مياه الحسكة: اجراءات تسبق لهيب الصيف ووعود بأن لا اختلالات هذا العام

الحسكة – سانا

أدى توقف العمل بمشروع جر مياه نهر دجلة إلى الحسكة وقبله جفاف نهري الخابور وجغجغ المغذيين للمحافظة إلى حدوث أزمة مياه في المدينة وقراها المجاورة ما استدعى الجهات المعنية لاستنفار طاقاتها بحثا عن حلول ومشاريع بديلة كان آخرها مشروع إرواء المدينة من آبار منطقة الأمل في رأس العين، الذي يعود الفضل إليه بحسب القائمين عليه إلى مساهمته بإعادة الحياة إلى عدد من مناطق المحافظة العطشى.

وفي إطار استعداداتها لفصل الصيف استنفرت المؤسسة العامة لمياه الشرب بالحسكة عامليها على مدار الساعة في سبيل تأمين حاجة المحافظة من المياه وتلافي أي اختلالات قد تقع مجددا حيث يشير مدير عام المؤسسة المهندس محمود العكلة في تصريح لسانا إلى أن “وضع آبار منطقة الأمل في الخدمة أدى إلى استقرار واضح في تأمين مياه الشرب بالحسكة طوال الأعوام الماضية” باستثناء بعض الانقطاعات التي تسببت بها التنظيمات الإرهابية المسلحة.

وأضاف.. إن الأمور عادت إلى طبيعتها بعد أن أعاد الجيش العربي السوري الأمن والاستقرار إلى مناطق المشروع إضافة إلى ما تقدمه الحكومة السورية من دعم متواصل لضمان استمرار العمل بالمشروع وخصوصاً فيما يتعلق بإصلاح وتأهيل المعدات التي تخرج من الخدمة.

وأوضح العكلة أن الاستثمار الفعلي لمشروع إرواء مدينة الحسكة وناحية تل تمر والقرى المحيطة بها تم في صيف 2013 بعد انطلاق العمل به عام 2011 نتيجة تناقص المياه في بحيرتي السد الغربي والشرقي، مبينا أن المشروع انطلق بثماني آبار ارتوازية من أصل 30 بئراً تم إدخالها في الخدمة تدريجيا ليصل ما هو مستثمر منها فعليا إلى نحو 20 بئراً، في حين تم الإبقاء على 10 آبار للعمل في الأوقات الطارئة ضمن خطة احتياطية وبكمية ضخ تقدر بنحو 72 ألف متر مكعب في الساعة.

من جهته أوضح معاون مدير مؤسسة المياه المهندس سليمان عبد الحي أن المؤسسة وفي إطار استعداداتها لفصل الصيف قامت بإصلاح الغواطس التي خرجت من الخدمة نتيجة الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي وتأمين مستلزمات محطة تحويل كهرباء رأس العين لاستخدامها كمحولة احتياطية، ونقل مجموعتين لتوليد الكهرباء باستطاعة 880 كيلوفولطا وإجراء صيانات الازمة لمحطة تصفية الحمة وتركيب جهاز تعقيم لضخ غاز الكلور وتوفير كميات كافية من مواد التعقيم كغاز الكلور وهيبوكلوريت الصوديوم.

وأضاف عبد الحي إنه تم أيضاً تركيب مجموعة ضخ أفقية جديدة في محطة العزيزية ومجموعة توليد احتياطية باستطاعة 500 كيلوفولط وإجراء صيانات على خطوط السحب والدفع الخاصة بمجموعات الضخ الأفقية، لافتا إلى استمرار ورشات المؤسسة بعملها لفصل شبكة مدينة القامشلي إلى حلقات لتقنين المياه فيها وتأمين الضواغط المناسبة للشبكة وتنفيذ عدد من وصلات التقوية في المناطق التي تعاني ضعفا بضغط المياه.

كما قامت المؤسسة ..يضيف عبد الحي.. بحفر وتجهيز 7 آبار جديدة في أحياء المدينة بالتوازي مع إجراء عمليات صيانة لسد السفان والخط الواصل بينه وبين مدينة القامشلي وتأمين مجموعة توليد احتياطية لمحطة ضخ جغجغ التي تضم 6 آبار باستطاعة 250 كيلوفولطا وثلاث مجموعات احتياطية في محطة الهلالية باستطاعة 5 ميغا واط، وتجهيز 9 آبار بمشروع نفاشة في ريف الحسكة الشرقي لاستخدامها كمصدر مياه احتياطي في الحالات الطارئة وتزويد الموقع بمجموعة توليد باستطاعة 250 كيلوفولطا.

وأشار عبد الحي إلى أن المؤسسة تقوم حاليا بالتواصل مع المنظمات الدولية لتأمين مجموعات توليد احتياطية بهدف تشغيل آبار مياه الشرب أثناء انقطاع التيار الكهربائي مؤكدا استقرار الوضع المائي في محافظة الحسكة واكتمال استعدادات فصل الصيف على النحو الأفضل.

من جهته لفت المشرف على مشروع إرواء الحسكة بمنطقة علوك المهندس انطانيو سبرو إلى أن طواقم المشروع تعمل على مدار الساعة وضمن جميع الظروف بهدف ضمان وصول مياه الشرب إلى جميع المواطنين حتى في أصعب الأوقات، وقد مرت أيام صعبة على العاملين لم يتمكنوا فيها من مغادرة محطة التجميع والضخ.

بدوره أشار خضر الجومر رئيس وردية في محطة ضخ العزيزية إلى جهود الجيش العربي السوري في منطقة المشروع والتي كان لها بالغ الأثر في استقرار وصول المياه إلى المشتركين ضمن المواعيد المحددة، إضافةً إلى تقديرات المؤسسة التي أخذت بعين الاعتبار إيصال كميات إسعافية من مياه الشرب لجميع الأحياء بعد فترات الانقطاع التي حصلت تلتها عمليات ضخ منظمة.

وأمام هذه الإجراءات يؤكد عمال المؤسسة الذين يؤدون دورهم بحس وطني عال تجاه أبناء محافظة الحسكة الصامدة أنه لا خوف على وضع المياه هذا الصيف وأنهم مصرون على متابعة العمل والاقتداء بما يبذله أبطال الجيش العربي السوري من تضحيات في سبيل إعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع الوطن.

وكانت الهيئة العامة للموارد المائية في وزارة الموارد المائية وقعت نهاية حزيران من العام الماضي عقداً بالتراضي مع شركة ستروي ترانس غاز الروسية لتنفيذ المرحلة الأولى من مشروع جر مياه دجلة إلى محافظة الحسكة بعد توقف العمل به مدة عامين، ويتضمن العقد إقامة محطة الضخ الرئيسية وأنابيب الدفع في منطقة عين ديوار أقصى شمال شرق المحافظة بكلفة تقديرية تصل إلى 30 مليار ليرة سورية أما الكلفة الإجمالية للمشروع فبلغت ملياري دولار.

كسار مرعي