دمشق- سانا
أكد المشاركون في ورشة عمل أقيمت اليوم تحت عنوان “كلمتنا” على الثوابت التي تجمع السوريين ووحدتهم أرضا وشعبا في وجه التدخلات الخارجية والإيمان بقدرة المجتمع السوري على مواجهة المؤامرة التي تتعرض لها سورية.
ولفت المشاركون بالورشة التي أقيمت في قاعة جامعة دمشق للمؤتمرات إلى الترابط بين أبناء الشعب السوري وتمسكهم بأرضهم كأهم الركائز الأساسية التي تضمن تحقيق أهدافهم في الأمن والاستقرار والوحدة الاجتماعية التي تشكل نقطة الانطلاق نحو إنجاز نهضة اجتماعية واقتصادية.
ورأت عضو مجلس الشعب ماريا سعادة في كلمتها خلال الافتتاح أن الحرب التي تتعرض لها سورية تستهدف بنية المجتمع وكيانه ودولته ومؤسساته كافة الأمر الذي يتطلب حشد جميع الطاقات الفاعلة في المجتمع لمواجهة ما تتعرض له البلاد باعتبارها مسؤولية الجميع مبينة أن “السوريين هم الأقدر على توصيف الواقع وتعزيز مفهوم الشراكة بين المجتمع والدولة واقتراح الحلول المناسبة للمشكلات التي يعاني منها”.
وأشارت سعادة إلى أن العقوبات المفروضة على الشعب السوري تشكل انتهاكا واضحا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي كونها تستهدف المدنيين واحتياجاتهم الأساسية لافتة إلى أن الدول الغربية “مدعوة لمراجعة سياساتها تجاه ما يحدث في سورية لإنهاء معاناة الشعب السوري”.
من جهته أكد استاذ القانون في كلية الحقوق الدكتور عصام التكروري أهمية تحصين الجبهة الداخلية والارتقاء بدورها إلى تضحيات الجيش العربي السوري في مواجهة الإرهاب.
وعبر السكايب من لبنان أشار الدكتور جورج قرم إلى أهمية اشراك الشعوب العربية في “صناعة السياسات ورسمها ومراعاة احتياجات جميع المناطق وإعادة بناء المجتمعات على أسس قوية ومتينة وإشراك جميع القطاعات الاقتصادية والفعاليات المجتمعية في بناء المجتمع والدولة وتحقيق العدالة الاجتماعية وتعادل الفرص بين الجميع وخاصة في مرحلة إعادة الإعمار”.
بدوره الباحث اللبناني رودلف القارح أكد أن البناء والمقاومة هما الركيزتان الأساسيتان لتحصين المجتمع في وجه مفهوم الهزيمة وفكرها التي تحاول الدوائر الاستعمارية تكريسها في نفوس أبناء المنطقة لافتا إلى ضرورة اطلاق الطاقات المجتمعية على قاعدة المواطنة بما يشكل مناعة كافية للمجتمع ليكون قادرا على حماية مؤسساته.
من جهته أكد الاب الياس زحلاوي “أن ما يحدث الآن في العالم العربي وسورية ليس إلا وليد مخطط استعماري رسم للمنطقة وينفذ على الأرض بأدوات باتت عربية” مبينا أن اسرائيل تحاول تفكيك المجتمع العربي بكل مقوماته الاجتماعية ومكوناته الإنسانية لتشرعن بقاءها ووجودها بالمنطقة مطالبا رجال الدين المسيحي في الغرب بتشكيل رأي عام عالمي للضغط على حكام الغرب ووقف ما يجري في سورية من أحداث إرهابية “يشترك فيها الكثيرون ممن يبررون حربهم باسم إحلال الديمقراطية”.
بدوره لفت الباحث والإعلامي غسان الشامي إلى أن الحرب المعلنة على سورية “طرحت مسألة الهوية وتحديدها وكيفية الخروج بمفهوم جامع موحد لأبناء المنطقة وتشكيل الوجدان القومي لتعزيز الصمود في وجه الغزو الفكري الاستعماري الذي يستهدف التاريخ والجغرافية”.
ويناقش المشاركون في الورشة على مدى يومين آثار الأزمة على بنية المجتمع السوري ومفهوم الدولة ودور المجتمع الفاعل بمواجهة التدخل الخارجي.