“تحية إلى شهداء الوطن في عيدهم” أصبوحة شعرية في ثقافي حماة

حماة-سانا

تحت عنوان “تحية إلى شهداء الوطن في عيدهم” شارك كل من الشعراء الدكتور ماجد قاروط والشاعر فرج الله طه والشاعر عباس حيروقة في أصبوحة شعرية بالمركز الثقافي العربي القديم بحماة اليوم.00 (2)

وتناول الشعراء في قصائدهم الفخر والتمجيد بالشهداء والحديث عن مضمون الشهادة وما تحمله من قيم أخلاقية إنسانية.

وألقى الشاعر طه قصيدة بعنوان “قوافل النور” جاءت على نمط القصيدة التقليدية وحملت في ثنياتها نفحات حديثة فجاءت الألفاظ فيها سهلة وحسية وواقعية فالنص يمجد الشهادة ويفتخر بها لأنها في سبيل الحق والشهيد يقدم روحه رخيصة من أجل الوطن والأرض وكرامة الإنسان.

كما تطرق الشاعر في قصيدته إلى فكرة الوحدة التي تجمع السوريين على اختلاف مذاهبهم فالجميع يستظل تحت خيمة الوطن كما لم ينس أن يذكر أن عقيدة السوريين كلهم واحدة لم تتغير فالدفاع عن سورية لايشغلنا عن قضيتنا المركزية فلسطين فقال:

قوافل النور نهواها وتهوانا
فقد عشقنا بها أرضا وإنسانا
وجدت أنفسنا ظمأى لري ثرى
وتجمع الصف إنجيل وقرآنا
لوفتشوا رئتينا حين نلفظها
رؤوا دمشق وعكا في حنايانا.

واعتمد الشاعر في قصيدته الثانية بعنوان “جدي” على الرمزية والإيحاء من خلال العنوان فهو أدخل هذا الرمز كقناع للحديث عن الوطن وتاريخه فيستحضر هذا الجد وكل مافيه من ماض وما يرمز إليه من تاريخ ودفء وحنان وفخر وعز وما أصاب هذا التاريخ اليوم فقال:

كان جدي مدفأة سرقوا منها الوقود
كان حلما لبساتين الخشوع
صار بيارة بوح لانتشاءات المساء
تنهش النيران صوته.

أما الشاعر قاروط فألقى قصيدة بعنوان “الشهداء والملائكة الزرق” اعتمد فيها على التناص لإيصال فكرته عن الشهادة فوظف معاني آيات قرآنية للتأكيد على فكرة خلود الشهيد وتضمن النص قواعد القصيدة الحديثة من تعدد للقوافي وانزياح فيقول:

ويستشهد الشهداء ويفتتحون القيامة بالكبرياء يدقون باب الملائكة الزرق يخلرج كل الملائكة من كل فج عميق ألا أيها الشهداء ادخلوها جنة الخلد أحلى رداء.

وفي قصيدة بعنوان “قلق” وظف الشاعر قاروط الانزياحات اللغوية والصور المتخيلة بشكل مكثف ليصل إلى تحديد هوية القلق المعدي والمحيط بنا وما يخلفه من آثار شتات وهزيمة.

فقال: بكيت وهم يسألونك كيف هزمت القبائل .. لم يعرفوا أنك الآن تذرف كل النخيل فتنزلق الخيل كم رجلا تحتوي شفتاك لتصرخ حتى حدود العشائر.

بدوره قدم الشاعر “حيروقة” قصيدة بعنوان ” شهداؤهم شهداء” التي جاءت على نظام التفعيلة مستخدما تفعيلة البحر الكامل التي تتناسب مع العواطف والانفعالات الشعرية الفطرية قال :

قمر ينام على وسادة من يحب بلا رداء أو غطاء قمر بحجم ذياك الفضاء
هو ينحني ليقبل الشهداء وقت صلاتهم ويقوم يمسح عن جباههم المشعة ماتهاطل من نيازك .. لا دماء.

وفي قصيدة بعنوان “يرجف قلبي حين تهب رياح الله” نلمس آثار الشكوى والحزن من خلال صور بلاغية من استعارات وكنايات عن الواقع السوري الحالي المليء بالألم فيقول:

في سورية في وقت المغرب من نيسان طافت روحي سرب حمام فرأت أنهارا قد جفت والآبار سلاه ونساء ثكلى يألفن دروب المقبرة لتطفح آهات حسرات.

وأوضح عبد الفتاح محمد دكتور في الأدب العربي في تصريح لسانا الثقافية أن النصوص الشعرية لم تقتصر على ذكر الشهيد أو تمجيد الشهادة بل صورت المجتمع المحيط الذي يعيش هذه الحالة مؤكدا أن الشهيد في الجنان ولنا نحن الشقاء والحزن ببعده عنا وهذا ماركزت عليه قصائد الشعراء.

من جهته رأى المهندس عماد الباشوري أن الأصبوحة لامست وجدان الحاضرين من خلال المعاني العميقة التي تطرقت لها قصائد الشعراء وما حملته من مضمون عن فكرة الشهادة وما توحي به من عظمة وفخر.

بدوره أشار محمد ناصر غزال مدير المركز الثقافي إلى أن الأصبوحة غلب عليها مشاعر الحزن والألم مبينا أن هذا ناتج من تأثر الشعراء بالواقع الحالي إضافة إلى ما تحمله مناسبة عيد الشهداء من رمزية خاصة لدى السوريين بشكل أكبر في وقتنا الحالي.

سهاد حسن