انطلاق فعاليات ملتقى أوغاريت للفنون التشكيلية في موقع رأس شمرا باللاذقية

اللاذقية-سانا

انطلقت اليوم فعاليات ملتقى أوغاريت للفنون التشكيلية الذي تقيمه وزارة الثقافة في موقع رأس شمرا الأثري باللاذقية.

ويشارك في الملتقى الذي يستمر حتى السابع من أيلول الجاري أحد عشر فناناً من عدة محافظات سورية، ينتمون إلى مدارس فنية مختلفة ومناهج وتقنيات متعددة في الفن التشكيلي.

وأوضح مدير الفنون الجميلة في وزارة الثقافة وسيم عبد الحميد لمراسل سانا أن الوزارة تبحث عن هذه الأماكن التاريخية لإقامة نشاطات ثقافية وفنية، بعد أن لاقى المعرض الذي أقيم العام الماضي في المسرح الروماني بجبلة صدىً كبيراً، حيث تم اختيار هذا المكان في رأس شمرا مهد حضارة أوغاريت.

ونوه عبد الحميد بأهمية هذه الملتقيات التي تأتي نتيجة التشاركية بين وزارة الثقافة والمجتمع الأهلي من أفراد ومؤسسات، وهذا ما ساعد في استمرار الحركة الفنية التشكيلية رغم الحرب، معرباً عن أمله بالنهوض والعودة القوية للحركة التشكيلية في سورية وعلى مستوى العالم.

وأشار الفنان التشكيلي عصام درويش من دمشق الذي يشارك للمرة الخامسة في الملتقى إلى أن المشاركين يشكلون مجموعة منسجمة من الفنانين الذين يتمتعون بتاريخ كبير في مجال الفن التشكيلي السوري، مبيناً أن الموقع متميز على أكثر من صعيد وخاصة الصعيد التاريخي، حيث يمنح شعوراً للفنان بأنه جزء من التاريخ ويذكّر بأن الماضي مرتبط بالحاضر، لافتاً إلى أن الأعمال الفنية تعبر عن تجربة الفنان نفسها إضافة إلى تأثره بالمكان والأحداث التي تجري في الوقت الراهن.

وأوضحت الفنانة التشكيلية ناهد بلان من محافظة السويداء أنها تقدم من خلال مشاركتها رسالة عن إحياء هذا التراث بشكل معاصر، وترى أن العمل الذي يستمد وحي الشرق يتضمن دائماً قضية معاصرة، فاتخذت المفهوم الشرقي في إلغاء الظل والنور باتجاه اللون الواحد بعيداً عن أي تقليد مادي باعتبار أن الفنون الأوغاريتية التي تستلهم الانطباع منها بشكل مباشر هي فنون روحية بعيدة عن المفهوم المادي الغربي، مبينة أنها تستخدم نوع الألوان ميكسيدميديا، وهي مزيج بين الألوان الزيتية والأكريليك والرمل مستخدمة الرمل البحري كتقنية لإظهار روح المنطقة.

ومن حمص تحضّر الفنانة التشكيلية سنا أتاسي لوحتي “المرأة” و”شجرة الزيتون”، فتظهر في الأولى المرأة السورية التي أنهكها الانتظار، فهي تنظر إلى الافق وتمسك بيدها صدفة البحر في حالة انتظار وتأمل وصمت وتعبر عن الإنهاك من الظروف التي نعيشها في المنطقة، بينما شجرة الزيتون في اللوحة تعيش تقلبات الطبيعة بين العاصفة والهدوء والإشراق، فما بين الزيتون والشجر والطبيعة والإنسان ترى الفنانة أن هناك شبهاً كبيراً بينهم.

وأوضح الفنان رمضان نزهان من دير الزور، مدرب بدائرة المسرح المدرسي في اللاذقية أن هذا المكان الساحر التاريخي يثير الكثير من التداعيات التي تحث الفنان على التفاعل معها وجدانياً، محاولاً محاكاة هذا الجمال الذي نسجه أصحاب المكان الذين أبدعوا في صناعة السفن وفن العمارة من قصور ومبان ومكتبات، وصناعة الأواني المزخرفة بطريقة في غاية الجمال، ومن خلال المنحوتات الأثرية يستمع إلى صوت الطبيعة والسلم الموسيقي الذي وجد في هذه المنطقة ليعبر عنها بطريقته الخاصة، فالعمل الفني هو انعكاس شخصي وإعادة رؤية لكل ما هو موجود في هذا المكان وفق حديثه.

علاء إبراهيم

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgen

انظر ايضاً

متجر إلكتروني للتصميم والإعلان ضمن مشروع اقتصادي متميز للشابة نوار توتنجي

دمشق-سانا بمحبة وشغف كبيرين تمكنت الشابة نوار توتنجي من استثمار دراستها وخبرتها في تصميم الغرافيك …