الشريط الإخباري

كرمى 185 ألف كم2 وأكثر-صحيفة تشرين

لم يكن لسورية في الحرب العالمية الأولى ناقة ولا جمل ولكن من تداعيات تلك الحرب وخطة «سايكس بيكو» أن سورية خسرت ما لا يقل عن 18 ألف كم2 من أراضيها لإنهاء «ابتزاز» تركيا لفرنسا التي أهدتها 9% من الجغرافيا السورية!.

لم يكن لسورية في الحرب العالمية الثانية ناقة ولا جمل ولكن كي تضمن فرنسا تأييد تركيا للحلفاء قدّمت لها رشوة غالية «خمسة آلاف كم2» هي المحافظة الخامسة عشرة من سورية «لواء إسكندرونة».

كرمى لـ «حربين عالميتين» لا علاقة لسورية بهما من قريب أو بعيد خسرت الجغرافيا السورية ما مجموعه 11% من مساحتها لأنّ تركيا شاغبت وابتزّت وانتهزت ووجدت دائماً الرضا باللقمة السورية، فهل تغيّر التاريخ؟.

أيضاً من تداعيات نكبة فلسطين ونكسة حزيران وحروب المواجهة مع الكيان الإسرائيلي خسرت سورية ما يزيد على 1800كم2 «هضبة الجولان».

اليوم حرب «كونية» تجري على الأرض السورية وليس خارجها، بالمواصفات ذاتها للقوى التي جعلت الحربين العالميتين أداة رسم خريطة معظم دول أوروبا إضافة إلى خرائط الدول العربية، «القوى» الفاعلة في الصراع العربي-الإسرائيلي هي ذاتها التي نجحت في إطلاق صراع عربي- عربي و«داخلي –داخلي» لتطويع الجغرافيا بما يناسب الطرف الإسرائيلي والمنشغلين بتعديل خرائط الدول.

أمام هذا الواقع لا تنفع الخطابة المضادة لأي عبث يتم العمل عليه في الجغرافيا السورية، وما من ضمانة لسلامة سورية في جمل «الحرص على السيادة السورية وسلامة أرضها» التي وردت في بيان جنيف، وترد تلقائياً في قرارات مجلس الأمن وبيانات اجتماعات قوى تسمي نفسها «معارضة» سورية مع أنّها تتحالف علناً ومداورة وسراً مع القوى المنهمكة في رسم خرائط دول المنطقة!

سورية اليوم ليست سورية ما قبل 18/3/2011، لكنّ خرائط المنطقة مرتبطة بجغرافية سورية أيقونة المنطقة.

الالتباس في الواجب الوطني لا يفيد سيادة سورية، الأمر الوحيد الذي يحفظ سورية هو العمل الشعبي المقاوم ومعاضدة الجيش العربي السوري أو أي فعل في خدمة ما يعمل الجيش من أجله.

الموضوع كرمى سورية وما من لبس يمكن تبريره للفرجة على ما يفعله متعددو الجنسيات لرسم خرائط الدول و«نهش» الجغرافيا السورية.

ما يفعله الجيش العربي السوري كرمى 185 ألف كم2 وما يمكن أن يفعله العمل الشعبي كرمى 185 ألف كم2 وأكثر وأكثر.

بقلم: ظافر أحمد