الأمم المتحدة-سانا
أدان مجلس الأمن الدولي في قرار اصدره بالاجماع أمس إسقاط الطائرة الماليزية فوق الأراضي الأوكرانية والذي راح ضحيته 298 شخصا كانوا على متنها.
وذكر موقع الامم المتحدة ان الدول ال/15/الاعضاء في المجلس تبنوا قرارا بالاجماع يدين بأشد العبارات حادث إسقاط الطائرة داعيا إلى “إجراء تحقيق دولي شامل ودقيق ومستقل في الحادث ويطالب المجموعات المسلحة التي تسيطر على مكان تحطم الطائرة والمنطقة المحيطة به بالامتناع عن القيام بأي عمل من شأنه
تدمير أو تحريك او تغيير موقع حطام الطائرة والمعدات والمتعلقات الشخصية للركاب او بقاياهم وتأمين دخول أمن وكامل وغير مقيد إلى المكان”.
وأكد القرار ضرورة تقديم المسؤولين عن هذه الحادثة إلى العدالة داعيا جميع الدول الى التعاون بشكل كامل في هذا الشأن.
وكان مندوب روسيا الدائم لدى المجلس فيتالي تشوركين قال قبيل التصويت على القرار “تمكنا أمس من تحسين النص بشكل يتيح لنا الموافقة عليه “مؤكدا دعم روسيا لقرار المجلس بشأن سقوط الطائرة.
من جانبه أعلن رئيس الوزراء الماليزي نجيب رزاق أن جثث ضحايا تحطم الطائرة الماليزية في اوكرانيا ستسلم لهولندا في حين سيسلم الصندوقان الاسودان لماليزيا مؤكدا أنه “سيتم ضمان وصول المحققين الدوليين إلى مكان الكارثة”.
وأشار في مقابلة تلفزيوينة أمس إنه تلقى ضمانات من الكسندر بوروداي رئيس وزراء جمهورية دونيتسك الشعبية بان 282 جثة ستنقل في مرحلة اولى بالقطار إلى خاركيف في أوكرانيا.
وقد غادر القطار المبرد الذي نقل 282 جثة من ضحايا الطائرة ومعظمهم من الهولنديين مساء أمس محطة توريز في منطقة تسيطر عليها قوات الدفاع الشعبي حسبما أفاد شاهد عيان.
وستنقل الرفات لاحقا إلى أمستردام على متن طائرة هولندية سيستقلها ايضا الفريق الماليزي ثم ستنقل جثث الضحايا الماليزيين إلى ماليزيا.
من جانبها أكدت الوكالة الفدرالية الروسية للنقل الجوي في بيان لها “استعدادها الكامل للتعاون مع التحقيق الدولي الذي ستقوده هيئة الطيران المدني الدولية التابعة للامم المتحدة الذي يضم محققين دوليين”.
وقالت الوكالة في بيانها “إنه بهدف ضمان تحقيق دولي وحيادي في ظروف وأسباب تحطم الطائرة فإن الوكالة على استعداد في حال طلب منها ذلك تقديم بيانات المراقبة الجوية وفي حال دعت الحاجة فإن الوكالة مستعدة لإرسال خبراء للمساعدة في التحقيق”.
وكانت وزارة الدفاع الروسية نشرت أمس مقطعا مصورا أظهر تحليقا لطائرة مدنية فوق أوكرانيا بالقرب من المجال الجوي الروسي.
وقال مدير دائرة العمليات العامة لهيئة الاركان الروسية الفريق أندريه كارتابولوف إن روسيا ستقدم كل ما لديها فيما يتعلق بحادثة الطائرة إلى الخبراء الأوروبيين والماليزيين معربا عن أمله في أن يساعد ذلك بإجراء تحقيق موضوعي في المأساة.
روسيا تدعو إلى الامتناع عن إطلاق تصريحات مسيسة قبل الانتهاء من التحقيق
من جانبه دعا مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين إلى تجنب إطلاق استنتاجات سابقة لأوانها بشأن الطائرة الماليزية قبل الانتهاء من التحقيق في حادث تحطمها.
وأشار المندوب الروسي في تصريحات أدلى بها في مقر الأمم المتحدة بنيويورك إلى أهمية “الامتناع عن استنتاجات سابقة لأوانها وتصريحات مسيسة” وذلك بعد تبني مجلس الأمن الدولي قرارا يطالب بإجراء تحقيق دولي نزيه في الكارثة.
وأوضح تشوركين أن بلاده “لا تقبل سلوك سلطات كييف التي يبدو أنها تحاول استغلال صدمة المجتمع الدولي بسبب كارثة الطائرة الماليزية لتنشيط عمليتها التنكيلية في شرق البلاد” مبينا أن “مدنا كاملة تتعرض لقصف مدفعي وجوي عشوائي يخلف مئات القتلى”.
وحذر تشوركين من “خطورة إعطاء كييف الدور الأول في إجراء التحقيق” معيدا إلى الأذهان ما حدث عام 2001 عندما أسقطت قوات الدفاع الجوي الأوكرانية طائرة ركاب روسية فوق البحر الأسود مبينا أن أوكرانيا لاتزال ترفض حتى يومنا هذا تحمل المسؤولية القانونية عن الحادث رغم نجاح تحقيق دولي مستقل في إيضاح ملابساته.
وكانت طائرة بوينغ 777 التابعة لشركة الخطوط الجوية الماليزية في رحلة من أمستردام إلى كوالالمبور حين سقطت في 17 الشهر الجاري في مقاطعة دونيتسك في منطقة عمليات عسكرية بين قوات الدفاع الشعبي المحلية وقوات الحكومة الأوكرانية ما أدى إلى مقتل جميع ركابها.