روسيان: بعض الدول بوضع صعب لامتناعها عن الحوار مع سورية

موسكو-سانا

أكد يفغيني بريماكوف المعلق السياسي في القناة التلفزيونية روسيا 24 أن حكومات بعض الدول في المنطقة كتركيا أدخلت نفسها في مأزق لم تعد قادرة على أن تخرج منه في أعقاب الأحداث التي شهدتها المنطقة خلال السنوات الأخيرة.

ووصف بريماكوف في مقابلة مع مراسل سانا في موسكو اليوم حالة هذه الدول التي جعلت نفسها “خصما لدودا للدولة السورية” بأنها في وضع صعب ومعقد بذنب منها وليس من غيرها نظرا لأنها امتنعت عن الحوار مع الحكومة السورية مشيرا إلى أنه “لم يبق اليوم أمام تلك الدول أحد في ساحة محاربة الإرهاب سوى سورية ولا يوجد الآن من يمكنها أن تجري معه الحوار في هذا الصدد”.

وأشار بريماكوف إلى أن روسيا “فضلت” على الدوام أن يكون الموقف التركي إيجابيا حيال الأزمة في سورية ولكن الحكومة التركية “حشرت نفسها في الزاوية وهي الآن لم تعثر بعد على الوسيلة المناسبة للخروج منها علما بأنها مقتنعة بأن سورية هي الدولة الرئيسية في المنطقة التي تحارب تلك التنظيمات الإرهابية المتطرفة” المتمثلة بتنظيمي داعش وجبهة النصرة وغيرهما والتي تشكل خطرا على الأمن والاستقرار في الداخل التركي أيضا.

وفي مقابلة مماثلة رأت يلينا سوبونينا مستشارة رئيس المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية أن مسألة الإرهاب المنتشر في منطقة الشرق الأوسط تشكل خطرا على الجميع بما في ذلك على روسيا وأوروبا ودول المنطقة داعية إلى تنسيق إقليمي ودولي في مجال محاربة الإرهاب.2

وأشارت سوبونينا إلى أن الصعوبة في هذا الأمر تكمن في أن أمريكا على سبيل المثال لا تتصرف في موضوع مكافحة الإرهاب بشكل صريح وواضح وهناك ازدواجية المعايير التي تستخدمها في سياستها تجاه الآخرين فهي تتصرف من جهة وكأنها ضد الإرهاب وضد تنظيم داعش الإرهابي وغيره من التنظيمات الإرهابية المتطرفة ولكن لديها في طرف آخر أهداف سياسية تعمل على تحقيقها مثل إسقاط حكومات شرعية وغيرها وفي هذه الحال لا يمكن لروسيا أن تؤيد هذه السياسة الأمريكية مزدوجة المعايير.

وأعربت سوبونينا عن أسفها من أن تلك السياسة الأمريكية “تضعف إمكانيات القوى الدولية في مواجهة الإرهاب” مؤكدة أن روسيا مستمرة في إصرارها على توحيد الجهود لمواجهة هذا الخطر.

وشددت سوبونينا على ضرورة التركيز على الجهود الدبلوماسية والسياسية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية بالرغم من أن هناك دولا تضع أهدافا مغايرة ومختلفة ولكن روسيا لن توافق عليها أبدا.

وأشارت سوبونينا إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعا جميع دول المنطقة إلى توحيد الجهود من أجل محاربة الإرهاب وإلى تشكيل تحالف دولي حقيقي ليس كالتحالف ذي الأهداف الغامضة والمزدوجة الذي تترأسه أمريكا موضحة أن الحكومة الروسية هي في خندق واحد مع الحكومة السورية في مكافحة الإرهاب.

انظر ايضاً

روسيان يطالبان برفع الإجراءات القسرية الغربية الجائرة عن سورية