وحوش الدم.. البحث عن مخرج من القفص السوري- صحيفة الثورة

كثرٌ هم من حاولوا القفز من فوق أسوار سورية.. وأكثر هم من صعدوا الى أعلى الشجرة في عدوانهم عليها.. وبين الرغبة في التراجع وركوب الرأس في الأولى..

والندم ومحاولة البحث عن سلم للنزول في الثانية، يرتسم المشهد الإقليمي والدولي فيما يتعلق بالأزمة في سورية.‏

في صحوة الوقت الضائع.. وادراك من دعم ومول ودرب وقامر، بفشل مشروع الاستثمار في الارهاب، وتسليم اللحى لمرتزقة، يتخبط جميع أعضاء” نادي التآمر” على سورية، ويهرولون في دائرة مفرغة بحثا عن باب للخروج من ورطة ذهبوا اليها بأقدامهم، أو تم دفعهم اليها، تحت «امل» سورية مدمرة قريبا.. لكن ذاك القريب لم ولن يأتي أبداً.‏

في جديد المشهد الدولي.. حراك ومواقف الولايات المتحدة الاميركية غير العلنية، مواقف بالوساطة، أو عبر رسائل ترسلها الى ذاك الحليف المتآمر معها على الشعب السوري، أو ذاك اللاعب المتآمر.. مواقف ورسائل تؤكد أن تجارة الدم، وصناعة الموت التي تمارس ضد سورية غير ناجعة.. والحل عندهم في المداورة، والذي يمكن أن يستثمره الساسة الاميركيون بوابة خروج من الورطة، وسلماً للنزول من على الشجرة، دراسة لمؤسسة «راند» تدعو الى وقف الحرب في سورية، وتنصح فيها الإدارة الأميركية المقبلة إلى رعاية مرحلة انتقالية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد، لتدمير «داعش» أولاً، ثم إيجاد حلّ سياسي.. تقول مراكز الابحاث في واشنطن، والجميع يعي جيدا حجم التأثير لتلك المراكز على صناعة القرار في واشنطن.. ورغم ذلك نحن نأمل ولا نمني النفس.. فاعتماد سورية كان أولاً وأخيراً على حكمة قيادتها وصمود جيشها، ووحدة شعبها.‏

ذات المخارج التي تبحث عنها الولايات المتحدة الاميركية، يتلقفها حليف العدوان في السعودية وتركيا، فيتعلق آل سعود بقشة أممية- اميركية، وإن كانت موجهة ضدهم، قشة الانتقادات على جرائمهم في اليمن، وضـرورة وقف العدوان هنا وهناك، والقبول بحلول في اليمن وسورية، وهو ما يعمل على استثماره آل سعود، لكن بطريقة تحفظ لهم ماء وجه «يعتقدون بوجوده».‏

ذات البحث يجري في تركيا الاردوغانية، فالعزف على وتر خطر الارهاب على أمنها القومي، والادعاء بمحاربة تنظيم «داعش» ليس الا طوق نجاة تحاول حكومة العدالة والتنمية ايجاده للخروج من مستنقع غاصت به حتى اذنيها.‏

تشي المعلومات الاستخبارية والاعلامية أن ثمة حلولاً باتت جاهزة، واتفاقات ابرمت، بندها الرئيس ارادة الشعب السوري هي الاساس، وفي براهين ذلك العدوان الاسرائيلي على مواقع في القنيطرة، لإدراكها بقرب الحل، وخروجها «من المولد بلا حمص»، لذلك تريد بذاك العدوان حشر نفسها على طاولة حلول المنطقة.. متناسية أن للمجالس رجالاتها ولا مكان فيها للدخلاء..‏

بقلم: منذر عيد

انظر ايضاً

ما وراء طرح دولة منزوعة السلاح ..؟ بقلم: ديب حسن

أخفق العدوان الصهيوني في غزة وعرى الكيان العنصري أمام العالم كله، ومعه الغرب الذي يضخ …