الشريط الإخباري

من هي السلطة الشرعية في اليمن؟-بقلم: مهدي دخل الله

مهمة الكاتب أن يلتزم الأمانة الموضوعية في تحليل الظواهر السياسية، واضعاً رأيه وعواطفه جانباً، لعل ذلك يساعده في اكتشاف جوهر الظواهر بما يدعم دفاعه عن رأيه، المسألة المطروحة حول العدوان السعودي على اليمن تخضع في تحليلها لهذا النهج كغيرها من المسائل.

في محاولات تسويغ ضرب اليمن تذرعت العسكرتاريا السعودية بطلب للتدخل من السلطة اليمنية الشرعية ممثلة بالرئيس هادي، القانون الدولي يسمح لأي سلطة شرعية بطلب المساعدة من دولة أخرى في أي أمر تريده استناداً إلى مبدأ السيادة.

هذا صحيح، لكن ما هو مثير للجدل هل هذا الرئيس وسلطته شرعي وفق القانون الدولي؟..

الأمر واضح في القانون الدولي ولا حاجة للجدل فيه، فالسلطة الشرعية في أي بلد هي السلطة الواقعية أي التي تسيطر على الجغرافيا – خصوصاً العاصمة – والمؤسسات الرسمية أو أقله تسيطر على أغلبية الجغرافيا والمؤسسات، ومن الواضح أن السيد هادي هو غير شرعي وفقاً للقانون الدولي لأنه لا يسيطر على الجغرافيا والمؤسسات، وبالتالي فإن أي تدخل في اليمن دون إرادة سلطتها الشرعية هو عدوان بكل ما في المصطلح من معنى.

مسألة السلطة الشرعية، تطرح أمرين لابد من مناقشتهما، الأول هو كيفية وصول هذه السلطة إلى الحكم، والثاني هو حجم وفاعلية سيطرة السلطة على الجغرافيا والمؤسسات.

بالنسبة لكيفية الوصول إلى السلطة يهتم القانون الدولي بالحالة الواقعية ولا تهمه مصادرها لأن ذلك يدخل في الشؤون الداخلية للدول، إن مبدأ الشعب هو مصدر السيادة وهو الذي يعطيها ما يفهمه القانون الدولي بمظهره الحدوثي، بمعنى أنه ما دامت هناك سيطرة على المؤسسات والجغرافيا فالدولة شرعية ويعتبر رضى الشعب حالة واقعية لا يهتم القانون الدولي بغير ذلك، ولا حاجة للنقاش حول طريقة وصول «أنصار الله» للسلطة، هل هو انقلاب أم لا، لنفرض –جدلاً- أنه انقلاب، ولتكن، هناك عشرات السلطات الشرعية دولياً وصلت للحكم عن طريق الثورات والانقلابات، أي عن طريق العنف وليس عبر صناديق الاقتراع.

السلطة السعودية نفسها لم تأت عبر صناديق الاقتراع، حكم بينوشيه في تشيلي جاء عن طريق انقلاب عسكري دموي مدعوم من أمريكا ضد الرئيس المنتخب ديمقراطياً سلفادور ألندي، السلطات الحالية في دول أوروبا الشرقية جاءت عن طريق العنف وليس عبر صندوق الاقتراع، وأغلبية هذه الدول اليوم أعضاء في الاتحاد الأوروبي و«ناتو» أي في «العالم الديمقراطي» لكن القانون الدولي اعترف بسلطتها بحكم الواقع.

أما مسألة عدم سيطرة سلطة «أنصار الله» على كامل الجغرافيا اليمنية، فالقانون الدولي يهتم بالعاصمة والمؤسسات –خاصة الجيش والداخلية- فكولومبيا مثلاً تسيطر حكومتها على جزء من أراضيها مع العاصمة، ووضع «أنصار الله» في اليمن جغرافياً أفضل، أما أن السلطة الشرعية تواجه معارضة مسلحة «إرهاب» فهذا ينطبق على كثير من الحالات ولا ينقص من الشرعية الدولية لحكومة صنعاء..

صحيفة تشرين

انظر ايضاً

مهدي دخل الله خلال ندوة دولية: التحالف السوري الروسي استراتيجي

دمشق-سانا جدد عضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي الدكتور مهدي دخل الله موقف سورية …