الاستثمار في الذات وأهميته في حياة الشباب

دمشق-سانا

يعتبر الاستثمار في الذات التوظيف الأمثل للقدرات والإمكانات والمهارات والمواهب التي يمتلكها الشخص، بهدف الحصول على الاستفادة القصوى منها وجني المكاسب المعنوية والمادية، سواء في الوقت الحالي أو مستقبلاً.

وعن أهمية الاستثمار في الذات عند الشباب قال الباحث في تطوير مهارات الشباب عبادة دعدوش في حديث لـ سانا الشبابية: “إن عامل نجاح وازدهار أي مجتمع مرتبط بنجاح وإنتاج فئة الشباب فيه، فهم طاقة كبيرة ومتجددة ويجب أن تكون هذه الشريحة منتجة وعارفة بدورها في المجتمع، وذلك من خلال اشتغالها على مفهوم الاستثمار في الذات”.

وأضاف: كل شخص يمتلك موهبة ما بشكل فطري، وعلى أي إنسان في بداية حياته أن يمتلك المعرفة حول موهبته وقدراته ومهاراته ونقاط القوة التي يمتلكها ضمن المجال الذي ينتمي إليه والهدف المبتغى تحقيقه من خلال إجابته عن ثلاثة أسئلة هي: من أنا .. أين أنا .. إلى أين يجب أن أصل؟

ولفت دعدوش إلى أن معرفة نوع الموهبة تتم من خلال قياس ميول الشاب ضمن دائرتي الإبداع والجهد، فالأولى تتميز بتقديم جهد قليل ضمن وقت قصير للحصول على نتائج كبيرة بجودة عالية على عكس الدائرة الثانية التي تتطلب جهداً كبيراً ووقتاً طويلاً للحصول على نتائج قليلة بجودة منخفضة.

وتابع: يمكن إخضاع الشاب لاختبارات علمية لمعرفة ميوله وتوجهاته بالإضافة لأهمية التجريب العملي للتعرف على المهارات التي يمتلكها، مبيناً أن مرحلة تحديد الموهبة والمهارات هي الركيزة الأساسية في عملية الاستثمار في الذات للبدء بها.

وأوضح دعدوش أن مرحلة تطوير الموهبة والمهارات هي ثاني خطوة في الاستثمار بالذات، وتنقسم إلى ثلاث طرق، أولها القراءة والبحث عن المعلومات وهي متاحة بشكل واسع عبر الإنترنت، وثانيها الدورات وورشات العمل التي تقيمها المراكز والمؤسسات التخصصية، وثالثها التطوع ضمن المجال ذاته لاكتساب مهارات وخبرات عملية.

وأشار دعدوش إلى أن مرحلة تطوير الموهبة والمهارات تتطلب عدة خطوات، منها تحديد الاحتياجات ووضع خطة تدريبية ضمن وقت محدد والبدء الفوري بتطبيق الخطة دون تأجيل مع الاستمرار وعدم التوقف إلى جانب التحلي بالصبر وعدم الاستعجال بجني النتائج مع أهمية تحديد الهدف المراد الوصول إليه بعد انتهاء فترة التدريب.

وحول المعوقات التي يمكن أن تواجه الشباب خلال رحلة الاستثمار في الذات قال دعدوش: “إن أولى العقبات تتمثل بوجود أشخاص محبطين في المحيط الاجتماعي للشاب، وهنا عليه أن يتحلى بالثقة بالنفس وعدم الاكتراث للتعليقات والآراء السلبية حول مسيرته في تطوير إمكاناته ومهاراته إلى جانب ضرورة عدم السماح للملل والإحباط أن يتسللا إليه خلال عمله على خطته التدريبية”.

وأضاف: يجب على الشاب تحديد مجالين على أكثر تقدير ليتمكن من التركيز عليهما وتطوير مهارته فيهما لجني المتعة والمكسب المادي في الوقت ذاته وعدم التشتت في عدة مجالات يمكن أن تضيع جهده وفكره ووقته، مبيناً أن تحديد الأهداف القابلة للتحقيق هو أمر مهم جداً للنجاح وجني مكاسب الاستثمار في الذات.

وينصح الباحث دعدوش كل الشباب في ختام حديثه بضرورة امتلاك ثلاثة أمور للنجاح في عملية الاستثمار في الذات هي: المهارة والتجارة والإدارة بمعنى.. تطوير مهارة فطرية تعطي الإحساس بالسعادة مع تنمية مهارة مكتسبة تعطي مردوداً مادياً ضرورياً لتلبية متطلبات الحياة إلى جانب امتلاك القدرة على تنظيم الجهد والوقت بين هاتين المهارتين لجني أكبر قدر ممكن من النتائج والوصول إلى الهدف المرجو.

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgenc