الشريط الإخباري

سوريات يصنعن من أقمشة مستعملة قطعا فنية في معرض بثقافي دمر

دمشق-سانا

بأنامل حاكت براعة المرأة السورية وقدرتها على صنع الإبداع من أبسط الأشياء قدمت مجموعة خلايا نحل سورية ومشروع نساء ومجموعة نساء سورية الخير قطعا فنية مصنوعة من تدوير الأقمشة المستعملة وذلك في مجمع دمر الثقافي.

وقالت الدكتورة سحر البصير المشرفة على مشروع خلايا النحل لـ سانا: “تضمن هذا المشروع كثيرا من اللوحات الفنية لتعبر المرأة السورية عن حضارتها وذوقها الرفيع خلال إعادة الأقمشة المستعملة وقولبتها بشكل فني آخر يمثل رؤيتها حول ما يتعرض له بلدها لتعبر من خلاله النساء عن تحديها لكل ما ينال سورية باستخدام الابرة والخيط وبعض الأقمشة المستعملة فكونت أدوات تستخدم في المنزل يمكن الاستفادة منها بشكل أو بآخر كالأغطية والوسادات التي جاءت بشكل فني جميل”.0

وقالت جانسيت أباظة من مجموعة نساء سورية الخير.. شاركنا بالصور الفوتوغرافية التي التقطناها عندما تجمعت حرائر سورية في ساحة الأمويين وقصصن شعورهن تعبيرا عن السخط والرفض للمؤامرة التي تحاك ضد سورية وهذه الصور عبرت عن المشاعر التي انتابت المرأة منذ أن بدأت المؤامرة على وطنها إضافة إلى أن تلك النساء صنعن من الجدائل المقصوصة أشياء تعبر عن رغبة الشعب السوري بالأمان ورفضه للقتل والتدمير.

واعتبرت انعام المصري عضو المكتب التنفيذي لنقابات العمال أن ” هذا العمل الفني صرخة مدوية من نساء سورية اللواتي طالما شاركن بصناعة التاريخ والتراث ومثلن الوطن أعظم تمثيل متحديات كل من يحاول أن يعبث بالحضارة ويشوه التاريخ “.

أما الفنانة ديمة عبيد فبينت أن مشروعها الفني دخل في حيز الانتاج وأصبح يتضمن تصميمات فنية كاريكاتيرية للأطفال تمثل روح الحضارة بشكل حداثوي جديد وذلك عبر تدوير الأقمشة المستعملة أيضا إضافة إلى أن هذا النوع من الفن يعكس كثيرا من عواطف المرأة وتصوراتها الإنسانية في حين كانت أعمال الفنانة ملكة المصري تقتصر على الورود الجميلة والمنوعة معبرة عن أهمية المحبة والسلام والخير عند المرأة السورية.

كما رأت الدكتورة سحر حبيب أن هذا المشروع الحضاري والثقافي يجسد مكانة المرأة السورية ومدى أهمية شخصيتها الحضارية التي ظهرت أمام العالم بقوة لا حدود لها أمام كل هذا الكم من التآمر والعدوان على سورية.00

أما الفنان عبد الرحمن أبو القاسم فقال: إن نساء سورية ليس غريبا عنهن هذا السلوك الثقافي العريق فهن اللواتي أنجبن الأبطال والمثقفين وجسدن الحضارة وهاهن يصنعن من اللاشيء بهاء وجمالا ليكون عنوانا لحضارتنا المتجددة في المستقبل القادم.

وأشار الباحث بسام عبيد إلى ضرورة وقوف المرأة بجانب الرجل بصفتها شريكته في بناء المستقبل وإعطاء الحياة معانيها السامية” وإنه لمن دواعي الفخر أن نرى فنا جديدا بكل مكوناته تبتكره المرأة السورية على وجه الخصوص وهي تعيش تداعيات حرب تخوضها سورية ضد الصهيونية وأدواتها”.

وقالت الإعلامية والأديبة دلال الصالح “من الألم صنعت النساء الفنانات فرحا تاريخيا فحولن بقايا الأقمشة إلى لوحات فنية مليئة بالحب ومليئة بالأمل فالمرأة السورية منتجة وقادرة على الوقوف بجانب الرجل وهذه الأنماط والنماذج التي نراها في المعرض هي دليل على ذلك”.

وأعربت الفنانة نسيبة عبيد عن تقديرها لنشاط هؤلاء السيدات حيث عبرت خلالها كل امرأة عن تصوراتها التي تتمناها أن تكون لسورية في الايام القادمة لان هذا الفن يعد من أهم ابتكارات العصر الحديث نظرا لما فيه من تقنية وإبداع وتجديد.

وتضمن المعرض صورا فوتوغرافية التقطت بإتقان وبشكل عفوي في وقت تعيش النساء فيه طقوس تحديات الحرب على سورية حيث تمكنت الصور من اعطاء انعكاس حي عن حركة المرأة السورية عندما ترفض العدوان على وطنها وتجسدت تلك الصور فيما قدمته نساء سورية الخير.

أما المشاركات الباقيات فقدمن فنا يدويا بأدوات بسيطة وعبرن عن بنى تشكيلية تؤدي نمطا جديدا متقنا يحمل إلى العالم ما تريد أن تقوله المرأة السورية بشكل يدل على ارادة تفوقت في معظم الأحيان على الجوانب الفنية المتباينة في مستوياتها والمختلفة بين لوحة وأخرى.

محمد خالد الخضر