الشريط الإخباري

مهرجان الزجل الأول يختتم فعالياته بندوة عن نشأة شعر الزجل وإلقاء قصائد

ريف دمشق-سانا

تضمنت الأمسية التي اختتم فيها مهرجان الزجل الأول الذي أقامته مديرية التراث الشعبي في وزارة الثقافة بالتعاون مع مديرية ثقافة ريف دمشق في صالة الوقف بجرمانا مساء أمس ندوة وإلقاء قصائد زجلية.

وفي المحاضرة التي حملت عنوان “الزجل في سورية” اعتبر الباحث معين حمد العماطوري أن الزجل من أهم مقومات البيئة المحلية التي استخرج منها الشعراء مفرداتهم وألفاظهم وتراكيب قصائدهم الحاملة لصور وتعابير ذات دلالات وانزياحات مهمة مشيرا إلى أن الشاعر الزجلي يحمل ثقافة محلية مواكبا للأحداث والوقائع واللحظات الآنية تاركاً أثراً مهماً في التدوين والتوثيق ورسم لوحات فنية من خلال التنوع لأغراض وأنواع الشعر الزجلي.4

وعدد العماطوري أنواع الزجل وهي القوما والكان كان والمعنى بأنواعه والقرادة والمقلوب والمجزم وكرج الحجل وطريق النمل موضحا تلك الأنواع بأمثلة لكل منها وأن المراجع العلمية القليلة التي درست الزجل بشكله وأغراضه وإيقاعاته وأوزانه ظلت مسكونة بما دونه المؤرخون عن ابن قزمان ومدغليس.

ولفت المحاضر إلى مساهمة شعراء سوريين معاصرين في نشر أوزان ومقاسات شعر الزجل ومنهم الشاعران فؤاد حيدر ولطفي عبد الرزاق اللذان عالجا الكثير من القضايا الاجتماعية والوجدانية والعاطفية والوطنية وكرساها في منظومتهما الشعرية مع غيرهم من الشعراء السوريين مقدمين دلالات وبراهين بأن الشاعر يستطيع أن ينقل ما يرى ويشاهد ويوثق ويدون ما استطاع أن تنقل به مخيلته بين المتخيل والمعيش.

أما الباحث فرحان الخطيب فقال إنه “رغم أسبقية ظهور الزجل في سورية إلا أن الباحثين اللبنانيين كانوا سباقين لتأليف الكتب في مطلع القرن العشرين ما ساعد على ازدهار شعر الزجل في لبنان وتأليف الجوقات وإقامة الحفلات والمباريات الشعرية الزجلية”.

وأشار الخطيب إلى أن المؤرخين الذين تطرقوا لنشأة الزجل في سورية تحدثوا عن وجود علاقة وشيجة بينه وبين الأناشيد الدينية باللغة السريانية حيث بدأ رجال الدين بترتيل هذه الأناشيد على يد مار افرام السرياني وبعد تحولهم إلى اللغة العربية نقلوا اللحن نفسه وبعد ذلك عرب الشعر الديني وتأثر بالقافية وبقياللحن، ثم تطور إلى أن وصلنا عبر العديد من القرون إلى ما وصل إليه.2

وأضاف الخطيب.. تأسست جمعية مؤلفي الزجل في سورية عام 1971م من خمسة وعشرين عضواً، ثم تطورت إلى أكثر من مئة عضو، وأقام أعضاؤها الحفلات والأمسيات في المراكز الثقافية، واشتهر عدد من شعرائها كالشاعر فوءاد حيدر ولطفي عبد الرزاق وحسون سيف الدين، وبسام ورور الذي حاز على جائزة الدف الذهبي من برنامج أوف اللبناني الذي يشرف عليه الشاعر الزجلي موسى زغيب.

وبين الخطيب أن الشعر العامي موجود منذ وجدت اللغة ويعبر عن مشاعر وأحاسيس شريحة كبيرة من المجتمع ولكنه في النهاية لا يصح ولا يجوز أن يكون بديلاً عن لغتنا الأم العربية الفصحى لأنها الأصل وبها تكمن الرابطة الأقوى بين أبناء الأمة الواحدة.

وفي ختام المهرجان ألقى الشاعر الشعبي القادم من درعا ذيب نوح قصيدة بعنوان “تدمر عروس البادية” أشار فيها إلى مهارة العرب وتاريخهم الأصيل ومدى أهمية تدمر بأسلوب يجسد طرائق تناول شعراء الزجل في حوران لهذا النوع فقال..

“تدمر عروس البادية وسفر الأجداد

تدمر سفيرة شعبنا للحضارة

ومن زارها يسعد بشوفها كالطواد

ويشهد لجهد اللي شيدوها بمهارة

تنبيك عن فن العمارة والمجاد

المتحف الرومي وجملة اجواره”

وعن المهرجان قال مدير التراث الشعبي في وزارة الثقافة حمود الموسى إن “الغاية من هذه الفعالية تمثيل حضارة وتراث الشعب السوري بكل مكوناتها” معتبرا أن المهرجان استطاع تحقيق هذه الغاية وهذا ما بدا في الحضور الشعبي الذي حظي به خلال أيامه الثلاثة.

وأضاف مدير التراث الشعبي “تضمن المهرجان مستويات مختلفة ومتباينة من انواع الزجل التي رصدتها ندوة اليوم الأخير كما حرص المهرجان على وجود الزجل المغنى الذي حقق شعبية لافتة” مؤكدا أنه سيتم تكرار مثل هذا المهرجان في مناطق أخرى من ريف دمشق استجابة لتعلق أبناء المحافظة والسوريين عموما بهذا الفن.6

من جهتها مديرة الثقافة في ريف دمشق ليلى الصعب قالت إن ” المهرجان عبر عن وعي الشعب السوري لتراثه وضرورة المحافظة عليه واستثماره بوجه العاصفة التي تهب علينا وتحاول أن تأخذ منا ما ورثناه من الآباء والأجداد مضيفة إن ” دور المؤسسات الثقافية يقوم على تقديم نشاطات تتلاءم مع طبيعة أبناء كل منطقة”.

وكان مهرجان الزجل الذي انطلق أول أمس تضمن أمسيات زجلية وجولات تحد بين جوقات شعرية وتكريم شاعر الزجل الراحل فؤاد حيدر والشاعرين لطفي عبد الرزاق وإياد حمد.

محمد الخضر

انظر ايضاً

قصائد شعرية وزجلية ضمن مهرجان الزجل الأول بمصياف

حماة-سانا استحوذ الشعر الوطني على قصائد المشاركين في مهرجان الزجل الأول الذي أقامه المركز الثقافي …