيل الشباب لذلك نكثف الفقرات الخاصة بهذا النوع من الرقصات كما أننا نوفر للشباب والشابات مناخا ملائما ليظهروا بالشكل اللائق على خشبة المسرح مع إتاحة هامش واسع ليتحركوا بحرية ويعبروا عما بداخلهم”.
الرقص التراثي الآشوري لم يغب عن فقرات الحفل وشكل إضافة جديدة لبرنامج هذا العام وأوضحت “شاروكينا موشيه” مدربة الفرقة الآشورية ان الحفل الأول للمجموعة في عرض المتحف الراقص الذي أقيم بداية الشهر الحالي في اللاذقية عرف الجمهور على الرقص الآشوري الذي يتميز بالدبكات الجماعية وحركات الجسد القوية.
وقالت “نحاول في كل حفل ان نعرف بأنفسنا وتراثنا كمكون أصيل في النسيج السوري وبعد نجاح حفلنا الأول طالبنا الجمهور بأن نقدم أنفسنا مجددا على المسرح وخصصت لنا مدرسة الرقص الأولى فقرتين في حفلها السنوي”.
كذلك تميزت الفتيات الصغيرات بتقديم فقرات الجمباز الإيقاعي وهو من تدريب خزامى علي التي أشارت الى أن هذا النوع من الفنون غير منتشر بشكل كبير في محافظة اللاذقية ويتطلب ليونة كبيرة وانسجاما ما بين الراقصة والآلة التي ترافقها لتنفيذ
حركات يمكن أن تكون صعبة في بعض الأحيان منوها بأداء الفتيات الناجح للحركات رغم أنهن مازلن في خطواتهن الأولى.
كما تعتبر رقصة “الميرنغا” اللاتينية من الرقصات الجديدة التي تقدمها مدرسة الرقص الأولى حيث أشارت المدربة سوسانا خوري الى ان ” الميرنغا” رقصة لاتينية مفعمة بالمرح يؤديها اللاتينيون على الشواطئ تعبيرا عن فرحهم بالصيف وتعتمد على ثماني خطوات رئيسية نفذتها مجموعتنا المكونة من عدة راقصين وقد تمكنا بعد التدريب والمتابعة من تقديمها بالشكل المطلوب.
وحلق الجمهور مع راقصي “الفالس” بإحساسهم العالي وأدائهم اللافت على المسرح ولا سيما الراقصة ميري ميكائيل التي أظهرت تمكنا واضحا في أداء هذا النوع من الرقصات التقليدية القديمة .
ولفتت ميكائيل الى ان الفالس مرتبط بالموسيقا التي تعزفها على البيانو لذلك تمكنت من تطويع أذنها الموسيقية وتوظيفها بشكل جيد لترجمة الموسيقا بحركات جسدية تظهر إحساسها العالي بها.
كما تمكن الطلاب الصغار والكبار من أداء رقصات كانتري سريعة أظهروا بها مرونة في حركات أقدامهم واعتمادهم على اكسسوارات وأزياء تناسب روح الأغاني المرافقة للرقصات.
وأوضح حسن علاء الدين أن هذه الرقصة هي واحدة من مجموعة رقصات يتدرب عليها الطلاب في المدرسة لكن المجموعة أرادت تأديتها على المسرح لأنها قريبة من اللون الحديث الذي يفضلونه.