الشريط الإخباري

تحالف الإرهاب متعدد الجنسيات يصعد عدوانه على سورية بطرق غير تقليدية.. والجيش يناور ويرد بكفاءة ومعنويات عالية

دمشق-سانا

تفرض الحروب غير التقليدية وخاصة ذات الطابع الإرهابي على كل الجيوش اتباع تكتيكات وخطط غير تقليدية أيضا وهو ما ينطبق على حالة الجيش العربي السوري الذي يواجه تنظيمات إرهابية متعددة الجنسيات تستفيد من عاملين حاسمين الأول الحدود المفتوحة وراءها والثاني الدعم الخارجي اللا محدود لها.

ونجح الجيش العربي السوري طوال أربع سنوات في التعامل مع الحرب الإرهابية غير المسبوقة في تاريخ الحروب التي فرضت على سورية واستطاع عبر خطط وأعمال عسكرية استثنائية الوجود في أي مكان أراد والسيطرة عليه مع حفاظه على حالة غير معهودة من المعنويات العالية بين عناصره.

وتشهد مدن حمص والقصير والسفيرة ويبرود ودير العدس وغيرها من عشرات القرى والبلدات على كفاءة وقدرة الجيش العربي السوري على حسم أي معركة عندما يريد ذلك مهما كانت طبيعتها ولكن ذلك لا يتوقف على توافر القرار بالحسم بل لا بد من مراعاة عدد من المعطيات أهمها حماية المدنيين أو المنشآت الحيوية التي غالبا ما تستخدمهما التنظيمات الإرهابية كدروع أو أماكن تحصن.

ويدرك العارفون بالعلوم العسكرية أن أي جيش لا يستطيع الوجود على كامل أراضي أي دولة بل ليست مهمته ورغم ذلك أثبت الجيش العربي السوري قدرته العالية على الانتشار في جميع المناطق التي تحتاج إلى وجوده لمواجهة تنظيمات ارهابية فاق عددها الألفين والخمسمئة تتفق بالعقيدة الايديولوجية التكفيرية والدعم الخارجي اللا محدود بالمال والسلاح والإعلام والسياسة.

ولعل أبرز عوامل نجاح الجيش العربي السوري وصموده في مواجهة الإرهاب متعدد الجنسيات إضافة إلى الدعم الشعبي الواسع له هو المرونة في التعامل مع المتغيرات العسكرية على الأرض كما جرى في محافظة إدلب موءخرا حيث سعى تحالف الإرهاب ضد سورية إلى تغيير معادلة السيطرة وكسب جولة جديدة وضعها مراقبون في خانة جمع أوراق الضغط قبيل بدء مشاورات جنيف3 التي أعلن عنها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية مطلع شهر أيار.

أفواج من الإرهابيين التكفيريين دخلت عبر الحدود التركية تحت مسمى جيش الفتح إلى ريف محافظة إدلب ومعها شحنات ضخمة من السلاح وخاصة صواريخ التاو الأمريكية المضادة للدروع وبدأ مخطط احتلال المدينة وريفها عبر إسناد ناري كثيف من الجيش التركي ودعم لوجيستي من غرف عمليات يشرف عليها ضباط استخبارات من قطر والسعودية وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية و”إسرائيل”.

أدرك الجيش العربي السوري خطورة وحجم المخطط منذ البداية فتحرك بسرعة لمحاولة تعويض التغيير الحاصل في موازين القوى بفعل العدوان التركي المباشر محكوما بجملة عوامل على رأسها مسوءولية حماية المدنيين الملقاة على عاتقه.

طبق الجيش تكتيك إعادة التموضع والانتشار حسب المعطيات الجديدة في إدلب وجسر الشغور وحماة ونجح في ذلك بأقل عدد ممكن من الخسائر وحافظ على حياة عشرات آلاف المدنيين وانتقل بعدها من مرحلة الدفاع إلى الهجوم فاستطاع استعادة عدد من القرى في إدلب وحماة علما بأنه حافظ على وجوده في المشفى الوطني قرب جسر الشغور وسيطر على تلال حاكمة توءمن سيطرة نارية على خطوط إمداد الإرهابيين التكفيريين وأوصل المساعدات الإنسانية والغذائية إلى مدينة أريحا.

وتمكنت وحدات الجيش بالتعاون مع سلاح الطيران من منع الإرهابيين من تحقيق التواصل الجغرافي بينهم على مثلث الحدود الإدارية لمحافظات إدلب وحماة واللاذقية عبر سيطرتها على بعض القرى والتلال والطرق في المنطقة مع قيام سلاح الطيران بعمليات نوعية ضد أرتال وآليات الإرهابيين على محاور القرى والبلدات.

الهجوم الإرهابي الجديد في إدلب وحماة ترافق مع حملة إعلامية تضليلية معدة مسبقا عبر بث بعض القنوات الفضائية المعادية والمواقع الالكترونية أخبارا كاذبة وإشاعات متنوعة أمنية وعسكرية واقتصادية وسياسية بهدف التأثير على معنويات الجيش بالدرجة الأولى والشعب بالدرجة الثانية ورغم ذلك حافظ رجال الجيش على درجة عالية من المعنويات والثقة بالنفس مكنتهم من المبادرة والتحضير لمعركة طرد الارهابيين من جسر الشغور وإدلب.

انظر ايضاً

وحدات من الجيش تعزز مواقعها في مدينتي عين عيسى وعين العرب -فيديو

حلب والرقة-سانا انتشرت وحدات من الجيش العربي السوري في مناطق عدة بريفي حلب والرقة الشماليين …