مواقع أثرية تعود لحقب زمنية مختلفة… في جولة علمية لجمعية العاديات في اللاذقية

اللاذقية-سانا

عدد من المواقع الأثرية التي تختزنها مدينة اللاذقية وسط أحيائها وحاراتها وتعود إلى حقب تاريخية متعددة وضاربة في القدم، كانت محور الجولة العلمية الأثرية التي نظمتها جمعية العاديات في المدينة، بهدف تسليط الضوء عليها وإبراز معالمها العمرانية الجميلة المتفردة.

الجولة التي شارك بها أعضاء الجمعية وأصدقاؤها برفقة باحثين ومختصين في الآثار والتاريخ، بدأت من كنيسة (مارتقلا) التي تقع في حي قديم يحمل اسمها، وتعتبر من أقدم الكنائس في العالم وتضم مدفناً رومانياً قديماً يعود للقرن الأول الميلادي.

وحول سبب تسمية الموقع بهذا الاسم، ذكر الأب أسبريدون فياض دكتوراه بعلم الآثار المسيحية بأن القديسة تقلا لجأت إليه هرباً من الاضطهاد والقتل في زمن الرومان، ومارست طقوس الدين المسيحي سراً، حيث أقامت فيه سنتين وبعدها رحلت باتجاه معلولا، وهذا يؤكد برأيه أن المسيحية عرفت في مدينة اللاذقية منذ ذلك الوقت.

وحول أعمال التنقيب في الموقع، أوضح الباحث في التاريخ والآثار الدكتور جمال حيدر أنه تم التنقيب فيه سابقاً بوجود خبراء فرنسيين مختصين في العمارة، وعثر خلالها على مدفن روماني محفور في كتلة من الصخر الكلسي يشكل الأساس الجيولوجي لمدينة اللاذقية، مشيراً إلى أن عدداً من الرحالة والمؤرخين زاروا المدفن وأكدوا وجود معالم كنيسة لم تكتمل بعد، لافتاً إلى أهمية معالم السياحة الدينية وضرورة استثمارها لجذب السياح.

وشملت الجولة زيارة موقع “مدافن المالية” الذي ترجع تسميته لوجوده خلف مبنى مديرية مالية اللاذقية، وهو عبارة عن مدافن محفورة في باطن الأرض تعود للقرون الـ 1 والـ 2 والـ 3 ميلادي، وفي جدرانها معازب دفنية مخصصة لوضع التوابيت وإغلاقها وتم اكتشاف المدافن أثناء أعمال حفر لتشييد بناء، حيث عثر وفقاً للدكتور حيدر على نحت نافر على الجدار بصورة سمكة مشغولة بعناية فائقة ولها مدلولات في الدين المسيحي، كما كتب عليها حروف باللغة اليونانية.

وفي تل الفاروس، الذي يقع شمال مركز المدينة ويتموضع في حي حمل اسمه، ختم المشاركون جولتهم حيث عرض الدكتور حيدر للمشاركين عن محتويات الموقع الأثري من غرف للسكن ومعاصر لإنتاج الخمور والزيوت، إضافة الى قطع رخامية مزينة ومقبرة تضم مجموعة قبور، لافتاً إلى أن اسم الموقع ورد ذكره على لسان رحالة ومستشرقين باعتباره من أكبر الأديرة في الشام ومصر، وكان يطلق عليه لقب الدير الضائع ويحمل طابعاً روحياً ودينياً وثقافياً، مشيراً إلى أن الشاعر أبو العلاء المعري تعلم الفلسفة اليونانية في هذا الدير بالقرن العاشر الميلادي.

وحول الهدف من هذه الجولات، أوضح الباحث التاريخي ونائب رئيس جمعية العاديات بسام جبلاوي أنها تأتي ضمن جهود الجمعية لإبراز التراث المادي واللامادي في تاريخ اللاذقية، وإظهار عراقة الحضارة في سورية وما قدمته للعالم من ابتكارات في العلوم والكتابة والأديان.

غفار ديب

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

حكايات متبقية.. معرض فني تشكيلي في رحاب جمعية العاديات

اللاذقية-سانا استضافت جمعية العاديات معرضا فنيا للفنانة التشكيلية لينا ديب ضم مجموعة من اللوحات الفنية …