معرض تراث الضيعة في قرية القلاطية يحيي عادات وتقاليد الأجداد

دمشق-سانا

أقامت قرية القلاطية بوادي النضارة ضمن فعاليات مهرجان الوادي السياحي معرض تراث الضيعة الذي تحول إلى عرس شعبي شارك فيه أبناء القرية وأبناء القرى المجاورة وكان للسيدات حضور مميز حيث قمن بصناعة المأكولات التراثية الشعبية التي يشتهر بها الريف السوري في خطوة للحفاظ على تراث الأباء والأجداد.

وفي حديث لنشرة سياحة ومجتمع قال منظم المهرجان يعقوب عتريني إن المعرض تقليد سنوي يعرض فيه المشاركون في الهواء الطلق كل ما له علاقة بحياتنا اليومية قديما كالأدوات الزراعية التي استخدمها الآباء والأجداد في خطوة للتعريف بهذا الإرث العظيم الذي يمتد لآلاف السنين إضافة إلى المأكولات المصنوعة بطرق بدائية كالهريسة والسيالة والزلابية والحنطة المسلوقة وطرق حفظ الأغذية منوها بعدد المعروضات الكبير هذا العام التي هي من إنتاج أبناء القرية وبالإقبال الكثيف على المعرض.

الشابة رانيا الدخن قالت.. أشارك في المعرض بفن حفظ الأغذية بالطرق التقليدية التي استخدمتها أمهاتنا وجداتنا قديما واثبتت جدواها على مر السنين حيث قمت مع مجموعة من سيدات الوادي بصناعة بعض أنواع المربيات كالمشمش والتين وحفظ ورق العنب والمخللات بالماء والملح إضافة صناعة الملبن من عصير العنب شارحة طريقة صنعها بالقول يهرس العنب ويصفى ثم يوضع في قدور كبيرة ويشعل الحطب تحتها حتى تغلي وأثناء الغليان نقوم بوضع السكر والسميد مع التحريك المستمر حتى ينضج وبعد ذلك نقوم بسكب الخليط على أقمشة بيضاء رقيقة ونضعه في الشمس ريثما يجف ثم نقوم بتقطيعه ووضعه باكياس لتناوله في فصل الشتاء حيث يحشى بالجوز واللوز.

وقالت.. إن هذه المشاركة هي الأولى لها في المهرجان وهي تستعد للمشاركة في مهرجانات أخرى لعرض الطرق الصحيحة لحفظ الأغذية.

بدورها أشارت أنيسة السلوم مشاركة في المعرض إلى أنها تقوم بطبخ الهريسة التي تتكون من الحنطة واللحمة المسلوقة لدرجة الغليان والتي تضعها على الحطب وتقوم بعملية التحريك ريثما يتشابك المزيج مع بعضه البعض ويصبح جاهزا لتناوله لافتة إلى أنها تعلمت طبخ الهريسة من والدتها وجدتها وهي أكلة شعبية تجمع الأهل والأحبة وطقس يعبر أهل القرية من خلاله عن كرمهم.

مختار القرية رياض الدخن سلق كميات كبيرة من عرانيس الذرة في الحلة التي كانت تستخدم أيام زمان وقام بتوزيعها على ضيوف المهرجان لتبقى الأدوات والطريقة عالقة في ذاكرتهم .

وقال الشاب فادي عطية.. إنه شارك في المعرض بطبخ القهوة العربية رمز الضيافة والكرم لافتا إلى أن للقهوة طقوسا خاصة فهو يقوم بغلي القهوة على نار هادئة ويضيف إليها حبات الهال ويتركها على النار حتى الغليان وبعد ذلك يقدمها للزائرين الذين استمتعوا بمذاقها اللذيذ والشهي.

من جهته ذكر الشاب اسامة العبود المهتم بجمع الأدوات التراثية القديمة أنه يعرض هذه الأدوات مثل الجرن والرحى والكارة والفوانيس ليتعرف الجيل الجديد على الأدوات التي كان يستخدمها الآباء والأجداد والتي تحولت الآن إلى صمديات تزين المنازل بالوادي.

وقال المهندس الياس الخوري منسق الحدائق إنه وخلال عمله بالمحافظات السورية بات همه أن يجمع مفردات التراث السوري ليوثقه ويخلده لافتا إلى أنه اشترى أدوات حصاد قديمة جدا كالمورج الذي كان يستخدم في الحصاد والشاعوط الذي استخدم قديما لتدرية الزرع.

بقي أن نقول إن المعرض إضافة إلى العرض الرائع والجميل للتراث السوري تميز بأنه رسخ روح التعاون والمحبة والمشاركة بين أبناء الوادي الذين أصروا على أن يكون مهرجان هذه العام متميزا بكل شيء.

سكينة محمد