الشريط الإخباري

نسرين درويش.. من أوائل اختصاصي التخاطب في سورية

حمص-سانا

بروح إنسانية عالية اختارت الشابة نسرين درويش أن تكرس وقتها وجهدها وعلمها للتعامل البناء مع شريحة المعوقين في مجال التأهيل التخاطبي أملا بتطوير قدرات هذه الفئة الواسعة و تمكينها من الاندماج في مجتمعها بثقة أكبر فاختارت بعد تخرجها من كلية علم النفس في جامعة البعث و من ثم حصولها على دبلومي دراسات في الصحة النفسية و في التربية الخاصة ان تتخصص في مجال معالجة أمراض اللغة و الكلام و الصوت النوعي.

وأوضحت درويش في حديث لنشرة سانا الشبابية أنها سعت إلى تعميق دراستها هذا المجال حيث حصلت في العام 2008 على درجة الماجستير في اختصاص تخاطب بمرتبة امتياز من جامعة عين شمس في مصر مع التوصية بالطباعة والنشر والتبادل مع الجامعات العربية كما عملت على تأهيل مئات الاشخاص في عدد من المراكز المتقدمة في مصر اثناء اتمامها لدراستها و منها مراكز متخصصة على مستوى الشرق الاوسط في مجال التخاطب.

وأشارت درويش إلى أنها عادت بعد ذلك إلى سورية لتضع مقدراتها العلمية في خدمة أبناء الوطن فتكون من أوائل الاختصاصيين في هذا الحقل من خلال عملها الحالي في مركز الاعاقة السمعية التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية بحمص موضحة أنها تعتمد في معالجة أمراض التخاطب على أحدث الوسائل و الأساليب المتبعة في العالم تحريا لأفضل النتائج العلاجية.

شرحت الاخصائية الشابة أن هناك فرقا من حيث المعنى بين التخاطب والنطق فغالبا لا يفرق عامة الناس بين الكلمتين حيث يعني مصطلح النطق علاج مشاكل اللدغات أي تصحيح نطق الأحرف التي تنطق بطريقة خاطئة مثل السين و الكاف والراء وغيرها من الأحرف في حين يعبر مصطلح التخاطب عن مفهوم اكثر شمولية إذ أنه يعنى بمعالجة أمراض اللغة والكلام والصوت.

وقالت.. أعمل في مجال اختصاصي على أمراض اللغة التي تشمل قصور النمو اللغوي لدى الأطفال كتأخر الطفل في الكلام بسبب إعاقة قد تكون سمعية او عقلية أو حركية أو نفسية أو ناتجة عن مرض التوحد أو فرط النشاط بالإضافة إلى إعاقات أخرى لا سبب عضويا واضحا لها كما أقوم بعلاج فقدان اللغة بعد اكتسابها نتيجة إصابة دماغية بسبب ضربة أو حادث ما أو نزيف دماغي أو جلطة دماغية يفقد الشخص المصاب في مجملها القدرة على الكلام على الرغم من سلامة جهاز النطق لديه و ذلك بسبب إصابة المناطق المسؤولة عن إنتاج اللغة في الدماغ .

كذلك تشتغل درويش على معالجة أمراض الكلام و منها امراض النطق واللدغات والتأتأة وتدافع الكلام وأمراض الطلاقة اللفظية والخنف المفتوح والمغلق بعد المعالجة الجراحية للسبب العضوي إضافة إلى تخصصها بما يعرف بالحبسة الكلامية التي تنتج عن إصابة المسارات العصبية المختصة بتنفيذ أوامر الدماغ لإنتاج الكلام بينما تكون المراكز اللغوية في الدماغ سليمة.

ويتضمن الاختصاص النوعي للمعالجة أمراض الصوت الخاصة بالحنجرة و منها شلل الأوتار الصوتية والوهن الصوتي والبحة الصوتية واللحمية على الأوتار الصوتية والحبيبات على الأوتار الصوتية واستئصال الحنجرة حيث بينت انه في هذه الحالات يخضع المريض للعلاج الجراحي قبل التأهيل التخاطبي لديها.

كما تقوم درويش بعلاج حالات صعوبات التعلم وتنمية قدرات الذاكرة السمعية والبصرية و مهارات الانتباه و التركيز و القدرات الابداعية للأطفال.

وتعتمد درويش في عملها على مجموعة من الوسائل والأدوات والاختبارات المستخدمة في تقييم وتشخيص الحالات الواردة إلى عيادة التخاطب موضحة انها تقوم باستجلاء التاريخ المرضي لكل حالة والاحتفاظ بملف خاص بها يتضمن نتائج الاختبارات المطبقة واللازمة لها وهي اختبارات عالمية تفيد في تشخيص وتقييم حالة المرضى ومنها اختبار تأخر اللغة والكلام واختبار النطق واختبار صعوبات التعلم واختبار الاستعداد للتعلم و الذكاء و الاصابات الدماغية بالاضافة الى اختبار الطفل التوحدي حيث توضع نتائج هذه الاختبارات ضمن الملف الخاص بكل حالة مرفقة بالبرنامج العلاجي المقترح وعدد الجلسات الاسبوعيةً ومواعيدها.

ويتم استخدام أدوات ووسائل خاصة بكل حالة كما أكدت وهي وسائل وأدوات عالمية تم انتقاوءها من أفضل مراكز وعيادات التخاطب المعتمدة في عدد من البلدان المتقدمة في مجال معالجة امراض التخاطب حيث تختلف الخطة العلاجية بحسب التشخيص ووضع المريض الذي يحدد المدة الزمنية للعلاج و هي تختلف بحسب الحالة.

ونوهت إلى أنها تعمل طوال الاسبوع دون كلل أو ملل فتجري يوميا أربع أو خمس جلسات وسطيا حيث تقدم هذه الخدمات العلاجية لكل الأعمار مؤكدة أن مستوى وعي الأهل و التزامهم بتطبيق التعليمات والتمرينات مع اطفالهم يسهم إلى حد بعيد في شفائهم و تأهيلهم بزمن أقصر من المعتاد.

تمام الحسن