موسكو-سانا
افتتح الملتقى الدولي في جامعة العلاقات الدولية التابعة لوزارة الخارجية الروسية في موسكو اليوم فعاليات “أسبوع الشرق الأوسط” بحضور سفراء ودبلوماسيين عرب وروس وحشد من الباحثين والخبراء والمحللين السياسيين والمستشرقين والعديد من الطلبة الروس والأجانب الدارسين في الجامعة.
وقدم المشاركون في الملتقى تحليلا علميا معمقا وسردا تاريخيا للعلاقات التي تربط روسيا بدول وشعوب الشرق الأوسط الذي يشكل منطقة تسترعي اهتمام جميع الخبراء السياسيين والاقتصاديين والدبلوماسيين ورجال الأعمال وغيرهم ليس لروسيا فحسب بل وللعالم أجمع.
وأشار المشاركون إلى أن منطقة الشرق الأوسط تتعرض اليوم لهزات سياسية خطيرة بعد أن اجتاحتها حركات ما يسمى الربيع العربي الذي خلق في المنطقة برمتها بؤر توتر لا تنضب فاتحا الطريق أمام تدخلات أجنبية في شؤون دول المنطقة عبر خروقات صارخة لقواعد القانون الدولي والأعراف الدولية وممهدا الطريق أمام ظاهرة الإرهاب المغلف بغطاء الدين.
ودعا المشاركون إلى وحدة جميع الدول لمحاربة الإرهابيين والمتطرفين في المنطقة عن طريق توحيد الجهود في دعم الدول التي تتعرض له وتحاربه قبل أن يستفحل ويؤدي إلى اضمحلال دور هذه الدولة أو تلك وانتشار الفوضى وبروز التطرف واستشراء الإرهاب في المنطقة بأكملها.
وحذر المشاركون من خطورة السياسة التي تمارسها بعض الدول التي تحاول أن تنأى بنفسها عن محاربة الإرهاب بل تعمل على دعمه بأشكال مختلفة بهدف إبعاده عن حدودها موضحين أن الواقع أثبت انه لا يمكن التخلص من الإرهاب بدفعه إلى مناطق ودول أخرى وأن يد الإرهاب ستمتد عاجلا أم آجلا إلى أولئك الذين لا يدركون أن ظاهرة الإرهاب التكفيري لا تعرف الحدود الوطنية وستطولهم.
وأشار الدكتور رياض حداد سفير سورية في موسكو في كلمة ألقاها اليوم أمام الملتقى إلى التغييرات المتنوعة الكثيرة التي يشهدها العالم منذ مطلع القرن الحادي والعشرين مؤكدا أن الجامع بينها هو أنها تتخذ من منطقة الشرق الأوسط منطلقا ومسرحا لها.
وقال حداد.. “إن القوى الكبرى للإستعمار التقليدي استطاعت أن تربط عجلة العديد من بلدان المنطقة بالقاطرة الغربية بشكل مباشر وأصبح الشغل الشاغل لحكام تلك الدول الحصول على رضا الغرب الإستعماري للإحتفاظ بكراسي الحكم وهذا ما جعل أصحاب المشروع التفتيتي والطامحين بالسيطرة وبسط النفوذ يزدادون إصرارا على فرض تبدلات كبرى في العلاقات الدولية”.
وأكد حداد أن إقامة التحالفات الضيقة وإعطاءها صفة دولية مزيفة تجري لضمان تمرير مشاريع توسيعية وبسط الهيمنة والتحكم بمصائر شعوب المنطقة تمهيدا للتحكم بمصير العالم مشددا على أنه لولا صمود سورية ودعم أصدقائها وعلى رأسهم روسيا الاتحادية وإيران أمام ما سببه الربيع العربي من خراب ودمار وحرائق قد تمتد عقودا لتغير وجه منطقة الشرق الأوسط والعالم أيضا.
وبين حداد أنه بقدر ما تنجح روسيا في تشكيل تحالف دولي لمحاربة الإرهاب بغطاء الشرعية الدولية بقدر ما ستفلح في الحد من الأثار الكارثية التي ستخلفها التداعيات الكبرى التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط.