توهم المرض يزداد بين الشباب والضغوط النفسية أبرز أسبابه

السويداء-سانا

يسيطر على بعض الأشخاص توهم بالمرض فيشعرون بأعراض جسمية ليس لها أساس عضوي ويحصرون تفكيرهم بنفسهم واهتمامهم المرضي بصحتهم وجسمهم الأمر الذي يطغى على كل الاهتمامات الأخرى ويعوق اتصالهم السوي بالآخرين ويشعرهم بالنقص والشك بأنفسهم ويفقدهم الاتصال أيضا مع البيئة المحيطة.

ويقول اختصاصي الأمراض العصبية والنفسية وعضو الجمعية الأمريكية لجراحي الأعصاب الدكتور نضال حسين مسعود إنه في حالة توهم المرض لا يقتنع المريض بنتائج التحاليل الطبيةويعتقد أن المخبر أو الطبيب أخطأ فيها أو لم يعر الاهتمام اللازم للصورة أو لم يحسن قراءتها بشكل جيد ويطلب من الطبيب إجراء تحاليل وصور أخرى.

وتسبب حالة توهم المرض وفقا للدكتور مسعود خسارة مادية لصاحبها وتعطيلا عن عمله ومشاكل أسرية واجتماعية وإهمال واجباته اليومية وانشغاله شبه التام بالمرض إضافة لوجود شكاية غامضة لديه في أغلب الأحيان حيث يشكو من خدر وتنميل أحيانا بالرأس أو آلام أخرى مبهمة دون أن تكون هذه الشكاية غالبا متماشية مع أي مرض نفسي أو جسمي معروف.

وحسب الاختصاصي يعاني 4 إلى 9 بالمئة من سكان العالم هذه الحالة خلال فترة ما من حياتهم وخاصة في سن الشباب بين 20 و 30 سنة لافتا إلى أن توهم المرض مع فقد أو فقر البصيرة يكون حالة صعبة العلاج حيث لا يستطيع المريض الفهم أو الاقتناع بأن خوفه على صحته زائد عن اللزوم .

وترتبط أسباب توهم المرض كما يبين الاختصاصي بالضغوط النفسية والحساسية النفسية وتقمص المرض عند بعض الناس حيث يتوهمون أنهم مصابون بمرض يكونون قد سمعوا عنه مشيرا إلى وجود أمراض مشابهة لحالة توهم المرض كمرض الاكتئاب و الوسواس القهري والقلق المعمم والهلع حيث غالبا ما يكون لدى أصحابها شكايات جسدية عابرة.

وبخصوص علاج حالة توهم المرض يوضح الدكتور مسعود أنه صعب لكون المريض لا يقتنع بأنه سليم جسميا وعصبيا وأن لديه حالة نفسية هي مرض بحد ذاته مبينا أنه في حال تقبل المريض للعلاج يكون بمضادات الاكتئاب وحالات القلق وأحيانا مضادات الذهان حسب كل حالة شريطة رؤية الطبيب للمريض عدة مرات ليؤكد له في كل مرة أنه سليم أو أن إحساسه بالمرض سوف يتحسن مع مرور الوقت.

ويشير الاختصاصي إلى نجاح تجربة الدول المتقدمة في علاج المجموعات حيث يعتمد على شرح طبيب مختص للمرضى عن هذه الحالة وإعطائهم فرصة للمشاركة في الحديث والتعبير عن مخاوفهم وأعراضهم ويستفيد أفراد المجموعة من المرضى الذين قطعوا أشواطا بالعلاج وتحسنت أعراضهم وتجربتهم بالمعالجة الدوائية ومعرفة الأعراض الجانبية لبعض الأدوية وكيف تعاملوا معها وواظبوا في العلاج وتحسنوا.

ويؤكد الدكتور مسعود دور العلاج الأسري المعرفي والسلوكي والنفسي الداعم للعلاج الدوائي وأهمية مراجعة من حصل لديه انتكاس بعد شفاء أو تحسن لحالة توهم المرض للأطباء الاختصاصين في الأمراض النفسية والعصبية لكون لديهم الخبرة الكافية للمعالجة .

عمر الطويل