هموم المجتمع المعاصر وقضايا وجدانية في أمسية شعرية بثقافي مصياف

حماة-سانا

في إطار فعاليات مهرجان مصياف الثقافي ال 35 أقام المركز الثقافي العربي في مصياف أمسية شعرية لكل من الشاعر سليمان الشيخ حسين والشاعرة إيمان شربا والشاعر نضال الماغوط تناولوا فيها قضايا وجدانية تلامس المجتمع والواقع المعاصر .

وألقت الشاعرة شربا قصيدة بعنوان خيانة ناقشت فيها مسألة الدمار الذي يجره الخائن على نفسه قبل الاخرين بأسلوب يوضح أن الكلمة الأخيرة تكون للحق وتظهر ذلك كله باسلوب تصويري يحكي معاتبة جرت بعد الموت بين صديقين والفكرة التي تؤكدها الشاعرة أن التاريخ لا ينسى وكل يذكر حسب عمله وما قدم في حياته فوصمة العار ستلحق بهذا الخائن في كل ذاكرة فتقول..
بين نعشين سمعت همسا معاتبا
أخنتني صديقي
ولم
بعد حين ومعاً
نسكب كماض في متاهات ذاكرة.

وعمدت الشاعرة في قصيدتها ليل الشرق إلى نوع من المواربة والتورية في هذا العنوان لما كان له من دلالات قديمة تشير إلى الحب والعشق والاحلام والفرح إنما قصد الشاعرة يخرج من اطار الخرافات والحكايا القديمة ويتوجه الى ليل الشرق الحاضر المليء بالواقع المرير تظهر فيها انفعالات عفوية ناتجة عن التأثير
الشديد بهذا الواقع المتأزم والمحيط بنا .

فتقول..
هذا الليل منذور للوجع
بألم يلسع أطراف الأنامل
لحلم
سرق العمر ورحل
وفي قصيدتها بوح هو وهي فجاءت وجدانية ورومانسية أكثر بأسلوب غزلي محاولة رصد إحساس كل حبيبين فاعتمدت فيها على تراكيب وصور جديدة في وصفها الاحساس الذي ينتاب شعور العاشق فتقول ..
بوحها العذب الشفيف
يفسد أشرعتي فأغرق
أرتق أشرعتي لسفر
لضياع أجمل.

أما الشاعر نضال الماغوط فقد رصد في قصائده صورا من “الهم الوطني والصراع الموجود في الواقع المعاش وجاءت قصائده تعبيراً عن رؤيا الشاعر للحالة الاجتماعية المحيطة بأسلوب كان يقترب أحيانا من اللغة المحكمة ففي قصيدة بعنوان فلتنهضي قام الشاعر بتضمين بعض المقاطع من أغان وطنية وأهازيج أطفال بأسلوب حماسي يستثير المشاعر ففيها محاولة لاستنهاض سورية من ركام الأزمة ولكن مع تصوير للواقع وتطلع الشاعر للموقف الإيجابي واستشراف المستقبل المشرق فيه فيقول..
إذا فلتنهضي
كالشمس في الصباح
لنعصر كرمة الشهداء
ونرفعها كالابتهالات
نخبا للآلهة المخمورة
التي لم ترتو بعد بخمرك
ولخوذات الجنود
المتناثرة في الشوارع والبراري
فانهضي ياقطرة المطر الاولى
لنغني مع أطفالنا في الحارات
طيارة طارت بالجو
فيها عسكر فيها ضو
فيها ابراهيم هنانو
اما الشاعر سليمان الشيخ حسين القى قصيدة بعنوان “الجنود يأتون إلى الحديقة” حاول من خلالها استصراخ الامل واستنجاده وأعطى صورا عن ارادة الحياة فالموت عنده لايشكل النهاية وإنما هو مرحلة أو طريق عبور لحياة أكثر فيقول..
أحبتي الحالمين بالقبل
لايذهبون الى الموت
رايتهم ذاهبين الى الحياة بكل هذا الموت
النساء المتشحات بالفقد
يعدن الى الحديقة كل يوم
يتحسسن خشب المقاعد والعشب
ويرفض الشاعر حسين في قصيدته أن يكون موت الابطال هو الصفحة الاخيرة في حياتهم بل يعتبره أنه بداية لصفحة جديدة عندما يقول…
لاأريد أن أرى الموت
ولا الرجل المتكئء على عصاه
يسقي الذاكرة بالدموع
الرجل سندياني الظهر
لن يحني رأسه
سيشتل القصب حول البلاد
ويغني العتابا.

سهاد حسن