الرئيس الأسد يبحث مع عبد اللهيان المخاطر التي تهدد الشعب السوري وشعوب المنطقة بسبب انتشار آفة الإرهاب واستمرار الدعم للتنظيمات الإرهابية من قبل بعض الدول والقوى التي تدعي محاربتها

دمشق – سانا

استقبل السيد الرئيس بشار الأسد اليوم مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية الدكتور حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق له.

وتناول اللقاء المخاطر التي تهدد الشعب السوري وشعوب المنطقة بسبب انتشار آفة الإرهاب واستمرار الدعم للتنظيمات الإرهابية من قبل بعض الدول والقوى التي تدعي محاربتها والأفكار المطروحة على الساحة الدولية والإقليمية من أجل تفعيل المسار السياسي لحل الأزمة السورية.3

وأكد الدكتور عبد اللهيان حرص الجمهورية الإسلامية على مساعدة الشعب السوري في حربه ضد الإرهاب وفي تحقيق مصالحه وطموحاته دون أي تدخل خارجي وشدد على أن إيران لن تدخر أي جهد يرسي الاستقرار في سورية ويسهم في مكافحة الإرهاب على مستوى المنطقة والعالم مشيرا إلى أهمية استمرار التنسيق والتشاور مع الحكومة السورية لتحقيق هذه الأهداف.

وعبر الرئيس الأسد خلال اللقاء عن ترحيب سورية بالجهود والاتصالات التي تقوم بها إيران لحل الأزمة السورية مؤكدا أن الشعب السوري يثق بالدور الإيراني الداعم لشعوب المنطقة وقضاياه العادلة عبر التاريخ.2

حضر اللقاء الدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية والدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين وفايزة اسكندر مديرة إدارة آسيا في وزارة الخارجية والمغتربين ومحمد رضا رؤوف شيباني السفير الإيراني بدمشق.

وكان الرئيس الأسد التقى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في الثاني عشر من آب الماضي وأعرب عن ترحيبه بالجهود الصادقة التي تبذلها إيران والدول الصديقة لوقف الحرب على سورية والحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها.

عبد اللهيان في مؤتمر صحفي مشترك مع المقداد: أي مشروع ناجح لإيجاد حل للأزمة في سورية لا بد أن يأخذ بعين الاعتبار الدور المركزي للشعب السوري في تقرير مستقبله-فيديو

وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نائب وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد عقد اليوم في وزارة الخارجية والمغتربين أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والافريقية حسين أمير عبد اللهيان أن أي مشروع ناجح لإيجاد حل للأزمة في سورية لا بد أن يأخذ بعين الاعتبار الدور المركزي للشعب السوري في تقرير مستقبله ومكافحة الإرهاب.

وقال عبد اللهيان إن “إيران تثمن وتقدر عاليا الدور المحوري والمركزي والمفصلي للرئيس بشار الأسد لحفظ الوحدة الوطنية في سورية ومكافحة الإرهاب وإدارته الحكيمة لضمان خروج سورية من الأزمات المتعددة التي عصفت بها خلال السنوات الماضية” مشددا على أن دور الرئيس الأسد في أي حل سياسي يجب أن يكون أساسيا ومحوريا.1

وأكد عبد اللهيان على أن إيران ستواصل تقديم الدعم والمؤازرة لسورية مشيرا إلى أن طهران وموسكو لديهما مواقف ثابتة وراسخة لدعمها “ولا شك أن أي مشروع سياسي يطرح من قبلنا لإيجاد حل للأزمة فيها فإنه سيلقى مؤازرة من قبل موسكو”.

وفي رده على سؤال لمندوب سانا حول الأفكار الإيرانية المطروحة لحل الأزمة في سورية أوضح عبد اللهيان أنه في الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى سورية قدمت إيران ورقة عبارة عن تصورها لحل الأزمة في سورية وأفكارا أولية للرئيس الأسد وتم التوافق بين البلدين على متابعة هذه الأفكار بصورة بناءة وعميقة من قبل وزيري خارجية البلدين.

وقال عبد اللهيان “إن الرئيس الأسد وكل المسؤولين في سورية عبروا عن رغبتهم بنقاش الأفكار الإيرانية وإيصالها إلى النتائج المرجوة داعيا الدول المعنية والأمم المتحدة إلى النظر بجميع هذه الجهود وإيجاد الحلول المناسبة للأزمة في سورية”.

وأشار عبد اللهيان إلى “أن اللقاء الذي جمعه مع الرئيس الأسد كان فرصة للاستماع إلى وجهة نظر سيادته وأفكاره القيمة حول إيجاد حلول سياسية ناجعة للأزمة في سورية” مؤكدا “الحرص على الأخذ بعين الاعتبار جميع هذه الأفكار والتوجيهات والإرشادات في مجال الرؤى المشتركة بين سورية وإيران والتي يتم تداولها حاليا لإيجاد مخارج سياسية للأزمة في سورية”.1

وحول المدة الزمنية للانتهاء من البحث بالأفكار الإيرانية أوضح عبد اللهيان أن “المباحثات مع المسؤولين السوريين كانت معمقة وشملت جميع التفاصيل والنقاط الواردة في الورقة الإيرانية المقترحة” مبينا أن “جميع هذه الأفكار المطروحة ما زالت خاضعة للنقاش والتشاور وتبادل وجهات النظر وعند التوصل إلى صيغة نهائية لها ستكون هناك مجموعة التزامات مطلوبة من جميع الأطراف المعنية بها”.

وقال عبد اللهيان إن “على جميع الدول الإقليمية التي تسهم إيجابا في حل الأزمة في سورية مثل العراق وسلطنة عمان وغيرهما الاستمرار في بذل الجهود والمساعي الطيبة لإنجاح هذا العمل أما الدول التي لم تؤد دورا إيجابيا فإننا ندعوها إلى العدول عن توجهاتها والإسهام إيجابيا في إيجاد حل سياسي”.

وحول خطة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا الأخيرة أوضح مساعد وزير الخارجية الإيراني “أنها تحتوي على نقاط جيدة” رغم وجود بعض الانتقادات الإيرانية وقال إن “المبعوث الأممي وعدنا أن يأخذ هذه الانتقادات بعين الاعتبار ويجري التعديلات المناسبة بشأنها”.

وفيما يتعلق بالملف النووي الإيراني ومدى تأثيره على الحل في سورية لفت إلى أن وزير الخارجية الإيراني يعتبر أن الإنجاز الدبلوماسي لإيران في مجال التوصل إلى الاتفاق النووي مع مجموعة 5 زائد 1 من شأنه اتاحة المجال لإيجاد الحلول السياسية للأزمة في سورية عبر طرحها على المستويات الإقليمية والدولية.

المقداد: على الدول الغربية التوقف عن دعم الإرهاب في سورية

من جهته أكد المقداد أن أي مبعوث يمثل الامم المتحدة في سورية يجب أن “يتحلى بالموضوعية والحيادية عند طرحه أي مبادرة لحل الأزمة” مشيرا إلى أن سورية تعاملت بشكل إيجابي مع جميع المبادرات السياسية لحل الأزمة.

وحول رأي سورية بالخطة الأخيرة التي طرحها المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية أشار المقداد إلى “أن المسؤولين السوريين عندما ناقشوا أفكار دي ميستورا الأخيرة خلال زيارة نائبه إلى سورية طرحوا عددا من الأسئلة عليه وما زلنا بانتظار الإجابة وفور توضيح هذه الاستفسارات وورود الأجوبة عليها سنحدد موقفنا النهائي منها”.2

وأكد استمرار المشاورات حول الأفكار الإيرانية لحل الأزمة في سورية، مبينا أن دعم إيران “السياسي والاقتصادي والاجتماعي لسورية مستمر بتصاعد وينسجم مع طبيعة التحديات التي تواجهها”.

وجدد المقداد تهنئته لإيران قيادة وشعبا على الإنجاز الدبلوماسي الكبير المتمثل بتوقيع الاتفاق النووي الإيراني مع دول 5 زائد 1 واصفا هذا الإنجاز “بالتاريخي ليس للشعب الإيراني فقط بل لكل شعوب العالم لأنه سينعكس إيجابا على الأوضاع في المنطقة والعالم”.

وأشار نائب وزير الخارجية والمغتربين إلى أن كيان الاحتلال الإسرائيلي وبعض دول المنطقة “وقفت ضد الاتفاق النووي مع إيران وما زالت تقف ضده انطلاقا من عدم فهمها لهذا التطور المهم أو لأنها لا تريد أن تفهم الابعاد الحقيقية له وخاصة في إطار الاعتراف الدولي بالدور الإيراني الكبير في تطورات المنطقة وفي صنع القرار الدولي”.

وفيما يتعلق بجهود الحكومة السورية للحد من هجرة السوريين إلى الخارج أكد المقداد “ضرورة أن تعي الدول الغربية التي تشجع الأزمات في الدول النامية مخاطر ما تقوم به وتتحمل مسؤولياتها وبشكل خاص التوقف عن دعم الإرهاب المتصاعد ووقف تآمر بعض الحكومات على سورية بما فيها القيادة التركية الحالية والسعودية وقطر ودول أخرى في المنطقة” مشددا على أن وقف هجرة السوريين يعتمد على مساعدة الحكومة السورية في محاربتها للإرهاب واستعادة الأمن والاستقرار في البلاد.

وبين المقداد أن ظاهرة هجرة السوريين إلى الخارج لم تكن موجودة قبل الأزمة الحالية ما يعني أنها إحدى النتائج الأساسية للعدوان الإرهابي على سورية والذي شجعته دول مجاورة مشيرا إلى أن عددا من قادة الدول الغربية يتحملون أيضا مسؤولية توجه المتطرفين في بلدانهم إلى سورية والعراق للانضمام إلى صفوف التنظيمات الإرهابية المسلحة وبالتالي استمرار العنف في سورية.1

وأوضح أن حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا تشجع المهجرين السوريين الموجودين على أراضيها على الذهاب إلى أوروبا الغربية داعيا جميع السوريين في الخارج إلى العودة لوطنهم لأنه المكان الطبيعي لوجودهم مؤكدا في الوقت ذاته أن الحكومة السورية ستبذل كل ما بوسعها للتصدي لأسباب استمرار هجرة السوريين إلى الخارج.

وأعرب المقداد عن امتنان الشعب السوري وقيادته للدعم متعدد الجوانب الذي تقدمه إيران لسورية في مجال مكافحة الإرهاب وتعزيز صمودها لمواجهة هذه الآفة التي يجب مكافحتها بمختلف الأشكال لأنها تشكل خطرا ليس على سورية فقط بل على كل دول العالم.

انظر ايضاً

برعاية الرئيس الأسد… تخريج دفعة جديدة من طلبة أكاديمية الأسد للهندسة العسكرية

حلب-سانا برعاية السيد الرئيس الفريق بشار الأسد القائد العام للجيش والقوات المسلحة احتفل اليوم بتخريج …