الشاب الكفيف أحمد عبود يكسر الظلام بمواهبه المتعددة

طرطوس-سانا

بعزيمة وإصرار ورغبة كبيرة بإثبات النفس والعمل الجاد لتحقيق الحلم يتحدى الكفيف الشاب أحمد عبود ظروف إعاقته البصرية، ويسعى لتوظيفها من خلال مواهب متعددة أتقنها كالعزف والغناء وتعلم وتعليم اللغة الإنكليزية، إضافة إلى تطوير برنامج قارئ الشاشة للمكفوفين.

الشاب أحمد عبود 25 عاماً الذي ينحدر من قرية حمام واصل في القدموس بمحافظة طرطوس بين في حديثه لـ سانا الشبابية أنه ولد كفيفاً، ولكن وضعه الصحي لم يمنعه من الإبصار ورؤية الحياة من منظور آخر دون الوقوف عند أي عائق لإثبات نفسه كونه لم يتابع تحصيله العلمي في المدرسة الخاصة بالمكفوفين في حلب منذ صغره لعدم قدرته على التأقلم بعيداً عن أهله.

بدأت مواهب عبود بالظهور في شغفه بالغناء بعمر 8 سنوات، وبتشجيع من والدته تمكن خلال مدة قصيرة من التدريب في المنزل من تلقاء نفسه، معتمداً على إحساسه المفعم بالحياة، فذاع صيته في المنطقة واكتسب شهرة كبيرة، مشيراً إلى أنه شارك في مسابقة رواد الطلائع عام 2010 ونال المركز الأول على مستوى سورية في الغناء.

وأوضح أنه يعتمد على ذائقته الفنية في انتقاء ما يناسبه ويعكس صوته، حيث يميل إلى اللون الكلاسيكي الهادئ الطربي، ولا يجد أي صعوبة في غناء أي أغنية غربية بعد سماعها والتدرب عليها.

لا يستكين عبود لأوقات الفراغ إنما يحاول جاهداً الخوض في غمار تجارب جديدة يضيفها إلى قاموسه الفني، فلم يقف عند موهبة الغناء فقط إنما دفعه فضوله الشديد وإصراره المتزايد للدخول إلى بحر العزف الموسيقي، معتمداً على حاسة السمع ليتقن من خلالها إجادة العزف على عدة آلات موسيقية كالناي والطبلة والعود والأورغ.

وبين عبود أنه وبهدف اكتساب مهارات أخرى وزراعة البصيرة لمن لا يمتلكون القدرة على مجابهة الواقع والدخول في ميدان العمل والعلم تمكن من إتقان اللغة الإنكليزية من تلقاء نفسه، معتمداً على برنامج قارئ الشاشة للمكفوفين، إضافة إلى تدريسها للمستوى المتوسط عبر الإنترنت “أون لاين”.

وأوضح عبود أنه من خلال استخدامه برنامج قارئ الشاشة للمكفوفين عبر جهازه الخليوي تمكن من تطويره بشكل شخصي، وإضافة العديد من الخصائص إليه، ليتضمن 14 لغة بالصوت كل لغة تنقسم إلى صوتين، باستثناء العربية والإنكليزية اللتين تنقسمان لعدة أصوات للجنسين الذكر والأنثى، مبيناً أن الهدف من تطوير البرنامج تقديم المساعدة للمكفوفين من خلال اعتمادهم على الهاتف الخليوي.

وختم عبود حديثه بقوله: “طالما الله معي لن أتوقف أبداً وسأستمر بأحلامي إلى أن تتحقق… ولن أسمح لوضعي الصحي أن يحرمني من فعل أي شيء أحبه”.

ذو الفقار أبو غبرا

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency