نصائح صحية تضمن بداية عام دراسي آمن للطفل

حمص-سانا

مع دخول الطفل إلى المدرسة يصبح أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية نتيجة الازدحام ووجوده لساعات بعيدا عن رقابة والديه وأسباب أخرى قد تتعلق بإهمال النظافة الشخصية او العامة في البيئة المدرسية وسوء استخدام دورات المياه او تلوث خزانات مياه الشرب.

ويذكر رئيس شعبة البرامج وخدمات الصحة بدائرة الصحة المدرسية في مديرية تربية حمص الدكتور يوسف عبد العزيز أن الأمراض المعدية التي قد يتعرض لها الطفل في المدرسة هي النكاف والتهاب الكبد /أيه/ والجرب مشددا على ضرورة نشر قواعد النظافة العامة والحفاظ على الصحة بين الطلاب ولا سيما الأصغر سنا.

والنكاف او ما يعرف بأبو كعب حسب عبد العزيز مرض معد تسببه حمى راشحة تؤدي إلى التهاب الغدة النكفية احدى الغدد المسؤولة عن افراز اللعاب وتقع في زاوية الفك اسفل الاذن وتصيب غالبا الأشخاص بعمر 5 إلى 15 عاما وتنتقل العدوى من الرذاذ المنبعث اثناء عطاس المريض واستخدام ادوات الطعام والشراب والاشياء الملوثة بلعابه وتبدأ علامات المرض بعد التقاط العدوى من اسبوعين حتى ثلاثة ويكون المصاب خلالها معديا ناقلا للمرض ويبقى مصدرا له حتى زوال التورم.

وأضاف عبد العزيز إن علاج النكاف يبدأ من عزل المريض ومنحه الراحة التامة والغذاء الجيد وخاصة السوائل مثل العصير والحساء والحليب والعناية بنظافة فراشه وتهوية الغرفة جيدا والتخلص من مناديله في صندوق مغلق وعدم رميها على الارض مشيرا إلى وجود لقاح للنكاف يعطي مناعة لفترة محدودة.

ومن علامات المرض بعد فترة الحضانة يوضح الدكتور عبد العزيز أنها الحمى والصداع وصعوبة بالبلع وتورم في اسفل الاذن وألم عند المضغ والكلام والبلع وقد يؤدي مرض النكاف إلى التهاب في الخصية والبنكرياس والسحايا لذلك يخشى من الاصابة به في سن البلوغ لانه قد يؤدي في بعض الحالات إلى العقم.

ومن الامراض الجلدية المعدية في البيئة المدرسية يشير الدكتور عبد العزيز إلى الجرب وهو مرض جلدي سريع الانتشار يسببه كائن يتطفل على الجلد يحفر أنفاقا ويحدث حكة شديدة وينتقل بالملامسة بين مصاب وسليم وعن طريق استعمال حاجات المصابين من ملابس وشراشف ومناشف او النوم في فراشه وتحدث الاصابة به حكة شديدة وخصوصا اثناء الليل وتظهر على الجلد بثور مغطاة بقشور وآثار خدوش.

وينصح الدكتور عبد العزيز لوقاية الأطفال من الجرب بالاستحمام اكثر من مرة اسبوعيا بالماء الدافئ والصابون وغسل الملابس وغلي المناشف والملابس الداخلية والعناية بنظافة الفراش والاغطية والوسائد مشيرا إلى أن العلاج يحتاج لمراجعة المختص الصحية لوصف الدواء المناسب وقص الاظافر.

وفي حال اصابة شخص في العائلة بالجرب يقول عبد العزيز انه لا بد من استحمام جميع افرادها ودهن ودعك الدواء على الجسم وعلى الاخص بين الاصابع وفي ثنايا الجلد وتركه مدة 24 ساعة واعادة الاستحمام في اليوم التالي وتكرار الدهن وذلك لمدة أربعة أيام ثم اعادة الدهن والاستحمام بعد اسبوع لمرة واحدة وارتداء ملابس نظيفة بعد كل دهن وتغيير الشراشف والمناشف وغليها و تعريضها لأشعة الشمس وكيها على الوجهين.

أما بالنسبة للقمل فيوضح الدكتور عبد العزيز أن سبب الاصابة به يعود لكائن طفيلي صغير يعيش على شعر الانسان ويضع بيوضه الصغيرة البيضاء على قاعدة الشعر فتلتصق به وتفقس خلال اسبوع لتصبح حشرة وتسبب حكة وخاصة خلف الاذنين وفي مؤخرة الرأس وقد تؤدي إلى التهابات جلدية وتقيح.

وللوقاية من القمل يطلب عبد العزيز من الأهل العناية بنظافة شعر الطفل واستعمال الشامبو الخاص بمنع حدوثه والحفاظ على نظافة الادوات الخاصة لكل شخص وعدم مشاركة الاخرين بها عند تسريح الشعر وتحاشي الازدحام والمصابين بالقمل فضلا عن فحص الشعر كل اسبوع للتأكد من خلوه من بيوض القمل.

ومن الامراض الشائع حدوثها بين الاطفال وطلبة المدارس يلفت الدكتور عبد العزيز إلى التهاب الكبد الوبائي أ / اليرقان / وهو مرض معد يصيب الكبد بسبب فيروس حمى راشحة من نوع/ أ/ وينتشر بشكل واسع في البيئة التي تنعدم فيها النظافة وتظهر علاماته بفقدان الشهية والشعور بالتعب والصداع وارتفاع درجة الحرارة والغثيان والاقياء والاسهال لعدة ايام ثم يظهر اليرقان وفيه يصطبغ لون الجلد وبياض العين باللون الاصفر ويصبح لون البول غامقا كلون الشاي.

ويوصي عبد العزيز للوقاية منه بغلي الماء قبل شربه في حال عدم التأكد من نظافته وتنظيف وتعقيم الخضار والفواكه قبل تناولها وعدم ترك الاطعمة مكشوفة وغسل الايدي بعد الخروج من دورات المياه والعناية بنظافة الأخيرة وعدم وضع الفم على صنبور الماء عند الشرب والتخلص الصحي من الفضلات ومخلفات الانسان وعزل المرضى وابعادهم عن المدرسة لفترة 3 اسابيع وعدم العودة اليها الا بعد ان تصبح فحوص المريض المخبرية ضمن الحدود الطبيعية.

ويختم عبد العزيز حديثه بالتأكيد على ضرورة تعزيز السلوك الصحي للتلاميذ في المجتمع المدرسي من خلال تعويدهم على التقيد بقواعد النظافة واستخدام دورات المياه بطريقة صحيحة واستعمال سلة المهملات للتخلص من بقايا الطعام والاوساخ وغسل اليدين جيدا بعد دخول الحمام وقبل الطعام.

تمام الحسن