في شهر رمضان… السكبة طقس حاضر في روزنامة السوريين

دمشق-سانا

لكل بلد حكاية مختلفة مع شهر رمضان تبدأ مع أيامه الأولى وتتواصل إلى آخر يوم فيه، ولسورية عادات خاصة ارتبطت بالشهر الفضيل تجذرت في تاريخها ولا تزال حاضرة ومؤثرة حتى يومنا هذا.

ومن أبرز هذه العادات والتقاليد “السكبة” العادة المتأصلة في شهر رمضان التي تحدث عنها الباحث في شأن التراث الشعبي مخلص المحمود، مبينا أنها تعني تبادل الطعام بين الجيران في الحارات الشعبية والقرى السورية.

والسكبة في دمشق هي ذاتها “دواقة الكريم” في جنوب سورية، و”الطعمة” في شمال وغرب وشرق سورية، وإن اختلفت التسميات غير أن الجوهر واحد.

وتبادل الطعام كما يصفه المحمود ليس فقط ماديا بل أخلاقي وتعليمي، وهو تأكيد على معاني الشهر الفضيل، والسكبة تنقل بعفوية كونها تتم عبر أطفال ويافعين ينقلون الطعام إلى الجيران، وهذا بحد ذاته أكبر درس للعطاء والمحبة والتكافل الاجتماعي.

وبين المحمود أنه ومن خلال العلاقات والترحال والدراسة والتلاقح الثقافي عبر التاريخ فإن معظم البلاد العربية تأثرت بسورية وبعادة السكبة التي انتقلت إلى الخليج العربي باسم صينية الكريم.

الطقس السوري في المغرب العربي…

تأثرت بعاداتنا أيضا بلدان المغرب العربي، فمنذ الأزل تمتلئ صفحات التاريخ التي نقلها رواد مغاربة عن العلاقة بين المغرب العربي وسورية وكيفية تطبيقهم لمعظم عاداتها، كقيام الليل وعبادات رمضان ودفع الصدقات لأماكن العبادة، إضافة إلى صلاة الوتر التي تقام في دمشق منذ أكثر من ألف عام وتلاوة القرآن وتجويده التي تسمى القراءات السبع أو العشر وفقاً لبعض المراجع، ويأتي هذا التأثير من فتوحات الأمويين للأندلس ونقلهم جل طبائع الدمشقيين على راحتي عبد الرحمن الداخل وغيرهم ممن تربعوا عرش الأندلس.

المسحراتي…

وأوضح المحمود أن ما ينطبق على دمشق هو عينه في القاهرة بوصفهما كانتا أكبر العواصم الإسلامية على مدار التاريخ، وتأثرتا إيجابا ببعضهما من ناحية العادات الإسلامية.

وبين أن من طقوس شهر رمضان ليس فقط الحكواتي بل “المسحراتي” أيضا وهي فكرة انتشرت في مصر وسورية بالوقت ذاته، ثم انتقلت بعدها إلى البلدان العربية.

وأشار إلى أن له في دمشق خصوصية تختلف عما نراه في الدراما، فعمل المسحراتي ليس مهنة بل عمل متوارث في العائلة، وكان الدمشقيون سابقا يقفلون ساعاتهم الآلية كي يترسخ صوت المسحراتي بالأزقة الضيقة لأجيال قادمة.

وأوضح المحمود أن عادات شهر رمضان ليست مبتكرة بل تخص المجتمع السوري الذي يحض على المحبة، والقيم التي يحملها والمتأصلة بيومياته وتترجم من خلال التكافل الاجتماعي والتي ترجمت في الظروف الصعبة التي تتعرض لها سورية.

 نجوة عيدة

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

 

 

انظر ايضاً

انطلاق فعاليات مهرجان صدى المحبة في دورته الثانية على مسرح دار الأسد باللاذقية

اللاذقية-سانا بدأت اليوم في دار الأسد للثقافة بمدينة اللاذقية فعاليات الدورة الثانية من مهرجان صدى …