الشريط الإخباري

داء الكيسات المائية..النظافة تقي منه والموت المفاجئء أخطر اختلاطاته

السويداء-سانا

يوصي رئيس قسم الثروة الحيوانية بمديرية زراعة السويداء الدكتور كميل ساطي مرشد بتنظيم تربية الكلاب المنزلية وتسجيلها بالدوائر المختصة والاهتمام بفحص اللحوم وغليها وعدم الذبح خارج المسالخ والتخلص الصحي من جثث الحيوانات النافقة وإبادة الكلاب الشاردة للوقاية من داء الكيسات المائية.

ويحدث داء الكيسات حسب الدكتور مرشد جراء وصول بيوض الدودة المشوكة الحبيبية إلى الجسم مما يعرضه لمشاكل صحية قد تصل للموت المفاجئ في حال انفجار الكيسات في القلب.

ويوضح الدكتور مرشد أن العدوى بهذا الداء تنتقل للإنسان بعدة طرق منها ابتلاع بيوض الدودة المشوكة عبر النباتات الخضراء والأطعمة النيئة والمياه الملوثة بها أو بفعل بعض أنواع الذباب التي تحط على الفضلات الملوثة ببراز الكلاب أو بعض الحشرات كالصراصير وتنقل البيوض إلى أطعمة الإنسان.

ويضيف مرشد طرقا أخرى لنقل العدوى منها وصول الكلاب المصابة بالمرض إلى الأواني التي يستخدمها الإنسان في تحضير طعامه أو تناوله وكذلك مخالطة الإنسان للكلاب ومداعبته لشعرها الملوث بتلك البيوض أو في حال لعقها لوجهه ويديه لافتا إلى احتمالية حصول العدوى أيضا عن طريق استنشاق الهواء المحمل بالأتربة المحتوية على البيوض.

ويبين مرشد أنه عندما يبتلع الإنسان بيوض الدودة يتحرر الجنين سداسي الأشواك فيها بفعل الخمائر المعدية المعوية الهاضمة ويخترق جدار الأمعاء ليصل إلى الوريد البابي وقد يستقر في هذه المرحلة في جيوب الكبد أو ينفذ منها ليصل إلى القلب والرئتين موضحا أن الأجنة التي تنجح بالمرور من خلال الأوعية الشعرية للرئتين فإنها تصل للدورة الدموية ثم تتوزع لمختلف أنحاء الجسم وبينت الأبحاث أن توزع الكيسات المائية في الإنسان تكون بمعدل 60 إلى 70 بالمئة في الرئتين و25 إلى 35 بالمئة في الكبد و10 إلى 15 بالمئة في باقي أعضاء الجسم .

ويستقر المرض وفقا للدكتور مرشد داخل الجسم لفترة طويلة دون وجود أعراض مرضية تدل على الإصابة به لكن عند ظهورها تختلف خطورته وأعراضه وفقا لحجم الأكياس وعددها ومكان توضعها في الأنسجة المصابة مشيرا إلى أن انفجار الكيس المائي في القلب يؤدي في كثير من الحالات إلى الموت المفاجئ فيما انفجاره بأي عضو من أعضاء البطن يؤدي لانتشار محتواه في البريتون وغالبا ما يرافقه تضخم البطن.

ويبين الاختصاصي أنه عند نمو الكيس المائي داخل الدماغ يزداد حجمه عادة بسرعة ويؤدي لظهور أعراض زيادة الضغط فيه وتلفه وإلى خلل عقلي وصداع متقطع وضعف في الرؤية بينما يتسبب في حال نموه بالعظام الطويلة أو العمود الفقري أو الحوض إلى النخر أو تآكل العظام وبالطحال إلى إحساس المصاب بوجود كتلة في البطن وأعراض معدية معوية موضحا أنه في حالات نادرة لا تتجاوز 1 بالمئة عند إصابته للعين يلاحظ في بعض الحالات جحوظ مرتبط بتدلي العين وضعف حاد بالرؤية .

ويستند تشخيص المرض حسب مرشد بالنسبة للإنسان على الطرق السريرية والشعاعية والمجهرية فيما تتطلب معالجته العمل الجراحي إذا كان ذلك ممكنا أما الكيسات التي لا يمكن استئصالها فيمكن تعقيمها عن طريق حقنها بسائل مفرط التوتر أي زائد التركيز إضافة لإمكانية المعالجة بواسطة بعض المركبات مثل
البنزاميدازول.

وللوقاية من المرض يشدد مرشد على ضرورة نشر التوعية الصحية اللازمة حوله خاصة في المناطق النائية وللأشخاص المتعاملين مع الحيوانات التي تعتبر عوامل أساسية للمرض وإعداد برامج تثقيفية وإصدار نشرات وملصقات تبين خطورته وكيفية تجنبه وتوعية الأطفال من خطر الاقتراب من الكلاب وإصدار القوانين اللازمة واتخاذ الإجراءات الصارمة في المسالخ وأماكن بيع اللحوم للتأكد من عدم وصول الكلاب إليها وإلى مخلفات الذبائح وبقايا اللحوم.

عمر الطويل