الشريط الإخباري

طاولة مستديرة حول العلاقات السورية الروسية على ضوء الوضع بالشرق الأوسط

موسكو-سانا

نظمت السفارة السورية في موسكو اليوم طاولة مستديرة بعنوان “العلاقات السورية الروسية على ضوء تمدد تنظيم “داعش” الإرهابي والوضع في الشرق الأوسط” وذلك بمشاركة نخبة من الباحثين والمحللين والخبراء السياسيين والمستعربين الروس المتخصصين في شؤون سورية والشرق الأوسط.

2

وأوضح سفير سورية في موسكو الدكتور رياض حداد خلال افتتاح أعمال الطاولة المستديرة أن هذا اللقاء مكرس للبحث في موضوع العلاقات الثنائية بين سورية وروسيا وسبل تعزيزها على شتى الصعد والمستويات بما ينعكس إيجابا على البلدين الصديقين وخاصة في مواجهة النزعة التكفيرية وحملة الفكر الإرهابي العابر لحدود الدول والقارات إضافة إلى معرفة الأخطار الكامنة والمحتملة التي تخفيها الفصول المتبقية من الحرب المفتوحة والمفروضة على الدولة السورية وما الذي حققه صمود سورية بدعم أصدقائها الفعليين وفي مقدمتهم روسيا الاتحادية.

3

بدوره قال سيرغي بابورين رئيس اللجنة الروسية للتضامن مع شعبي سورية وليبيا خلال مداخلة له إن “العلاقات الروسية السورية كانت ولا تزال علاقات صداقة وتعاون” مؤكدا أن روسيا بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين تعمل على توسيع التعاون والدعم لسورية في جميع النواحي.

وشدد بابورين على أن “العدوان على سورية يعتبر انتهاكا فظا للقانون الدولي ولذلك يطالب الرأي العام الروسي بلجم هذا العدوان” داعيا “أولئك الذين أطلقوا “داعش” وغيره من التنظيمات الإرهابية ان يوقفوا نشاطها لان مخاطرها ستصل في نهاية المطاف إليهم”.

3

من جهته أكد المحلل السياسي المعروف رئيس الجمعية الروسية للصداقة والتعاون مع البلدان العربية فيتشسلاف ماتوزوف أن العلاقات الروسية السورية بصورة خاصة والعلاقات الروسية العربية عموما تلعب دورا أساسيا في العلاقات الدولية والوضع العالمي الراهن.

وقال ماتوزوف إن “التنظيمات الإرهابية في سورية هي صنيعة الولايات المتحدة لذلك فان الموقف من الأزمة في سورية لا يخص سورية فقط إنما يمس روسيا أيضا”.

من جانبه أوضح فلاديمير يفسسيف رئيس قسم القوقاز في معهد رابطة الدول المستقلة أن الأزمة في سورية تشكل الأولوية في السياسة الخارجية لروسيا وإيران ولا يمكن لأحد أن يقبل بالتخلي عن سورية موءكدا ضرورة زيادة التنسيق بين روسيا وإيران في تقديم مساعدات ملموسة إلى سورية في المرحلة الراهنة.

5

وأشار يفسسيف إلى أن اعتماد روسيا الطرق الدبلوماسية والتركيز على سيادة القانون الدولي ومبادئ الأمم المتحدة يساعدها في العمل على حل الأزمة في سورية بصورة أكثر فعالية.

وقال الباحث الروسي إن “صمود الشعب السوري في وجه الإرهاب لمدة خمس سنوات هو مثال مهم جداً بالنسبة لروسيا ولموقفها من الأزمات في الشرق الأوسط” منوها بنجاح وسائل الإعلام السوري في الوقوف بوجه الأعلام المعادي وفضح أكاذيبه”.

من ناحيتها أشارت يلينا أغابوفا نائبة رئيس الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية إلى أن سورية بلد عريق وهو مهد الحضارة الإنسانية وهذا ما يلزم للعمل في المحافل الدولية للدفاع عنه وإبعاد الارهاب عن أراضيه وتوثيق جرائم الإرهابيين فيه لمحاكمتهم فيما بعد.

من جانب آخر اعتبر يوري زينين كبير الباحثين في جامعة العلاقات الدولية التابعة لوزارة الخارجية الروسية الحصار الإعلامي المفروض على سورية جزءا من الحرب الإرهابية عليها.

وأشار زينين إلى أن وثائق المخابرات العسكرية الأمريكية المنشورة أخيرا تؤكد أن لتنظيم القاعدة الإرهابي في العراق جيوبا في سورية أيضا وأن الولايات المتحدة كانت على علم أن الصراع سيزداد حدة في ظل دعم مباشر من الدول الغربية ودول الخليج وتركيا لما يسمى بالمعارضة السورية للسيطرة على مناطق تقع بين العراق وسورية.

بدوره نوه بوريس دولغوف كبير الباحثين في معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية بصمود سورية وتصديها للإرهاب الدولي ونجاحها في إفشال المخطط الامريكي.

وأضاف دولغوف إن “التنظيمات المسلحة هي صنيعة دول تريد القضاء على الدولة السورية وذلك في تجسيد للهدف الأمريكي والإسرائيلي المنسجم مع مواقف ممالك الخليج كون سورية دولة لها سياستها المستقلة وهذا ما لا يتفق مع الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة”.

من جهتها أكدت يلينا سوبونينا رئيسة قسم الشرق الأوسط في معهد الدراسات الاستراتيجية في موسكو أن الموقف الروسي ثابت إزاء الأزمة في سورية.

بدوره قال الكسندر كوزنيتسوف نائب مدير معهد التنبوءات والتسويات للنزاعات السياسية ان الموقف الغربي من الأزمة في سورية هو موقف سلبي وأن السياسة الأمريكية كانت منذ بداية الأحداث في الشرق الأوسط موجهة للقضاء على الدول القوية ذات التاثير في المنطقة.

وشدد الباحث الروسي على ضرورة تعزيز العلاقات الروسية السورية ورفعها إلى مستويات أعلى وخاصة في المجال العسكري التقني في هذه الظروف.

6

وفي معرض استخلاص نتائج عمل الطاولة المستديرة ركز السفير حداد على أن كل ما يحدث في سورية وبعض البلدان الأخرى منذ خمس سنوات تحت ذريعة الربيع العربي إنما هو في حقيقته جزء من الاستراتيجية الامريكية الهادفة لجعل القرن الحادي والعشرين قرنا أمريكيا صرفا كما جاء في وثائق الاستراتيجية الأمريكية منذ منتصف الثمانينات.

وقال السفير حداد إن وقوف روسيا حكومة وشعبا إلى جانب سورية ساعد كثيرا في الصمود والقدرة على الاستمرار في ميادين الحرب ومسارح العمليات الميدانية المباشرة مشيرا إلى الأهمية المعنوية للمساعدات التي تقدمها الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية والكنيسة الروسية إلى جميع السوريين.

ولفت السفير حداد إلى أن الفكر التكفيري الوهابي خطر يهدد الجميع دون استثناء وهو لا يتوقف عند الحدود السياسية للدول والأقاليم قائلا إن “وجود أجهزة استخبارات كبرى ساعد على وصول عشرات الآلاف من الإرهابيين بأمان إلى سورية وأشرفت على تجنيدهم وتمويلهم وتدريبهم وتسليحهم”.