الشريط الإخباري

الشعب الكوري يحيي الذكرى ال15 للإعلان المشترك بين شطري كوريا

بيونغ يانغ-سانا

تحيي شبه الجزيرة الكورية الذكرى الخامسة عشرة للإعلان المشترك الصادر في مثل هذا اليوم من عام 2000 بين كوريا الديمقراطية الشعبية وكوريا الجنوبية والهادف إلى محاولة إعادة توحيد شبه الجزيرة وتحقيق التعاون الاقتصادي والتبادل الثقافي الأوثق بين أبناء الشعب الواحد.

ووقع الإعلان المشترك خلال قمة جمعت الرئيس الكوري الديمقراطي كيم جونغ إيل الذي توفي عام 2011 والكوري الجنوبي كيم داي جونغ وهي أول قمة بين الطرفين منذ عام 1955 واستند هذا الإعلان إلى مقولة “بين أبناء جلدتنا” باعتبارها مبدأ ثابتا لإعادة التوحيد كما انطلق من فكرة أن الانقسام الحاصل سببه التدخل الخارجي المفروض على الشعب الكوري وليس بسبب أي خلاف ناشئء بين أبنائه.

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية احتلت الشطر الجنوبي من كوريا بعد الحرب العالمية الثانية وعملت على تقسيم البلاد وإنشاء كيان مرتبط بها وأقامت جدارا يفصل بين الشطرين ورغم انتهاء الحرب الباردة وانهيار الجدران التي قسمت العديد من الشعوب إلا أن الجدار الكوري لا يزال قائما بسبب التدخلات الأمريكية.

وبعد توقيع الإعلان المشترك عقد البلدان نحو 20 اجتماعا وجلسة مفاوضات كان أبرزها اجتماع القمة الثاني على مستوى الرؤساء وجمع الرئيس الكوري الديمقراطي كيم جونغ إيل والكوري الجنوبي روه مو هيون عام 2007 حيث تم الاتفاق مجددا على المزيد من العمل لزيادة الاحترام المتبادل وتجاوز الخلافات وتسويتها عبر الحوار وإقامة منطقة صيد مشتركة وتجاوز مرحلة الهدنة والتوصل إلى معاهدة سلام فعلية وزيادة التعاون الاقتصادي وإنشاء منطقة
سلام خاصة حول مدينة هايجو الساحلية وتسهيل لم شمل العائلات المنفصلة منذ الحرب بين الكوريتين عام 1950.

ويشكل موقع كايسونغ الصناعي المشترك بين الكوريتين الذي انشئء عام 2004 نموذجا على التعاون والتقارب بعد الإعلان المشترك حيث يضم الموقع 53 الف عامل لحساب 123 شركة كورية.

وأثمر الإعلان المشترك أيضا عن إعادة ربط السكك الحديدية وفتح طريق برية وبحرية وجوية بين شطري كوريا وإجراء لقاءات لأفراد الأسر والعائلات التي فرقتها الحدود المصطنعة كما دخل لاعبو كوريا الديمقراطية والجنوبية يدا بيد إلى ملاعب المباريات الدولية بما فيها دورة سيدني الأولمبية وهو ما أحيا الأمل بنفوس الكوريين وزاد من إيمانهم بأن يوم الوحدة ليس صعب المنال في حال توفر الإرادة الوطنية الحقيقية.

واتفق الطرفان على العمل من أجل إعلان شبه الجزيرة الكورية منطقة خالية من الأسلحة النووية وعلى هذا الأساس انخرطا في محادثات سداسية لنزع الأسلحة النووية ولكن سياسة الولايات المتحدة العدائية وإصرارها على إجراء المناورات قرب حدود كوريا واستغلال المحادثات وتحويلها إلى وسيلة لدمار شبه الجزيرة أفشل هذه المحادثات وأوصلها إلى طريق مسدود.

وتنطلق كوريا الديمقراطية في سعيها لإعادة توحيد الشعب الواحد من أن ذلك مرهون بوضع حد لتدخل القوى الخارجية وخاصة الولايات المتحدة وترك أبناء كوريا يحلون أزمة التقسيم المفروضة عليهم بأنفسهم ويرسمون طريق المستقبل الموحد بما يلبي تطلعاتهم وآمالهم.