الشريط الإخباري

نورا علي.. مشروع اقتصادي ناجح و أفكار مبتكرة لتنسيق زهور الزينة

اللاذقية-سانا

لم تنطلق الشابة نورا علي في مشروعها الاقتصادي الصغير عن سابق تصميم و تخطيط فقد حدثت الأمور كلها بمحض صدف متتالية أيقنت بعدها ضرورة المبادرة لاتخاذ خطوة جدية على المستوى المهني فالشابة التي كانت مولعة بزراعة الورود في حديقة منزلها و من ثم قطافها وتنسيقها في مزهريات تزين زوايا البيت لم تدرك أن هذه الورود الفاتنة قد تكون يوما أكثر من أزهار و بتلات جميلة المنظر يعبق الجو بأريجها العطر فإذ بها عتبة صلبة نحو مستقبل مستقر يكفل لها حياة كريمة وموردا ماديا جيدا.

بدأت القصة كما تجري الأمور عادة في أي منزل تسوره حديقة صغيرة حيث سعت نورا المتخرجة منذ سنوات من معهد الفنون التشكيلية في اللاذقية إلى زراعة مختلف صنوف الورد التي تحب فسعت كما جاء في حديثها لنشرة سانا الشبابية إلى زركشة الحديقة بألوان و أشكال تبهج النفس و تسكن الروح و هذا ما حدث إذ امتلأ المكان بورود الجوري و القرنفل البلدي و الياسمين و الفل و الغاردينيا حتى بات المنظر أشبه بلوحة تشكيلية فاتنة.

أما وقد تنوعت ورود الحديقة و باتت مغرية للناظر و عابر السبيل و ساكن البيت فقد لجأت إلى نقل هذه الصورة الساحرة إلى داخل المنزل عبر اختيار مجموعات متنوعة من الأزهار وقطفها و جمعها في باقات خلابة المنظر لوضعها في أركان المنزل حيث أشارت الشابة إلى أنها كانت بالفعل تقع في حيرة من أمرها لدى تنسيق هذه الأزهار وقد أحاطتها بأوراق خضراء عريضة حتى باتت تفوق في جمالياتها تلك اليانعة في الحديقة حسب رأي أهل البيت و زواره.

وأضافت.. كنت دائمة البحث عن ورود جديدة لزراعتها وطرق مختلفة لتنسيقها في باقات منزلية ما لبثت أن باتت منبع أسئلة متواترة من قبل ضيوف المنزل ممن ادهشهم الذوق الرفيع في ترتيب الزهور وكنت قد بدأت بإضافة بعض الاكسسوارات إليها بطريقة جديدة من نوعها إلى حد ما فكانت هذه الخطوة فاتحة تشجيع لي من قبل الأهل والأصدقاء لافتتاح محل صغير لبيع الأزهار وتنسيقها.

كانت فكرة غريبة نوعا ما بالنسبة لها لكن التحفيز المتواصل جعلها تقدم على هذه الخطوة كما بينت حيث استأجرت محلا صغيرا بالقرب من منزلها وسط مدينة جبلة لتبدأ بعرض الازهار وتنسيقها بطرق مبتكرة جعلت منها خلال اشهر معدودة قبلة لكل باحث عما هو مختلف و غير تقليدي فكانت تعمد الى تصميم باقات الورود مستخدمة الشرائط الملونة و اوراق السولوفان و سلاسل الخرز بالإضافة إلى الخيش و بعض النباتات المجففة .

مفردات الزينة هذه لم تكن شائعة في المدينة حسب قول نورا لكن الغرابة التي اتسمت بها شكلت بمرور الوقت طابعا مميزا جذب إليها المزيد من الزبائن و حقق لها مردودا ماديا جيدا جعلها لا تتكفل باحتياجاتها الشخصية و حسب إنما تساعد أسرتها على سد متطلبات المعيشة اليومية و هو ما لم تكن تتوقع حدوثه بعد سنوات من البحث عن عمل دون جدوى.

ولأن الورود في حديقة المنزل لم تكن تكفي بطبيعة الحال للطلب المتزايد على هذه الباقات الملونة كما أكدت فقد كانت تلجأ غالبا إلى توريد ما تحتاجه من أحد مصادر بيع الورود في محافظتي اللاذقية و طرطوس قبل أن تقرر إحداث نقلة نوعية في عملها بعد ثلاث سنوات من انطلاقة المشروع.

ولفتت نورا إلى أن هذه النقلة تمثلت باستثمار جزء من أرض زراعية للأسرة حول منزلها الريفي في إحدى قرى مدينة جبلة حيث راحت تزرع الورود الأكثر طلبا في محلات بيع الأزهار ونظرا لأن التنقل بين المدينة و القرية هو أمر شاق ويستغرق جهدا ووقتا إضافيا فقد بدأ والدها و اخاها بمساعدتها على زراعة و رعاية الورود و نباتات الزينة و التي تنوعت بين الجوري بألوانه المختلفة و القرنفل و البيتونيا و المنثور والزينيا و فم السمكة و الاقحوان.

ولأن بعض الورود هي نباتات موسمية تفكر نورا حاليا بالاستعانة ببعض الخبرات المحلية لبناء بيت بلاستيكي لزراعة ما تحتاجه من ورود على مدار العام و خاصة انها باتت اليوم اكثر قدرة على التكفل بالتكاليف المادية لمشروع من هذا النوع منوهة الى ان المرحلة القادمة من عملها ستشهد اتساعا من مختلف النواحي بما فيها طرح العديد من الافكار المبتكرة في التزيين.

رنا رفعت