واجب دوما-صحيفة تشرين

تستحق «ظاهرة» التظاهرات في دوما ضد الفصيل الإرهابي المعروف الذي يتحكم بها وضع مفهوم «البيئة الحاضنة للإرهاب» موضع النقاش، انطلاقاً من أنموذج «أكبر مدن ريف دمشق» ومن أكثر المناطق التي يتحكم فيها الإرهاب مقارنة ببقية مناطق سورية لخصوصية التصاقها بالعاصمة..

ومن المسلّم به أنّ البداية الصائبة في طرح هذا الموضوع للنقاش هي السؤال:

-ما واجب أهالي دوما الوطني تجاه الدولة؟ وما واجب الدولة تجاه دوما؟.

ولا يمكن فهم واجب أهالي دوما إلاّ بالانطلاق من حقيقة أن الوضع الاستثنائي لدوما منذ بداية الحدث السوري وحتى الآن مرتبط بوجود فصيل متحكم بها، وبيئة حاضنة لبعض الفصائل المشابهة الساعية لاستبدال السيطرة الحالية بسيطرتها هي، ومن واجب الصوت العاقل في دوما أن يتعمّق في فتح النقاش بين الأهالي عن المكوّن البشري والسياسي لذلك «الفصيل» وأشباهه، والبحث في هويته التي لا يمكن تحديدها إلاّ بتظهير حقائق الدعم المالي والعسكري الخارجي الذي يتلقاه ذلك الفصيل وغيره..، فهل الدعم الخارجي «مواصفة وطنية» يمكن لأهالي دوما الفخر فيها اليوم ومستقبلاً؟!.

يسأل الصوت العاقل: لو كانت دوما تحت سيطرة الدولة هل سيكون وضعها مأسوياً كحالها منذ بضع سنوات؟ الجواب على هذا السؤال ثري بالإغراءات الوطنية وخيرات حضن الدولة لمن يتذكّر «أمان دوما وحيويتها وحريتها..» قبل سيطرة ذلك الفصيل عليها..

لا بد من إبراز حقيقة هنا بأنّ ذلك الفصيل هو الذي حدد شكل تواصل دوما مع الدولة بالقذائف وبالإرهاب، وجعل دوما «التي عبر تاريخ انتمائها للدولة السورية قدّمت خبرات وخيرات وكفاءات» تشتهر منذ سنوات قليلة بفضيحتين «شخصية من يقود ذلك الفصيل الإرهابي، وأكبر سجن للمخطوفين من مواطني الجمهورية العربية السورية..»!.

الواجب الكبير الذي من حصة الدولة يستند إلى حقيقة وطنية لا لبس فيها وهي أنّ دوما ملوثة بالإرهاب ومن واجب الدولة تطهيرها منه، بالنعومة أو بالقوّة لا بد من تطهيرها..، ولكن كلّما زاد وعي أهالي دوما تجاه واجبهم الوطني اختصروا سنوات كارثة سيطرة فصيل إرهابي عليهم..

ومن المهم أن يتكفل الصوت العاقل بتوسيع تأثيره في دوما كي يكون أي جهد في إنهاء سيطرة ذلك الفصيل لمصلحة حضن الدولة حصراً كي تعود دورة الحياة في دوما إلى طبيعتها.

بقلم: ظافر أحمد