حمص-سانا
بهدف تعزيز العمل التنموي في أوساط المجتمع السوري وتحقيق فرص عمل لجيل الشباب بدأت جمعية سنابل سورية بحمص بتوسيع عملها الأهلي عبر وضع معمل للشاش الطبي قيد الاستثمار الفعلي حيث يسعى هذا المشروع الى تعزيز قدرات الشباب ومدهم بالثقة والعزيمة للتغلب على المصاعب و التحديات التي تواجههم بالاضافة الى دوره في سد احتياجات السوق المحلية و تجاوز الآثار السلبية للحصار الاقتصادي الجائر على سورية.
وأوضح المهندس محمود ربيع رئيس مجلس ادارة الجمعية بحمص لنشرة سانا الشبابية أن ما شجع على إقامة المعمل هو الحاجة الماسة الى تامين الشاش الطبي للسوق المحلية من جهة وتامين ايرادات ذاتية للجمعية الى جانب الهدف الاساسي بتشغيل الشباب بالاضافة الى توفير فرص عمل لزوجات وبنات الشهداء الى جانب نشر ثقافة الصناعة والانتاج باتجاه الاستثمار الفعلي للموارد المادية والبشرية والبدء بالانتاج كخطوة باتجاه الاعمار الحقيقي لما خربه الارهاب الآثم.
وأشار ربيع إلى ان المعمل يقع حاليا الى الشرق من مدينة حمص على مساحة 210 أمتار مربعة منوها بان مادة الشاش الطبي تلقى رواجا واقبالا كبيرا من مختلف الفعاليات الاهلية والصحية بالمحافظة وان الجمعية تعمل على تسويق المنتج باقل من سعر السوق.
وتشكل الكوادر الهندسية الشابة من خريجي الجامعات السورية نواة العمل الاهلي في الجمعية حيث بين ربيع أن هذه الكوادر هي من قام بالتخطيط و الدراسة والتنفيذ للمعمل الذي يضم حاليا ست آلات نسيج ومرفقاتها تم شراؤها من القطاع الخاص كما تم تأمين الخيط القطني بافضل المواصفات من الشركة الخماسية حيث ينتج المعمل شهريا 2 طن من الشاش الطبي قابلة للزيادة في حال توفر الخيوط القطنية.
ولفت الى انه تم ايضا تشغيل 10 عمال على آلات النسيج وعامل قص بالاضافة الى تشغيل نحو 20 من ذوي الشهداء بشكل مبدئي مع التأكيد على زيادة هذا العدد في مرحلة مقبلة.
وحول آلية العمل والانتاج اوضح رئيس مجلس ادارة الجمعية انه يتم تسليم واستلام الشاش وهو بحالة قص بابعاد 20 ب 25 وتقوم العاملة بالطي والتغليف بوزن واحد كغ ضمن كيس اعد خصيصيا لحفظه حيث تم توزيع العمل على العاملات وفق خطة مدروسة في منازلهن ليتسنى لهن الاشراف على اطفالهن وادارة بيوتهن بعيدا عن تكليفهن عناء التنقل من والى المعمل.
ولفت ربيع الى ان عائدات المعمل تستثمر في تنفيذ مشاريع تنموية اخرى تدر ارباحا مضافة وتضمن في الوقت نفسه فرص عمل للمزيد من عائلات وذوي الشهداء بالمحافظة حيث يسعى شباب الجمعية الى انشاء ورشة فنية متكاملة تشتمل على آلات خراطة وسكب وحدادة ومنها يتم استنباط مهن عديدة تدعم الوضع المعيشي لمزيد من اسر الشهداء والعائلات المتضررة وتحقق الاستقرار المنشود لهذه الشريحة.
بدوره بين المهندس ماهر ابراهيم المشرف الفني على المعمل ان المعمل ينتج نوعين من الشاش الطبي الاول لديه قدرة عالية على الامتصاص وبجودة ممتازة ولا يحوي وبرا حيث يبلغ عدد القطع بالكغ الواحد 300 قطعة بمساحة 15 مترا مربعا للكغ الواحد في حين يبلغ عدد القطع في النوع الثاني 150 قطعة بالكغ الواحد وبمساحة 8 امتار مربعة اما الفرق بين النوعين فيتصل بسماكة الخيط لا غير.
ورأى المهندس محمد الجهني أمين سر الجمعية ان الكوادر العاملة فيها تواصل مشوار العمل التنموي الى جانب تقديم مختلف الخدمات والاعمال الاغاثية والانسانية والخدمية وذلك منذ انطلاقة العمل بالجمعية واشهارها في كانون اول عام 2013 وفق قاعدة البيانات التي تم تشكيلها بالاعتماد على فريق الجمعية الذي يقوم ميدانيا بزيارة الأهالي ممن يودون الاستفادة من خدمات الجمعية بالإضافة إلى إقامة مشاريع متنوعة وفق بيانات مدروسة تحسب فيها الجدوى الاقتصادية وترمي إلى استثمار الطاقات الشابة وتعزيز روح المبادرة الخلاقة لديهم.
وأعربت أم دريد زوجة الشهيد أدهم المربعي عن ارتياحها للعمل في هذا المشروع مؤكدة ان عملها لا يكلفها سوى تنظيم وقتها بشكل جيد لتتمكن من مساعدة اسرتها المؤلفة من خمسة أولاد اكبرهم 17 عاما.
تمام الحسن