دمشق-سانا
تحت عنوان “آفاق واعدة ونهج مستجد في التنمية المستدامة والاقتصاد المعرفي” أطلقت الهيئة العامة للتقانة الحيوية اليوم مؤتمرها الأول حول التقانات الحيوية في النباتات الطبية، وذلك في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق.
ويناقش المشاركون في المؤتمر على مدى يومين عدة محاور تشمل تطبيقات التقانات الحيوية في النباتات الطبية والدراسات الجزيئية وتطبيقات النانو والكيمياء النباتية والعقاقير.
ويهدف المؤتمر إلى جمع نخبة من الباحثين والمختصين في مجال التقانات الحيوية في النباتات الطبية لتبادل الخبرات والأفكار والنتائج البحثية، والتوصل لمجموعة من التوصيات التي تساعد وتسهم في تطوير آفاق استخدام التقانات الحيوية في مجال النباتات الطبية.
وأكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور بسام حسن في كلمة له خلال الافتتاح ضرورة إيجاد السبل لمواجهة التحديات والمشاكل التي تواجه آفاق الاستثمار الأمثل للنباتات الطبية ودعم عملية التنمية المستدامة مشيراً إلى أن هذه التحديات تشمل عامل الوقت وزيادة الإنتاجية على المستوى الصناعي، وتأمين المادة الدوائية الفعالة على مدار العام، والاستفادة من النباتات غير المتوطنة في البيئة السورية.
واعتبر الوزير حسن أن المؤتمرات العلمية فرصة لتبادل الأفكار والاطلاع على آخر المستجدات البحثية سواء بشكل مباشر من الأوراق العلمية المقدمة، أو مما يدور في أروقة المؤتمر وعلى هامشه من نقاش عليها وحوار علمي قد يفضي لشراكات بحثية جديدة أو اتفاقات عملية تطبيقية واستثمارية منشودة.
وفي كلمة له أوضح الدكتور نزار عيسى مدير عام الهيئة أن التقانات الحيوية تمثل حجر الزاوية في مستقبلنا العلمي حيث تتيح أدوات وتقنيات جديدة لمعالجة هذه التحديات بشكل مبتكر ومستدام، وتفتح آفاقاً واسعة للتنمية المستدامة بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، فهي تسهم في التنوع البيولوجي عبر زراعة النباتات الطبية النادرة بطرائق التقانات الحيوية المتنوعة وفي مجال الاقتصاد المعرفي وتعد محركاً رئيسياً للابتكار والبحث العلمي لتطوير معرفتنا بهذه التقنيات التي يمكن أن تسهم في تحسين الرعاية الصحية من خلال إنتاج نباتات طبية ذات خصائص علاجية محددة.
وتحدث رئيس قسم التقانات الحيوية للنباتات الطبية في الهيئة العامة للتقانة الحيوية الدكتور يوسف العموري عن ضرورة الاستغلال الأمثل للنباتات الطبية بالاعتماد على التقانات الحيوية بما يضمن استدامتها لإنتاج المواد الفعالة والتوجه نحو التصنيع والتصدير لهذه المواد ذات المنشأ النباتي والذي يستدعي التخطيط العلمي والتكنولوجي المتكامل والربط بين الجهات والخبرات المختصة بإنتاج الأدوية الطبية للحصول على منتجات ذات قيمة دوائية عالية تدخل في سياسة الأمن الدوائي المحلي.
وتوقع العموري أن يشهد حجم سوق الأدوية ذات المنشأ النباتي نمواً سريعاً في السنوات القليلة القادمة ما يجعلها واحدة من أسرع الصناعات نمواً في العالم عازياً ذلك إلى ارتفاع تكاليف الأدوية الصيدلانية كيميائية الصنع والاستخدام المتزايد لمنتجات النباتات الطبية في الصناعة الدوائية إضافة لخفض الميزانية للرعاية الصحية وزيادة الطلب على الأدوية العشبية بعد انتشار فيروس كورونا.
مدير عام الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية الدكتور موفق جبور قال: إن أهمية المؤتمر تأتي من تركيزه على نقطتين مهمتين الأولى هي التقانات واستخداماتها والنقطة الثانية هي النباتات الطبية لافتاً إلى أن استخدام التقانات الحيوية اليوم أصبح واسعاً من خلال تطبيقاته في إكثار النباتات المهددة بالانقراض أو النادرة وكذلك استخدام هذه التقانات في إنتاج مواد فعالة من بعض النباتات الطبية مبيناً أن الهيئة العامة للبحوث الزراعية تتشارك في العمل مع هيئة التقانات الحيوية في العديد من الأبحاث والعديد من باحثيها مشاركون بعدد من الأوراق المتعلقة ببعض النباتات الطبية المهمة.
رئيس قسم التقانات الحيوية الصناعية والغذائية في الهيئة العامة للتقانة الحيوية الدكتور بسام العقلة بيّن أن النباتات العطرية والطبية التي تدخل في تركيب المنتجات الغذائية تعزز الصحة البشرية وتعالج العديد من الأمراض، حيث تتميز هذه النباتات بخصائصها المضادة للأكسدة والمضادة للميكروبات والالتهابات.
بدورها الدكتورة إسراء البوش من كلية الهندسة الزراعية بجامعة دمشق بينت أنها تهدف من بحثها “تقدير علاقات الارتباط الوراثي في محصولي حبة البركة واليانسون تحت تأثير نوعين من الأسمدة العضوية” إلى تقديم أفضل السبل للمزارع السوري لتحسين إنتاجية محاصيل اليانسون وحبة البركة عبر تحديد أهم العناصر التي يجب على المزارع أن يركز عليها عند اختيار الأصناف من خلال دراسة علاقات الارتباط الوراثية لهذين المحصولين.
الدكتورة لينا ريا من كلية الهندسة الزراعية بجامعة حلب قالت: إن مشاركتها في المؤتمر تتضمن بحثاً حول تطبيق إحدى طرق التقانات الحيوية على نبات الزعرور الذي له أهمية طبية في عدة مجالات حيث يستخدم الأوراق والأزهار والثمار في معالجة ضغط الدم واضطرابات القلب والدورة الدموية وخاصة الذبحة الصدرية.
يرافق المؤتمر معرض ملصقات علمية حول محاور المؤتمر.
والهيئة العامة للتقانة الحيوية هي هيئة عامة ذات طابع علمي، تتبع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، تعمل على ردم الهوة التقنية في مجال التقنيات الحيوية، وتسريع إدخالها وتوطينها، وتنسيق الجهود بين المؤسسات المعنية بهذه البحوث وما يحيط بها من إجراءات إدارية وتشريعية.
هيلانه الهندي وصبا غرة
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgen