بافاريا-ألمانيا-سانا
بدأت في مدينة بافاريا الألمانية اليوم قمة قادة دول مجموعة السبع الصناعية الكبرى دون مشاركة روسيا لأول مرة منذ 16 عاما فيما افتتح الرئيس الأمريكي باراك أوباما القمة بخطاب تصعيدي استفزازي ضد روسيا على خلفية الأزمة في أوكرانيا.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أوباما دعوته في كلمته الافتتاحية أمام القمة إلى مواجهة ما سماه”العدوان الروسي في أوكرانيا” وهو ما يشكل تصعيدا استفزازيا في لغة الخطاب تجاه روسيا الأمر الذي ينذر بتدهور في العلاقات بين الجانبين وانعكاسات ذلك على العديد من القضايا الدولية وفي مقدمتها الأزمة الاوكرانية.
وتتناقض هذه اللهجة التصعيدية من قبل أوباما مع التصريحات التي أطلقها عدد من حلفائه الحاضرين في القمة والذين اعتبروا أن التعاون مع موسكو ضروري لحل الأزمة الأوكرانية والقضايا والأزمات الأخرى التي تعد محور خلاف بين الجانبين جراء رفض روسيا محاولات الهيمنة الامريكية وتأكيدها على ضرورة احترام القوانين والقرارات الدولية في حل كل الازمات ورفضها لازدواجية المعايير التي تتبعها الادارة الامريكية في التعامل مع مختلف القضايا.
وفي هذا الصدد قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على هامش القمة إنه “من الضروري استمرار الحوار مع روسيا في عدد من المسائل الدولية المفصلية “فيما أكد وزير خارجيتها فرانك فالتر شتاينماير أن “الدول السبع تحتاج إلى روسيا حاجة ماسة وخصوصا مساعدتها في جهود تسوية النزاعات المجمدة في أوروبا وسورية والعراق وليبيا وفي المفاوضات المتعلقة بالملف النووي الإيراني”.
كما اعتبر المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر أن عدم توجيه الدعوة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لحضور قمة الدول الصناعية السبع “كان خطأ” مشددا على أهمية التعاون مع روسيا وقال”ان لدى روسيا بديلا عن أوروبا أما العكس فغير صحيح”.
وتعد هذه المرة الأولى منذ 16عاما التي تغيب فيها روسيا عن اجتماعات القمة منذ انضمامها إليها عام 1998 لتصبح العضو الثامن فيها بعد أن كانت مقتصرة على سبع دول هي ألمانيا والولايات المتحدة وكندا واليابان وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا.
وبحسب مراقبين فإن عزوف قادة المجموعة عن دعوة الرئيس الروسي لحضور القمة في بافاريا يشكل محاولة لفرض ضغوط إضافية على موسكو لتغيير مواقفها من العديد من القضايا الدولية وفي مقدمتها الأزمة الاوكرانية حيث تصر روسيا على ضرورة احترام سلطات كييف لاتفاقية مينسك2 الموقعة في شباط الماضي وتطبيق بنودها.
ومن المقرر أن تبحث القمة الحالية التي تستمر يومين العديد من الملفات تتصدرها الأزمة الأوكرانية وديون اليونان إضافة إلى قضايا سياسية واقتصادية وبيئية.
يذكر أن مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى تأسست عام 1973 حين جرى لقاء خماسي بمشاركة وزراء مالية الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا واليابان وفي عام 1986 انضمت إليها كل من إيطاليا وكندا وانضمت روسيا في عام 1998.