الشريط الإخباري

ما لا يفهمه الأعداء

نزل أداء السيد الرئيس بشار الأسد القسم، والكلمة الشاملة التي ألقاها بعده أمس، نزول الصاعقة على رؤوس أعداء سورية الذين مازالوا يرفضون الاعتراف بأنَّهم خسروا المعركة، ويصرّون على الاستمرار فيها، حتى وهم يعلمون أنَّ مشروع إسقاط الدولة السورية الذي موّلوا ودعموا أدواته الإرهابية القادمة من أربع جهات الأرض، بكل الإمكانيات والوسائل، قد سقط الى الأبد.
ولابدَّ أنَّهم انفجروا غيظاً وكمداً، وهم يشاهدون وقائع أداء القسم، ويستمعون إلى الخطاب الذي أعقبه. فهاهو الرجل الذي تحالفت ضده أعتى قوى الاستعمار والرجعية في العالم، وطالبته، في لحظة غطرسة عمياء، بالتنحي، مؤكدة أنَّ أيامه في الرئاسة أصبحت معدودة. هاهو، وبعد أكثر من ثلاث سنوات من عدوان على بلاده لم يعرف التاريخ مثيلاً لإرهابيّته ووحشيّته، يؤدي القسم لولاية دستورية جديدة، ويقول بكلِّ ثقة وعنفوان في خطابه: إنَّ صمود الشعب السوري أفشل العدوان وأعلن رسمياً وفاة ماسمي زوراً وبهتاناً «الربيع العربي»، ويؤكد أنَّ محاربة الإرهاب مستمرة بلا هوادة حتى القضاء عليه نهائياً في كل بقعة من الأرض السورية.
والحقيقة أنَّ الحدث الكبير تضمَّن من الحقائق الساطعة ماأصاب الأعداء في مقتل، فالرئيس الأسد هو اليوم أحد الرؤساء القلائل، إن لم يكن الوحيد، في العالم، الذي انتخب بنسبة 88.7 من أصوات الناخبين في انتخابات تعددية نزيهة وشفَّافة، جرت في ظروف استثنائية تحدَّت إرادة الشعب فيها تهديدات وجرائم الإرهاب وهزمته. مايعني أنَّه اليوم أكثر قوة وشرعية، وأنَّ من المجحف، في هذا المجال، مقارنته بالرؤساء الغربيين ممن تحتقرهم شعوبهم، فضلاً عن أتباعهم من ملوك وأمراء النفط والغاز المتصهينين، وأكثر رموز التخلّف والاستبداد لا أخلاقية وانحطاطاً.
والرئيس الأسد هو اليوم واحد من كبار الفاعلين الدوليين الذين أسهموا بصمودهم في توجيه دفة الصراع الدولي نحو تشكيل النظام العالمي الجديد متعدد الأقطاب الذي تتطلع له الإنسانية لتحقيق العدالة الدولية، واحترام سيادة الدول، وإنصاف الشعوب المظلومة.
والرئيس الأسد هو اليوم قائد العروبة في معركتها الوجودية الراهنة مع الإرهاب بذراعيه الصهيوني الفاشي، والإرهابي التكفيري، ذلك أنَّ المشروع العدواني الذي تقاومه سوريّة لايتوقف عند حدودها، بل يستهدف الوطن العربي بأكمله. ولعلَّ أكثر ماصعق الأعداء في خطابه، هم الذين فعلوا كل مافعلوا، لضرب هوية سورية العربية، وإبعادها عن فلسطين، قوله: «إن القضية الفلسطينية ستبقى القضية المركزية استناداً إلى المبادئ والواقع، ومايفرضه هذا الواقع من ترابط بين مايحصل في سورية ومايحصل في فلسطين»، فهذا يعني بكلِّ وضوح أنَّ البوصلة السورية تتجه دائماً نحو فلسطين، وأنَّ الوقوف مع الشعب الفلسطيني المقاوم ثابتٌ أساسيٌّ من ثوابت السياسة السوريّة لا تراجع عنه مهما كان الثمن، وبلغت التضحيات…
سيحار أعداء سورية كثيراً في سرّ هذا الحدث السوري الأشبه بالمعجزة. ومن المؤكد أنَّ ثمة أمراً محدداً يتعذّر عليهم فهمه واستيعابه وهو أنَّ «البلاد ليست بمساحتها أو عدد سكانها أو أموالها أو نفطها.. البلاد ببعدها الحضاري الثقافي، وبدور شعبها التاريخي، وبالسيادة والإرادة لمواجهة تحديات الحاضر، ولصناعة المستقبل» كما قال الرئيس الأسد في خطابه.
وطالما أنَّهم لم يفهموا هذا الأمر، فإنَّ سورية ستظلّ تصدمهم وتفاجئهم، ورئيسها سيظلّ يلقّنهم الدرس تلو الدرس.
بقلم: محمد كنايسي