الشريط الإخباري

برلمانيون روس: نؤيد المواقف المبدئية للقيادة الروسية تجاه الأزمة في سورية

موسكو-سانا

أعرب برلمانيون ومحللون سياسيون وممثلو رأي عام في روسيا بأغلبيتهم عن تأييدهم للمواقف المبدئية الثابتة للقيادة الروسية تجاه الأزمة في سورية والتي أكدها مجددا الرئيس فلاديمير بوتين في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وفي مؤتمره الصحفي بعد لقائه نظيره الأمريكي باراك اوباما في نيويورك أمس.

وقال سيرغي جيليزنياك نائب رئيس مجلس الدوما الروسي في مقابلة مع مراسل سانا في موسكو اليوم.. “إن الرئيس بوتين حذر في الاجتماع اليوبيلي للجمعية العامة للأمم المتحدة من أن ما يجري في الشرق الأوسط بما في ذلك على الأرض السورية يشكل تهديدا خطيرا للعالم برمته” لافتا إلى أن الإرهابيين الذين ترعاهم الدول الغربية بهدف تدمير سورية لا يفعلون شيئا سوى صب الزيت على النار.

وأضاف.. إن بوتين أكد أن المسألة السورية لا يمكن حلها إلا بالتعاون معا ومع السلطات الشرعية في سورية ودعم جهودها في حربها ضد الإرهاب الدولي وضد تنظيم داعش الإرهابي مشيرا إلى أن الرئيس الروسي لفت انتباه الزملاء الغربيين إلى ما أدت إليه الأعمال غير المعقولة وغير المسؤولة التي قامت بها بلدان غربية على الأراضي الليبية والأفغانية وغيرها.

وأكد نائب رئيس مجلس الدوما الروسي أنه أصبح واضحا اليوم أنه لا بد من التعاون مع السلطات السورية ودعم الجيش السوري وكل من يقف معه جنبا إلى جنب في الدفاع عن وحدة الأرض السورية معربا عن قناعته التامة بأن روسيا وأصدقاءها في العالم سيقدمون للشعب السوري وللحكومة السورية كل ما يلزم من مساعدة في هذا المجال.

من جانبه قال إيغور ماروزوف نائب رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الاتحاد الروسي.. إن “بوتين حدد في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بدقة الأولويات العالمية وفي مقدمتها النضال الذي تقوم به الحكومة السورية ضد الإرهاب الدولي بقيادة الرئيس بشار الأسد وكل من يقاتل بصورة فعلية ضد هذا الشر”.

وأضاف البرلماني الروسي.. “إن الجميع يدرك أن الإرهاب الدولي والتنظيمات الإرهابية مثل داعش وغيرها تتحطم أمام الدعائم الحكومية التي تحمي أي دولة وأي حكومة في العالم ومن بينها السلطة الحكومية بقيادة الرئيس الأسد المنتخب شرعيا في سورية وهذا ما أكد عليه مرارا الرئيس بوتين بأننا ندعم المؤسسة الشرعية للدولة في أي بلد كان”.

وأكد ماروزوف أن السياسة المبدئية لبوتين في دعمه لمواقف الحكومة السورية أعطت ثمارها التي تجلت في أن المجتمع الدولي أصبح يدرك أن كل التوجهات الروسية بما في ذلك تشكيل مركز معلوماتي بمشاركة روسيا وإيران وسورية والعراق لتنسيق الأعمال فيما بينها تعتبر خطوات عملية مهمة جدا في مجال مواجهة الإرهاب الدولي ومحاربة تنظيم داعش الذي يشكل اليوم خطرا على العالم المتمدن برمته.

وفي مقابلة مماثلة قال سيرغي ماركوف عضو المجلس الاجتماعي في روسيا الاتحادية.. إن “بوتين اقترح خطة واقعية لانقاذ سورية حيث عبر في خطابه عن فكرة تقول يجب علينا إنقاذ سورية وعلينا أن نناضل ضد هذا العدو المتوحش الذي يسمي نفسه الدولة الإسلامية مدينا ما يمارسه الإرهابيون من قتل وتشريد بحق المسلمين ومن تفسير الإسلام على هواهم والذي يعتبر دينا عظيما.

وأضاف ماركوف.. إن بوتين أشار إلى ضرورة تشكيل ائتلاف أو تحالف دولي يجب أن يعمل على أسس القانون الدولي وبالتعاون مع السلطات الشرعية السورية وأن يساعد الشعب السوري في اجتثاث الإرهاب وتجاوز المحنة التي ألمت به ويبدو أن مثل هذا التحالف أصبح واقعا ويضم إيران والعراق وسورية وروسيا ونأمل في أن تنضم إليه دول أخرى وكل من هو على استعداد لمحاربة هذا الشر المتمثل بداعش بصورة واقعية.

واعتبر ماركوف أنه من المهم جدا أن رسالة بوتين حول محاربة تنظيم داعش الإرهابي كانت موجهة أيضا إلى الزعماء الدينيين الذين تقع على عاتقهم مسؤولية كبيرة في محاربة التطرف لأنه يسيء قبل كل شيء للإسلام مشيرا إلى أن بوتين أعرب عن تقديره العالي للرجولة التي يتحلى بها رجال الدين في نضالهم من أجل الحفاظ على الإسلام كدين عالمي سلمي عظيم.

وأكد عضو المجلس الاجتماعي الروسي أن “الرئيس الأسد رئيس شرعي منتخب ديمقراطيا وهو الابن البار للشعب السوري والذي يناضل ضد الأعداء الحاقدين على هذا الشعب”.

بدوره اعتبر رجب صفاروف رئيس المركز الروسي لدراسات إيران المعاصرة أن بوتين ألقى أقوى خطاب له خلال السنوات العشر الأخيرة على الأقل ويمكن اعتباره تاريخيا حيث قدم فيه تحليلا واضحا للوضع الدولي.

وأوضح المحلل السياسي الروسي أن خطاب بوتين كان بناء وقابلا للتحقيق عمليا بصورة مطلقة لأنه حلل واقعيا ما يجري اليوم في الشرق الأوسط وإن الأهم في هذا الخطاب كان تحديد الأسباب الرئيسية للأحداث المذكورة.

وأشار صفاروف إلى أن التفاؤل الذي عبر عنه بوتين وتأكيده على الحفاظ والدفاع عن الحكومة الشرعية في سورية أزال جميع الأوهام والشكوك بصدد كيفية التعامل مع الأزمة في سورية معتبرا أن القوة الوحيدة التي يجب أن يدعمها المجتمع الدولي هي القيادة الرسمية السورية والجيش السوري الذي ينبغي مساعدته ليكون قادرا على دحر هذا الشر وحل هذه المهام فعليا وليس دعم تلك الأشكال الهلامية المسلحة التي تعتبر إرهابية فعلا أكثر مما هي تنظيمات معارضة مؤكدا أن السياسة الروسية في هذا الصدد واضحة تماما.

وأضاف صفاروف.. إن خطاب بوتين بعث الأمل في العالم الإسلامي وأنعشه إذ أنه تحدث عن دور بناء وأكثر إيجابية للعالم الإسلامي ودعاه للمشاركة بفعالية أكبر في حل المسائل الدولية كما تضمن خطابه نقدا مغلفا ولكنه واقعي تماما لدور وأعمال الولايات المتحدة في زعزعة الاستقرار في المجتمع الدولي وخاصة في منطقة الشرق الأوسط.