” قال الشهيد” مجموعة شعرية جديدة لنصرة إبراهيم

دمشق-سانا

قال الشهيد مجموعة شعرية جديدة للشاعرة نصرة إبراهيم تحتوي على روؤى وطنية رصدت خلالها أحزان والأم وآمال الشعب السوري معتبرة أخاها الذي استشهد رمزا لكل شهداء وطنها الذين يتساوون عندها بالمحبة والوطنية والكرامة.

وتعتبر إبراهيم أن الوطن هو أهم شيء في الحياة ولا يساويه غال مهما ارتفعت قيمته لأنه سياج الشرف وحصن الكبرياء وفيه تستمر الحياة وتنتهي فيمتزج الإنسان بترابه محاولة أن ترسم وطنها على شكل لوحة طرزتها بالدم وشكلتها بالورود ودعمتها بالعاطفة والشجن تقول في نصها وأشهد باسم الوطن “على باب الوطن .. كانت القصيدة تلونت بالأحمر ونسيت أن تطل على الجهة المقابلة..لرئة الياسمين..إذ حيرها السؤال لم الأموات يرتدون الأبيض .. ونحن نرتدي الأسود”.

كما تعتبر الشاعرة إبراهيم أن دمشق رمز الطهر والنقاء فاستخدمت لها أبهى الدلالات وأرق الايحاءات وأسقطت على معانيها الأساطير والبهاء والجمال لتكون شكلا تعبيريا نقيا جديرا بالتأمل والتمعن كقولها في قصيدة هزي بيمناك.. “في كثافة الضباب .. بفنجان جلق .. أنين إله هزي بيمناك المدخن .. من كف الشهداء .. يشرق الأبيض بالياسمين”.

وتقف الشاعرة إبراهيم مواجهة لتطلعات العدو في رغبة عارمة لإسقاط منظومته الإجرامية فيأتي النص قريبا من انعتاق النص عند محمد الماغوط وفي طريقة التعبير الشعوري عن داخل الإنسان فقالت في قصيدة من رسائلي إلى العدو .. “هنا الجمهورية العربية السورية لا ترفع المظلة فوق رأسي .. أحب أن اغتسل بالشمس خبأت الأرض وجهها بين أصابع الغيم .. خبأت الطيور صوتها بين حب الغار والشجر غادر مسقط أخضره .. أيها المارقون عن القتل توقفوا”.

وتعتبر أن أولئك الرجال الذين يستشهدون فداء للأرض خسارة اجتماعية وحضارية كبيرة برغم دورهم الوطني العظيم الذي لا يتقنه سواهم فتحاول أن تتجاوز مدى الكلمات لتعوض عن الموسيقا وعن الإرث الخليلي رغم صعوبة ذلك فهي نجحت بانتزاع التسمية الأدبية الحقيقية التي تظهر بشاعريتها تقول في قصيدة بكاء التي ارتقت بكلماتها حتى الشعور السامي ..”يا ذهب الأرض .. توقفوا عن الرحيل .. نمت في الحلم يومين .. وكنت أودع غيمي .. في شهيق الورد .. مرت الريح .. فأيقظني نداء الأرض”.

وتحرص الشاعرة إبراهيم على جعل البلاد الهم الأول حتى ولو كان الشعر يذهب إلى المطر والكون والطبيعة لأن الكاتب الحقيقي لا يمكن له إلا أن يطلع من بلده ومن المطر المتساقط على ثناياه فتكون نصوصها الشعرية من عاطفتها ومن الأصوات المنطلقة في شعاب بلدها ومن الأفكار المتحدية الراسخة في ذهنها والتي تجتمع لتكون في قصيدة مطر حيث تقول .. “في ازدحام المطر الصاعد .. في مأتم النحل .. يكثر التأويل .. فأشد اسم بلادي إلي .. عل يمر العواء في ازدحام المطر النازل .. في مجالس الغار”.

ونجد أن خيال الشاعرة إبراهيم كان ظاهرا في النسيج التصويري والرمزي ببعد إيحائي واسع الدلالة إلا أن الموضوعية الممسكة ببنية النص أبقت على وحدة المنظور الفني كما في قصيدتها صهيل البحر التي تأمل فيها بغد مشرق وحلم سيتحقق فقالت.. “من طرف المصادفة .. فيك شممت رائحة سنابل غير قابلة دخول المزاد .. من طرف الرغبة الحيرى .. لا تقل لا تبالي بمؤقت الحزن .. فأنت لن تستطيع لجم صهيل البحر”.

الدهشة هي مفتاح الفلسفة ووليدة الألم في وجدان الشاعرة إبراهيم الألم الذي يوسع أحداق البصيرة ويفتح نافذة إلى الماضي لاستلهام قوت الديمومة والاستمرار ليضمحل الألم وينبلج الأمل في سماء الحنين لتكون الخطوة الأولى نحو شدو شعري جديد مقبل مع أول شعاع لهذا الصباح كما في قصيدتها كرسي الألم “في مهرجان الخطوة الأخيرة قبل الهاوية .. تتسع عين الدهشة .. التوت مرات ومرات .. أعلن عصيانه عشتار تقوم من نومها .. بيدها تفتح باب الصبح .. وتبتسم”.

ومجموعة قال الشهيد صدرت عن دار الغانم للثقافة في اللاذقية وتقع في 143 صفحة من القطع الكبير هي العمل الشعري الرابع للشاعرة إبراهيم بعد وكان حبا وبين فصلين ومشهد افتراضي.

محمد خالد الخضر

انظر ايضاً

قديسة الماء… مجموعة شعرية جديدة للشاعر جودي العربيد

دمشق -سانا هموم الإنسان والمجتمع والألم والأحلام أبرز ما سلط الضوء عليه الشاعر جودي العربيد …