الشريط الإخباري

تراث وأساطير ولمحات إنسانية في ختام ملتقى “أغافي” للتصوير الزيتي باللاذقية

اللاذقية – سانا

معرض فني ضم ما يفوق العشرين لوحة تشكيلية كان بمثابة الإعلان الرسمي عن ختام ملتقى “أغافي” للتصوير الزيتي الذي استضافته اللاذقية في ربوع فندق لاميرا السياحي على مدى عشرة أيام استطاع خلالها الفنانون التشكيليون المشاركون إيجاد حالة فنية متميزة تمت ترجمتها عبر أعمال حملت تنوعا في العناوين والمضامين جسدت بصمة كل منهم.

الأساطير التاريخية والتراث الريفي والطبيعة المحلية الهمت التشكيليين المشاركين في الملتقى لإنجاز أعمال مرتبطة بهذه المحاور كما كانت المرأة حاضرة فى كثير من الاعمال فنراها عاشقة تارة وحزينة من ضغوطاتها الاجتماعية تارة أخرى ولم تغب الأزمة التي تمر بها سورية عن الاعمال المعروضة وان لم تظهر بشكل مباشر لتكون الطفولة المعذبة رمزا للحديث عنها.

وأثنى الفنان محمد أسعد سموقان الذى احتضن أجيالا مختلفة من الفنانين التشكيليين من عدة محافظات سورية ممن جاءوا لتقديم افضل ما لديهم للجمهور في حديث لـ سانا الثقافية على ما أنجزته الفنانات الشابات في المجال الواقعي كخولة العبدالله وصبا رزوق إلى جانب تميز الشابة بتول الماوردي بتقديم المنظر الطبيعي بكتلة خاصة أما تجربة الحفر والتركيز على الأساطير الأوغاريتية فقد تجلت في لوحات الفنانة لينا ديب بينما برزت الدكتورة نجوى أحمد باستخدام عناصر تعتمد على البيئة الريفية.

332أما الفنان كائد حيدر فقد جاءت أعماله مفاجئة الى حد كبير من وجهة نظر سموقان كونه يقدم مشروعه الخاص الذى يعمل عليه منذ فترة طويلة وظهر فيه مغامرا ومتمكنا من ادواته وخطواته الفنية كما تفنن الفنان فواز سلامة بتقديم البورتريه بأسلوب حداثوي خاص تضمن حسا اسطوريا اضافة الى تأكيده على تميز الفنان على مقوص الذى يعد من الفنانين السوريين المخضرمين في تقديم الحس التعبيري عالي السوية.

وأضاف سموقان : قدمت بدوري عملين فنيين جسدت في أحدهما موضوع الغابة بأغصانها وجذورها لتأتي كمنظر طبيعي بعيد عما هو معتاد وفيه حس حداثوي كشف عن الضوء بطريقة خاصة وظهرت في اللوحة تفاصيل استخدام السكاكين كأدوات للرسم فجعلت الضوء في البداية فاتحا ووضعت بعده الالوان الغامقة ليبرز بعدها اللون المضيء اما العمل الاخر ففيه تجريد أكثر من سابقه فوضعت اللون بطريقة مباشرة وعفوية وأظهرت السماكة اللونية بشكل بارز.

ونالت أعمال الفنانة خولة العبدالله القادمة من محافظة حلب الكثير من استحسان الجمهور ولاسيما أنها اختارت المرأة بمرحلتي الطفولة والنضج لعرضها ضمن لوحاتها فترجمت ميولها السريالية الواقعية بشكل احترافي فاستخدمت الرموز في اشارة للظلم الذي تتعرض له المرأة في المجتمع مستمدة من عنوان الملتقى خطوطا أساسية لتناول قيمة التضحية لإنقاذ الاخرين حيث قالت “يلاحظ المتلقي تركيزي على البورتريه في لوحاتي التي ظهرت فيها المرأة كمكون أساسي في الوسط الذى يعتبر اساس اللوحة أما الأطراف فهي متلاشية بشكل عام فأتت امرأتي في اللوحات مظلومة وهى شابة وبطفولة ضائعة وهى صغيرة السن في إشارة رمزية إلى الأزمة التي تمر بها بلدنا والتي أثرت على الأطفال ووضعتهم في تجارب صعبة تفوق طاقاتهم”.

335الأسلوب الانطباعي الغني بموضوعات واقعية ظهر جليا في أعمال الدكتورة نجوى أحمد التي اعتمدت البيئة المحلية كأساس لتكوين لمستها الخاصة فوجدت نفسها معتمدة على التراث لتصوير أعمالها التي ظهر فيها الموروث الريفي بتفاصيله الدقيقة كما انها قدمت لوحة معاصرة تحتوى على جملة من الخطوط مستقاة من أطباق القش إلى جانب خطوط مستقيمة لها مرجعية مرتبطة بطريقة صناعة البسط الشعبي وقالت “تحتوى اللوحات مساحات صغيرة تعتمد على تحويل الموزاييك ذي المكعبات الحجرية الصغيرة الى تصوير ضمن لوحة تظهر فيها الوان مرتبطة ايضا بمنتوجات المرأة الريفية المشرقة كإشراقة شمس ذهبية تترك على العمل اضاءة ناصعة وبراقة”.

كما حصلت أعمال الفنان كائد حيدر على اهتمام كبير من الحضور نظرا لظهور التناقض ضمن لوحتيه الفنيتين اللتين تناولتا الحب والقتل قبل وبعد الازمة بالاعتماد على اسطورة الف ليلة وليلة وتحدث عن اعماله بالقول “عالجت ثنائية الحب والقتل الموجودة في حياتنا بالاعتماد على هذه الاسطورة فقدمت هذه الثنائية منذ عدة سنوات بأسلوب يختلف عما أنجزته فى الملتقى فركزت على إظهار شهريار كشخص محب لسفك الدماء والقتل ليبدو اقرب الى الحيوان من الانسان وعمدت لاستخدام تقنيات متناقضة بين اللوحتين من ناحية الخط والرؤية والمعالجة لإظهار المضمون الإنساني بشكل واضح ولم أركز على أي مدرسة بل عملت على ترك بصمتي من ناحية الشخوص ومعالجة البيئة الخاصة بالعمل”.

بدوره الفنان علي مقوص بين أن الانطباعية كانت أساسا لتنفيذ أعماله التي تأثرت بالجو السريع للملتقي والوقت المخصص للفنانين للعمل ففضل تصوير لحظة من وحي البيئة المحيطة طبيعيا واجتماعيا وقال “ركزت على المضمون الوجداني للون الذي له علاقة بوجدانيات الإنسان ولا بد من الإشارة إلى أن كل تجربة مشاركة في هذا الملتقى تركت أثرا على الصعيد الفني انعكست على مستوى الاعمال الموجودة في المعرض والتى ظهرت فريدة ومتميزة”.

يذكر أن ملتقى “أغافي” للتصوير الزيتي أقامته وزارة الثقافة /مديرية الفنون الجميلة بالتعاون مع وزارة السياحة من التاسع وحتى التاسع عشر من ايلول الجاري وتم اختيار اللاذقية لاستضافته للمرة الاولى وضم عشرة فنانين تشكيليين من مختلف المحافظات السورية.

انظر ايضاً

قاليباف ووفد سورية برئاسة المهندس عرنوس يدينان الاعتداءات الإسرائيلية في المنطقة ويؤكدان متانة العلاقات السورية الإيرانية

طهران-سانا التقى رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني محمد باقر قاليباف في طهران اليوم وفد الجمهورية …