العنصرية… الوجه الحقيقي لترامب وأمريكا

دمشق-سانا

عواصف من السخرية والانتقادات العالمية وأخرى من الاستهجان والاستغراب أثارها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قبل ولدى وصوله إلى البيت الأبيض عام 2016.

فتصريحاته العشوائية التي تخالف كل أعراف السياسة والدبلوماسية وقراراته الرعناء جعلت منه مادة سهلة ودسمة للاستهزاء على الصعيدين الأمريكي والدولي، ترامب برعونته وبكل ما يمثله من عنصرية وتطرف وعنجهية لم يكن وصوله لسدة الرئاسة الأمريكية صدفة بل تجسيد فعلي لوجه أمريكا العنصري وتأصل التطرف في مجتمعها.

ظاهرة ترامب وتسلمه الرئاسة الأمريكية في الولاية السابقة وتفشي التطرف اليميني في الولايات المتحدة بما شهده العالم من أحداث غير مسبوقة كاقتحام مبنى الكابيتول والتحريض على القتل، وشن الهجمات وتبادل التهديدات بين الديمقراطيين والجمهوريين لا تمت بصلة بسوء الأوضاع الاقتصادية في أمريكا كما عكف المحللون ووسائل الإعلام على تصوير الأمر، بل تتأصل بمجملها في التفكير العنصري المتجذر لدى الأمريكيين البيض ومخاوفهم من التحول إلى أقلية مقابل مواطنيهم السود، فالعنصرية والتعصب العرقي هما كما رأى الكاتب الصحفي الأمريكي جيمس رايزن السببان اللذان جعلا شخصية غريبة مثل ترامب تطفو على الساحة السياسية وتحتل مناصب مهمة، وأن يكون رئيساً لأقوى دولة في العالم.

أجندة ترامب في عام 2016 لم تتغير أبداً عما يطرحه الآن في حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فالتصريحات العنصرية والإهانات العرقية والتهديدات وما إليها من ذلك ليست من باب العبث على حد قول رايزن وليست شطحة أو زلة لسان إنما هي خطة يتبعها ترامب مجدداً، ويحاكي فيها تطلعات وأفكار الناخبين من الأمريكيين البيض ممن لديهم هيستيريا التفوق العرقي والديمغرافية.

أما بالنسبة للحزب الديمقراطي، فأسس العنصرية متجذرة فيه منذ عقود طويلة، حيث يذكر المؤرخون أن الديمقراطيين كانوا عنصريين بشكل يفوق التصور لكنهم كانوا أيضاً يعانون خلال خمسينيات وستينيات القرن الماضي من قلة الناخبين لذلك وجدوا أن الخيار الأمثل لاستمرار وجودهم هو إصدار قانون ظاهره طابع إنساني ينادي بالمساواة بين الأمريكيين السود والبيض لكن باطنه عنصري يفضح نفاقهم ويهدف فقط إلى كسب أصوات الناخبين السود.

 باسمة كنون

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency