معصرة دير عطية التراثية لصناعة الدبس… إنتاجية عالية ومستمرة منذ 90 عاماً -فيديو

ريف دمشق-سانا

تعد معصرة دير عطية لصناعة دبس الزبيب من أهم المعاصر المنتشرة في منطقة القلمون بمحافظة ريف دمشق، واستطاعت على مدار تسعين عاماً الحفاظ على الهوية التراثية نفسها لصناعة الدبس التي كان يعمل بها الآباء والأجداد.

يشير يوسف عبدو، وهو من مالكي المعصرة في تصريح لمراسلة سانا إلى أن عمر المعصرة يتجاوز التسعين عاما، ومازالت تحافظ على الطابع التراثي القديم وهي الوحيدة في المنطقة التي تعمل بهذا الأسلوب، مبيناً أن صناعة الدبس التي تعتمد على العنب المجفف تبدأ في بداية شهر كانون الأول من كل عام، ويحضر الأهالي الذين سلموا المعصرة كميات من الزبيب، ويشاركون بأنفسهم في صناعة الدبس وهذا ما شجع الأهالي على مدار عقود للقدوم إلى المعصرة والتعامل معها.

وبين عبدو أن المعصرة تعتمد على أدوات قديمة لا تزال تحافظ عليها مثل مكنة جرش الزبيب وتقطيعه بعد تجفيفه، ونقعه بالماء لمدة 24 ساعة ينقل خلالها ضمن أوعية كبيرة مصنوعة من الفخار في أسفلها فتحة يوضع فوقها من داخل الوعاء نبات من فصيلة الشيح لتصفية المزيج.

من جانبه شرح مصطفى محمود السوسو أحد مالكي المعصرة أيضاً خطوات العمل قائلا: “إن أول خطوة بعد نقع الزبيب هي استخراج مادة الجلاب التي يتم نقلها عبر الآنية الكبيرة أو ما يسمى (التيغارات) الموضوعة في غرفة خاصة تكون مرفوعة عن الأرض بشكل يمكن استخرج الجلاب بسهولة عبر الفتحة الموجودة في أسفلها بعدها يتم نقل المحلول المركز إلى مرجل “حلة” كبيرة

يتم تسخين الجلاب فيها مع التحريك المستمر حتى يجهز الدبس بعدها ينقل إلى أوعية أخرى تدعى “الضاربات “لتبريده وزيادة تركيزه، ومن ثم يوزع الدبس ضمن علب بأوزان مختلفة، مشيرا إلى أن الدبس يصنع جامداً أو سائلاً وفق الراغبين بالشراء”.

وأكد السوسو أن أهالي المنطقة يعتمدون على الدبس في فصل الشتاء كأحد أهم المواد الغذائية، حيث تموّن العائلة بشكل وسطي نحو 300 كيلوغرام من الدبس في الموسم، نظرا لفوائده الكبيرة وسعراته الحرارية التي تعطي طاقة للجسم.

رئيس دائرة زراعة النبك المهندس أيمن طباني بين في تصريح لمراسلة سانا أن شجرة العنب تعد من الأشجار الاقتصادية المهمة في منطقة النبك، وتصل المساحة المزروعة إلى 400 هكتار بعدد أشجار 438 ألف شجرة، ويصل إنتاج الشجرة الواحدة إلى 5 كيلوغرامات وسطياً، بما يقارب 1320 طناً في العام، نصفه يذهب للمائدة، والنصف الآخر يجفف ليصبح زبيباً بعدها يذهب إلى معاصر الدبس التي يقدر إنتاجها في الموسم نحو 445 طناً.

وأشار طباني إلى أن أصناف العنب المنتشرة في منطقة النبك هي الدوماني وهو شديد الحلاوة وقد نجحت زراعته في المنطقة، نظراً لوجود البيئة المناسبة له، إضافة للجبلي لافتا إلى وجود خمس معاصر في المنطقة لإنتاج دبس الزبيب، أشهرها معصرة دير عطية وتعود لأربعينيات القرن الماضي ورغم قدمها لا يزال الناس يقصدونها حتى من خارج القلمون، وتنتج أكثر من40 بالمئة من إنتاج الدبس في المنطقة.

ولفت طباني إلى أن جزءاً من أدوات معصرة دير عطية القديمة، والتي لا تزال تعمل موجود، في متحف دير عطية الوطني مثل حلات الغلي وأحواض تجميع مزيج الزبيب المطحون والمخلوط بالماء (التيغارات) الخاصة بتصفية الدبس وحجر الطحن الذي كان يعتمد في تحريكه على الحيوانات واستبدل حالياً بأدوات أخرى وغيرها من الأدوات.

سفيرة إسماعيل

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

صناعة دبس العنب فى السويداء يعود عمرها إلى 1000 سنة