الشريط الإخباري

مخطط اليائسين-صحيفة تشرين

ما تسرّب من مخطط تحالف العدوان الخماسي السعودي ـ التركي ـ القطري ـ الأردني ـ الإسرائيلي على سورية يشير إلى أنهم في مأزق سياسي أولاً، ويؤكد كذلك أنهم يريدون الإلقاء بورقتهم الإرهابية الأخيرة في الميدان السوري ثانياً، بعد أن جرّبوا كل الوسائل تقريباً، ووصلوا إلى طريق مسدود.

مخطط الورقة الأخيرة هذا يقوم على نحو ملياري دولار دفعت السعودية وقطر جزءاً منها لشراء صواريخ وأسلحة ثقيلة ومتوسطة للإرهابيين في سورية، فيما دفع الجزء الباقي لهم نقداً، وبدا ذلك واضحاً في ممارسات الإرهابيين مؤخراً في إدلب وحلب.

وإضافة إلى ذلك تلقت حكومة أردوغان دفعة مالية من مخصصات السمسرة والنصب والاحتيال التي تأخذها دورياً تحت بند تعويض الخسائر الاقتصادية التي تلحق بها، فيما تلقت «إسرائيل» مبالغ مماثلة بذريعة مصاريفها على الإرهابيين الذين تعالجهم في مشافيها، وهذا أيضاً نوع آخر من أنواع النصب والاحتيال.

أما هدف هذا المخطط على الأرض فهو إشعال ما تسمى جبهتي الشمال والجنوب في آن واحد، ومحاولة إحداث اختراقات على الأرض يمكن التعويل عليها في المفاوضات.

وهناك من يؤكد أن التعليمات أعطيت للمجموعات الإرهابية مرفقة بتهديدات واضحة بقطع التمويل عنها نهائياً إذا ما فشلت هذه المرة أيضاً، بعد أن زودت بما تريد من عتاد حربي وأموال، وبعد أن تم استئجار قمر صناعي فرنسي لتزويدهم بالمزيد من الصور الفضائية المباشرة، وبعد أن جرى إمدادهم بغرف اتصالات لاسلكية متحركة عبر شاحنات مخصصة لهذه الغاية.

وما لا يريد معرفته هذا «التحالف» العدواني هو أن سورية على دراية تامة بمخططهم وكل حيثياته، وعلى قناعة مطلقة بقدرتها على دحر هذا المخطط، وتحويل ارتداداته إليهم، وبما يؤدي إلى إيلامهم ربما أكثر مما آلموها.

هم يعرفون أن الحرب التي تخوضها سورية على الإرهاب والإرهابيين شارفت على نهايتها، وأن لا مجال أمام المجموعات الإرهابية لإحداث أي اختراق يعوّل عليه على الأرض السورية مهما نفخ بهذه المجموعات. ويعرفون كذلك أن الجيش العربي السوري لم يستخدم حتى الآن سوى أقل من ربع قدراته النارية الكبيرة، ومع ذلك يلقون الآن بورقتهم الأخيرة التي لا بد أنها ستحرقهم بنيرانها.

بقلم: عز الدين الدرويش