الشريط الإخباري

اجتماعات طارئة.. وفاتورة الإرهاب-صحيفة تشرين

عندما يستمر الحديث عن كل ما يقال من أن الغرب ضالع في مكافحة الإرهاب، في الوقت الذي يقوم هو نفسه بتغذيته وتدريبه وتسليحه ودعمه فإن هذا الإرهاب يبرز ويتمدد، وتبدأ معه لغة الاجتماعات الطارئة والفورية عقب كل حادث إرهابي يطول هذا البلد أو ذاك…

فما جرى في الكويت، وفي فرنسا، وفي تونس ومثله في دول متعددة، كانت الدولة السورية تحذّر منه دائماً، وكانت تستشرف المستقبل في تمدد الإرهاب كالأخطبوط يمدّ أذرعه في كل مكان، ويطول بتطرفه كل بقاع الأرض.

وإذا كان الإرهاب بمجمل الدول الداعمة له، والصانعة لتنظيماته، بات السرطان الذي استشرت خلاياه المسرطنة في المجتمعات، والذي يحتاج لاستئصال فعلي من جسد العالم، فإنه كان الورقة الرابحة ضمن مشروعات التقسيم التي وضعتها مخططات تلك الدول الداعمة له، ليكون حصان طروادة، الذي من خلاله تم التسلل إلى دواخل المجتمعات العربية عامة والسورية خاصة.

ولعل الناظر ملياً إلى آليات ذلك التمدد، يلحظ في حواشي امتداده، عشرات الرؤى والأهداف التي تخدم بنتيجتها أولاً وتالياً «إسرائيل» وتحافظ على أمنها، وتعزيز دورها المفكّك للمنطقة كلها، وقد أثبتت مجريات الأحداث في المنطقة كل هذه الأهداف وأكثر.

فما نقلته «هآرتس» مثلاً من قول: «إن إسرائيل تستقدم يهوداً من الهند لتوطينهم في الجولان» لا يكذب، لأنه يدخل في نطاق أهم أهداف «إسرائيل» في التوطين، وبناء المستوطنات الخاصة في غمرة فوضى انشغال المنطقة عامة وسورية خاصة بالتصدي للإرهاب ومحاربته، مع ما هو معروف من أن الـ«CIA» واللوبي الصهيوني وأدوات المنطقة هم القائمون الفعليون على إدارة هذا الإرهاب وتدويره، بما يشكله ذلك من انفلات لهذه التنظيمات الإرهابية في بقاع الدول، وحلمها في تحقيق خريطة انتشار وتموضع، ساهم فيها صنّاع الإرهاب.

والمعادلة المتشكلة هنا: ماذا تريد أمريكا بسياساتها تلك؟، فهي التي تحرص خلال الاتصالات والمناقشات واللقاءات المتلفزة على التأكيد على ضرورة مكافحة الإرهاب، بينما التحالف الخائب، أكبر دليل على مساعدتها للإرهاب وتمدده وقد أثبتته الأدلة على الأرض السورية.

وتالياً، ما معنى توقيع صفقات الإرهاب بين فرنسا، المساندة للإرهاب بمواقفها والتي تعاني من منعكساته حالياً، والسعودية الحاضنة للإرهاب والممولة له بكل تكفيره ووهابيته، وقد بلغت قيمة العقد الموقع بينهما 12 مليار دولار؟! ليس هذا فقط وإنما ممارسة إرهاب أكبر بالاعتداء على اليمن بغية تنفيذ أهداف خاصة بها في الممرات البحرية، وتنفيذ أجندات أمريكية بوضع قواعد عسكرية تهيمن مباشرة على الملاحة البحرية والجوية والأرض…؟!

اجتماعات هولاند، والاجتماعات الطارئة عند أي عمل إرهابي، لم تعد تجدي إذا لم يكن للسؤال الأهم موضع رأي بالقول: عندما سمح للإرهاب بأن يضرب سورية والعراق وغيرهما صار من الطبيعي أن يدفع هؤلاء الثمن، فما حال الداعمين والممولين والمسلحين في غدهم مع الإرهاب المتطرف الذي صار يعنون نفسه ولا يحتاج لعناوين أحد… ربما، وبالتأكيد، لابد من الحديث عن الإنذارات المبكرة التي ساقتها سورية، فقد أعلنت في كل تصريحاتها، ورسائلها الموجهة إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن عن مجازر الإرهاب كلها، بأن الإرهاب أشبه بمن يضع العقارب في جيبه، وأن من يدعم الإرهاب في سورية وليبيا وأماكن أخرى، سيدفع الثمن لاحقاً في كل أوروبا وفي قلب الولايات المتحدة.. عندها ماذا تنفع كل التحالفات والاجتماعات الطارئة وكل الصفقات، وآليات التجسس، وكل الدعوات للحلول والمكافحة؟، لأن السيف سيسبق كل هذا، والعقارب ستجد انتشارها يتصدر كل العالم… فهل ما صنعته الأيادي الأمريكية سيخدمها في توالي الأيام المقبلة؟! ومن سيدفع تالياً فاتورة الإرهاب الذي سيحمل الماركة العالمية المسجلة حينها؟!.

بقلم: رغداء مارديني