الشريط الإخباري

الفنان محمد خياطة: مشروعي “حياكة سوريتي مجددا” من خلال الفن

دمشق – سانا

يرسم الفنان التشكيلي السوري الشاب محمد خياطة المولود في دمشق 1985  والمقيم في بيروت لوحات من نوع خاص يشتغل فيها على بناء تكوين معين بادخال عناصر مختلفة الى مشهد الواقع لتلتقطها عين كاميرته التي يعتبرها رفيقته الأولى حتى أنها صارت جزءا منه يتأبطها أينما حل وارتحل…ولمعرفة جوانب من تجربته الحديثة نسبيا في الرسم والتصوير وتصميم الديكور أجرت سانا الثقافية معه الحوار التالي:

كيف ترى العلاقة بين الرسم والتصوير الضوئي ؟

الرسم والتصوير يعتبران شيئا واحدا  فكما يستخدم الفنان الريشة لكي يرسم يستخدم الكاميرا لكي يصور وكلاهما” الريشة والكاميرا ” أدوات للعمل الفني كما أن التصوير هو نوع من أنواع الفنون الجميلة فانا أستطيع رسم لوحة بالكاميرا عبر بناء كادر معين.. وفي لوحاتي أشتغل على هذا التكوين و” المزج ” بين الصورة واللوحة من خلال ادخال عدة عناصر الى مشهد الواقع لأقوم بعدها بالتقاط الصورة.

معنى ذلك أن المصور بامكانه أن يتدخل في مكونات الصورة ؟  013

هناك أنواع مختلفة للتصوير فالتكوين  يعتمد على فكرة أو موضوع معين يشتغل عليه الفنان بطريقة تشبه صياغة اللوحة لذلك هو أقرب الأنواع الى الفن التشكيلي  وذلك من أجل ايصال مايفكر به المصور الى الاخرين ..أما الانواع الأخرى فهي تقارب 15 نوعا مثل التصوير الفوتوغرافي العادي الذي يلتقطه المصور في الأماكن المختلفة اذ يحمل  كاميرته وينزل الى الشوارع موثقا كل مايراه بالوقت والثانية كالأحداث التي تجري بسرعة كبيرة لايمكن اعادتها وهنا تظهر براعة المصور في اصطياد اللحظة مثل انفجار أو شخص يرمي نفسه أو لحظة رومانسية بين شاب وفتاة اضافة الى أنواع أخرى مثل تصوير الطبيعة والحياة البرية وتصوير الأبيض والأسود وتصوير البانوراما وفن تصوير السلويت وغيرها.

أين ترى نفسك أكثر مع الكاميرا أم مع الريشة أم تصميم الديكور ؟

مازلت حديث العهد بالتصوير الذي امتهنته بعد دراستي الأكاديمية في كلية الفنون الجميلة بدمشق فأنا في الأصل رسام ولكن التصوير أصبح شيئا أساسيا في حياتي منذ بداية الأحداث في سورية عندما اتخذت مرسما في باب توما والى جانب الرسم رحت أتجول في حارات دمشق القديمة وأزقتها لساعات كل يوم  وخصوصا في الأسواق والمقاهي المحيطة بالجامع الأموي وهي أمكنة غنية بالمشاهد والتفاصيل وبنماذج مختلفة من البشر والحجر “عجائز – أطفال – باعة  – مقاه –بحرات – نوافير – بيوت دمشقية  .. أما الديكور الذي كان اختصاصي خلال دراستي الأكاديمية فقد عملت فيه لبعض الوقت ولكنني تخليت عنه وانهيت معه جزءا من تجربتي بعد أن شعرت أنه لم يعد يضيف لي شيئا.

ماذا تعني لك الكاميرا ؟

علاقتي بالكاميرا كعلاقة الأب بابنه وهي رفيقتي أينما كنت حتى أنها جزء مني وحملها الدائم عرضني لمشاكل ومضايقات هنا وهناك فالتصوير ليس مسموحا في كل الأماكن وعلى المصور أن يعرف ماهي الأماكن التي يسمح فيها بالتصوير سواء في دمشق أو بيروت.

هل أقمت معارض فردية أو مشتركة ؟

شاركت في معارض كثيرة بدمشق تقارب العشرة وأقمت معرضا فرديا بطرابلس تحت عنوان “البيت رقم خمسة” واستوحيت هذا الاسم من البيت الذي كنت أسكنه في دمشق القديمة و ضم المعرض صورا لأجزاء وتفاصيل من داخل ذلك البيت ومن خارجه حتى ان زوار المعرض كانوا يشعرون أنهم يعرفون  البيت رقم خمسة ويعرفون الاشخاص الذين يعيشون فيه ويمرون قربه اذ نقلت البيت كما هو عبر الصور الى مكان آخر .
كما أقمت معرضين فرديين في التصوير الضوئي بصالتي بابل ورميل في بيروت بالاضافة الى  معرض للفن التشكيلي في الجميزة ببيروت أيضا ومعرض تصوير مشترك مع خمسة فنانين سوريين في لندن  شاركت فيه باثنين وعشرين عملا بقياسات تتراوح بين متر ومتر وعشرين سم وسينتقل هذا المعرض الى بروكسل ثم الى نيويورك.014

ماهو لونك المفضل ونوعية ألوانك؟

أكثر لون أستخدمه في لوحاتي هو اللون الأزرق وهو لون غرفتي بدمشق اذ يشعرني بالحرية ويطاوعني في أشياء كثيرة والنوعية أكريليك وأحيانا أرسم بالحبر..وفي رصيدي مئات الصور وعشرات اللوحات وربما كنت مقلا لكوني أهتم بالنوع وليس بالكم .

ماهو العمل الذي تعتز به أكثر من غيره ؟

العمل الذي يمثلني وأعتز به أكثر من غيره هو لوحة تشكيلية اكريليك بعنوان “بلو روم – الغرفة الزرقاء” وهي توثق اللحظة التي كنت أحمل فيها حقيبة السفرمغادرا غرفتي وأهلي ووطني ومقعدي ومرسمي وريشتي وأدواتي.

ماهو مشروعك المستقبلي؟

معرضي القادم بعنوان “المشي على الحبل” وهذا العنوان يلخص تجربتي الفنية خلال عشر سنوات ويصورحالة صعبة من الحزن والحرمان وعدم الاستقرار وامكانية سقوط الانسان عن هذا الحبل في أية لحظة ..

ماذا عن عملك الحالي ؟

أعمل حاليا على مشروعين الأول هو التحضير لمعرض بعنوان “حياكة سوريتي مجددا” وهو عبارة عن تكوين صور قاسمها المشترك هو مايسمى بالعامية ” المدّة ” التي تجمع أفراد العائلة ويفترشونها عند تناول الطعام.. وتكرارها في صوري محاولة لاعادة جمع السوريين حول أمهم سورية وهذا المعرض سيكون في صالة رميل ببيروت أصور فيه حياة أشخاص سوريين مقيمين ببيروت في مايشبه التوثيق لمعاناتهم واللحظات الصعبة التي يعيشونها بعيدا عن وطنهم وأهلهم كمحطة ترانزيت سينطلقون منها الى أنحاء أخرى من العالم ..وأنا أقوم بتصوير لقطات من الفترة التي عاشوها في بيروت مع اضافة “المدّة” الى الصورة مع نقل أحاسيسهم ومشاعرهم  وهدفي هو اعادة حياكة وخياطة لحمة السوريين ..والمشروع الثاني هو امكانية جمع هذا العمل في كتاب.

ماهي تمنياتك اليوم ؟012

حلمي أن أعود الى دمشق وأرى أهلي وأزوركلية الفنون الجميلة التي درست فيها وأتجول في أزقة دمشق القديمة ..باختصار مازلت سجين الذكريات والحنين والحلم بالرجوع القريب وكلني أمل في أن يكون المستقبل أفضل.. وأقول لزملائي الفنانين الذين يقدمون أعمالا جميلة بسورية ..”عملكم عظيم وليتني معكم ..أتمنى أن أعود وأشارككم نشاطكم”

هل أنت راض عن تجربتك ؟

أشعر بعدم الرضا عن تجربتي  وأشعر أن بامكاني أن أعطي أكثر ولكن وجودي خارج بلدي يثبط من عزيمتي وهذا يؤثر سلبا على انتاج الفنان السوري خارج بلده ويحد من عمله الا أن هذا الوضع المقلق والمزعج قد يكون حافزا للعمل والابداع أيضا.

ماهي طموحاتك الفنية ؟

طموحي أن استطيع من خلال الفن توصيل صورة جميلة ومشرقة عن السوريين فثقافة الدمار والقتل غريبة عن ثقافة وطبائع السوريين والجميل أن حالة التعايش التي كانت تتميز بها سورية انتقلت مع السوريين الى لبنان فهم يتضامنون ويتعاونون لتجاوز مصاعب الغربة وأحاول من خلال أعمالي أن أظهر للعالم أننا شعب حي وأننا سنعود أفضل من قبل.

بماذا تنصح الفنانين الذين تخرجوا حديثا ؟

أنصح الخريجين الجدد أن يكون لكل منهم مشروعه الخاص ليحقق ذاته وأن يكونوا أقوى من الظروف المحيطة بهم.

حوار : سلوى صالح