الشريط الإخباري

بدور: لسورية فضل بتطور فن العمارة في روما

حمص-سانا

سلط الدكتور المهندس نزيه بدور في محاضرة له بعنوان “أثر سورية في عمارة روما” الضوء على فضل سورية في تطور فن العمارة في روما منذ فترة الحكم السلوقي بين عامي 313 و64 قبل الميلاد وإبانها وفي العصر الهلنستي حيث شهدت سورية تقدماً ورقياً في بناء المدن وازدهرت مدن مثل انطاكية واللاذقية وأفاميا والسويدية وغيرها وغدت مركزاً للإبداع الفني والثقافة الانسانية.

وأوضح بدور في محاضرته التي تأتي في اطار البرنامج الاسبوعي لجمعية العاديات التاريخية الأثرية واستضافها المركز الثقافي بحمص انه في مرحلة الحكم الروماني عام 64 قبل الميلاد كانت سورية قد وصلت الى درجة مرموقة في تنظيم المدن وغدت مدن مثل انطاكية ودمشق وافاميا وتدمر ذات شهرة عالمية وبهذا الصدد يقول المؤرخ الشهير مارسيل بوئيت ليست روما هي التي ابتكرت عناصر تنظيم المدن بل وجدتها واتخذت من نفسها مالكاً لها مبينا ان الباحث ليون هومو وثق في كتابه العصر الذهبي للامبراطورية الرومانية انه بعد العهد السلوقي طفت من جديد على السطح ثقافة سورية المحلية وعندما حاولت روما كبحها لم تفلح اذ ظهرت في القرن الثاني الميلادي الموجة السورية في ميدان الفن .

وأشار المحاضر مستشهداً بصور للصروح الحضارية في روما الى ان تاريخ كمبردج القديم يوءكد ان سورية لم تكن فقط متقدمة على روما في مجال العمارة بل كانت نموذجها المحتذى وان سورية تفوقت على روما في عبقريتها المبدعة وفي معارفها التقنية ومهارة عمالها.

أما الشاعر الروماني جوفينال فقد عبر عن التأثير السوري في روما فقال.. اخذت مياه نهر العاصي تصب في نهر التيبر حاملة معها عاداته وفنونه.
وتابع.. ان المؤرخ الايطالي بانوفسيلي قال ان الانجازات المعمارية السورية في روما أظهرت في مجال المنحوتات مفاهيم جديدة تمثل رؤى جديدة لروما ويقف وراء كل هذا ابولودور الدمشقي المرجحة ولادته سنة 60 ميلادية في دمشق وجاء اسمه انعكاساً لامتزاج الحضارة السورية من جهة اراميين وتدمريين والحضارة اليونانية وفي تمثال موجود اليوم في متحف ميونيخ صورة عن هذا الرجل المشرقي الملامح القوي البنيان الجميل القسمات.

ولفت بدور إلى ان اثر سورية في عمارة روما يظهر في معبد البانتيون “مجمع الأرباب” وهو اهم المعابد الرومانية المستديرة الباقية واكثر المباني الدينية الرومانية روعة في كثير من الوجوه ويرى وولف ديترها يلمار ان هذا البناء كان من انشاء ابولودور وان تصميمه يعود الى عام 114 للميلاد ويمزج بين العظمة والبساطة والوضوح وهو اسلوب يعتمد على العناصر الافقية والعمودية وزخارف معمارية تنزع الى أشكال عهد اوغسطس .

وختم بان الأثر السوري في عمارة روما يظهر في اسطورة المنتدى تراجان في روما ويضم معبداً وعموداً ومكتبات وكنيسة واسواقا تعادل مراكز التسوق الحديثة ولم يكن لها مثيل في ذلك الوقت.

 

انظر ايضاً

(إيبلا.. المملكة المفقودة) محاضرة لجمعية العاديات في ثقافي حمص

حمص-سانا استضاف المركز الثقافي العربي في حمص، بالتعاون مع جمعية العاديات محاضرة حول مملكة إيبلا،