الشريط الإخباري

منحوتات طينية تحمل الوجع السوري في معرض النحاتة أفنان محفوض-فيديو

دمشق-سانا

حملت أعمال النحاتة أفنان محفوض في معرضها الذي افتتح مساء اليوم في صالة ثقافي أبو رمانة الوجع السوري باختزال فني تعبيري موجع حيث ترافق الجسد الأنثوي الضعيف والجميل بتشوهات الحرب القبيحة وسالت منه الدماء الحمراء فوق الطين محققا تضادا لونيا صادما للمتلقي ويقدم رسالة قوية حول بشاعة وظلم الإرهاب على التكوين البشري.

1

حالات ألم متعددة حملتها المنحوتات كالاغتصاب والتشويه وقطع الأطراف وبقر البطون للحوامل فجاءت مباشرة وبأسلوب تعبيري دون محاولة للمداورة أو التخفي وراء التجريد أو الترميز مما يضع هذه الأعمال وسط جدل كبير بين داعم لهذا الأسلوب المباشر الجريء وبين رافض له للاعتقاد بدور الفن الجمالي والإيحائي بعيدا عن الواقع وقسوته المباشرة.

ومن خلال خمسة عشر عملا تراوحت أحجامها بين الصغير والمتوسط استطاعت النحاتة الشابة محفوض أن تبرهن عن أسلوبية فنية خاصة في معرضها الأول وقدرة على تقديم أفكار قوية وجريئة بعيدا عن التعقيد في الطرح أو البهرجة والتزيين في التقنية مخالفة في ذلك تيارا كبيرا من أبناء جيلها من النحاتين فهي لم تسع لتقديم أعمال جميلة تروق المقتني بل كرست عملها ليحمل قيمة فنية وفكرية على كفتي ميزان لصالح الرسالة المراد إيصالها.

3

وحول هذه الرسالة تقول النحاتة محفوض في تصريح لـ سانا موجهة لكل إنسان سوري موجوع مما يحدث في بلدنا حتى لا يفقد الأمل بغد أفضل لافتة إلى أنه رغم الألم ما تزال الحياة ممكنة وجميلة وطالما نحن موجودون فيجب أن نعيد إعمار ما تهدم بداخلنا إلى جانب إعادتنا لإعمار بلدنا سورية.

وأوضحت محفوض أن إيمان الإنسان بقدرته على تقديم الحلول لغد أجمل هو بداية الطريق لبناء المستقبل مبينة ضرورة أن يبدأ كل واحد من ذاته برفض الاستسلام لكل ما فرضته الحرب علينا وشوهته في أرواحنا ودواخلنا والانطلاق من الحب لترميم جروحنا وإعادة إعمار كياننا الإنساني والوطني في شتى المجالات كل حسب تخصصه وعمله.

وعلى الرغم من الكم الكبير من الألم في منحوتات الفنانة الشابة إلا أنها لم تنس الأمل والحب والمشاعر الأنثوية الجميلة عبر عدة أعمال منها البورتريه الشخصي مع أحمر الشفاه والحذاء النسائي الأحمر واليد الأنثوية الحمراء ما أوجد توليفة فنية أكملت المعنى والفكرة المقدمة في المعرض وفتحت أبوابا للأمل والحب والحياة ولكثير من الأسئلة لدى المشاهدين لهذه الأعمال.

4

ردود أفعال الحضور تفاوتت بين الإعجاب بالجرأة المقدمة في الأعمال والتي لم يعتدها جمهور النحت السوري وبين الرفض لتكريس الوجع في أعمال فنية كي لا تلتصق في ذاكرتنا الجمعية بصورة أكبر ولكن بصورة عامة استطاعت الفنانة محفوض أن تضع اسمها من ضمن النحاتين الشباب المبشرين بتطوير النحت السوري من خلال هذا المعرض متجاوزة موضوع تاخرها في تقديم معرض فردي لتكون اليوم على موعد مع المتابع للتشكيل وواحدة ممن ينتظر جديد نتاجهم الفني والفكري.

والنحاتة أفنان محفوض من مواليد عام 1984 خريجة كلية الفنون الجميلة بدمشق قسم النحت عام 2006 عضو اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين شاركت بعدة ملتقيات نحتية بصفة مساعد نحات وبعدة ورشات للأطفال ولها عدة مشاركات بمعارض جماعية ولها أربعة أعمال مقتناة من قبل وزارة الثقافة.

محمد سمير طحان

انظر ايضاً

أفنان محفوض: النحت يختزل التاريخ والهوية الثقافية والحضارية للشعوب

دمشق-سانا ترى النحاتة الشابة أفنان محفوض أن فن النحت يختصر التاريخ والهوية الثقافية والحضارية للشعوب …