كتاب (النقوش في مدينة تدمر) رحلة في كتابات المدينة القديمة

دمشق-سانا

أصدرت الهيئة العامة السورية للكتاب ضمن المشروع الوطني للترجمة “العلوم الإنسانية” دراسة “النقوش في مدينة تدمر” رحلة في كتابات مدينة تدمر القديمة من تأليف الشهيد خالد الأسعد والكاتب الفرنسي جان باتيست يون بالتعاون مع المهندس المعماري تيبو فورنييه، وعملت على ترجمته للعربية الدكتورة ريم شامية.

الكتاب الذي صدر باللغة الفرنسية عام 2001 يندرج ضمن سلسلة الأدلة الأثرية للمعهد الفرنسي لآثار الشرق الأدنى، وترجمته هيئة الكتاب ليكون في متناول السوريين المهتمين بحضارة بلدهم القديمة، ويتوجه إلى المؤرخين والطلاب وهواة علم الآثار، حيث يقودهم إلى طريق متنوع المحطات ما بين الآثار والنقوش التي تمت ترجمتها، والحديث عنها في السياق الذي وردت فيه، ويتيح لهم التعرف على أنواع شتى من النصوص التي تدل على نشاط المدينة السياسي والتجاري.

ويسلط الكتاب الذي يقع في 152 صفحة من القطع المتوسط الضوء على المكانة الحقيقية للمدينة في تاريخ الشرق الأوسط من القرن الأول قبل الميلاد إلى القرون الوسطى.

ويتطرق إلى استمرارية الحياة في تدمر بروعة مواقعها وجلال آثارها ومدافنها الشهيرة التي لا تقل شهرة عن ملكتها زنوبيا، وبقيت خالدة بآثارها العريقة.

وتضمن الكتاب خريطة الشرق الأدنى القديم والأبجديات الثلاث المستخدمة في تدمر ولغات تدمر وكتاباتها، ويحتوي الكتاب على أربعة فصول الأول حمل عنوان “تدمر وتاريخها”، حيث استعرض الواحة والتجارة وآلهة تدمر والفن فيها والتاريخ والمؤسسات التدمرية وزنوبيا والمصادر الأدبية.

وتحدث الفصل الثاني بعنوان “متحف تدمر” عن المذابح والطقوس الجنائزية، واستعرض الفصل الثالث “الطريق الرئيسية” أسوار تدمر والساحة البيضاوية، وتطرق الفصل الرابع “لحرم بل” ليختتم الفصل الخامس “وادي القبور” بالحديث عن المقبرة الشمالية.

وعن أهمية ترجمة كتب الآثار السورية قالت مترجمة الكتاب الدكتورة شامية في تصريح لـ سانا: “إن الكتب التي تتحدث عن الآثار لا تقل أهمية عن الآثار نفسها، فالأثر يبقى أبكم إذا لم تُكشف أسراره، والأبحاث والكتب التي تُنشر في هذا الخصوص قادرة على جعل الآثار أكثر وضوحاً وأكثر فهماً لكل المهتمين بشأنها”.

وبينت أن ترجمة الكتب التي تتحدث عن الآثار عامة والسورية خاصة تتمتع بأهمية كبيرة، فهي من ناحية تسلط المزيد من الأضواء على الآثار ومن ناحية أخرى تُتيح لنا أن نلمس اهتمام الغرب بآثارنا، وفي ذلك فخر كبير لنا كسوريين أن تكون آثارنا محط أنظار الغرب، وأن تستقطب اهتمام الكُتاب والباحثين والقُراء باللغة الأجنبية على حد سواء، وترجمة كتب من هذا النوع تتيح للقارئ العربي فرصة الوقوف على أهمية الكتاب وما ورد فيه من وجهة نظر الكاتب الأجنبي.

وعن القيمة التي يضيفها الكتاب للمكتبة السورية والعربية قالت شامية: “يكفينا فخراً أن الكتاب يحمل اسم العالم الكبير خالد الأسعد ليكون بحد ذاته أثراً تاريخياً كبيراً لا يقل شأناً عن أعمدة تدمر وشموخها، واعتبر الكتاب إرثاً من كنوز تدمر والعالم خالد أسعد وترجمته وقراءته بالعربية أو بالفرنسية (لغته الأصلية) هي إضافة وقيمة حقيقية لنا كسوريين”.

وعن سبب اختيارها ترجمة هذا الكتاب أوضحت شامية أن الكتاب كان جزءاً من المراجع المقررة لقسم الآثار في كلية الأداب- جامعة حلب، ومن هنا وجبت ترجمته ليكون في متناول كل دارس وباحث.

يذكر أن خالد الأسعد “1934-2015” عالم متخصص في علم التدمريات والحضارات القديمة ومن مؤلفاته مخطوط “النبات والبدو في قصر الحير الشرقي 1966” ومشارك في الموسوعة العربية السورية “أفقا تدمر” 1999، ومخطوط كيف تتعلم اللغة التدمرية والآرامية لم تتم طباعته، واستشهد على يد تنظيم “داعش” الإرهابي الذين نكلوا بجثته.

أما جان باتيست يون فكاتب وأستاذ فرنسي متخصص بآثار تدمر من مؤلفاته النقوشات اليونانية والرومانية في سورية 2012، بينما تيبو فورنييه فهو مهندس معماري حاصل على دبلوم في الدراسات المعمارية.

والجدير ذكره أن الدكتورة ريم شامية مترجمة وباحثة جامعية حاصلة على درجة الدكتوراه في اللغة الفرنسية وأدابها “اختصاص مسرح القرن العشرين” جامعة تولوز لو ميراي فرنسا 2003، ولها أبحاث منشورة في مجلة بحوث جامعة حلب في مجال مسرحي القرن العشرين والعبث وشغلت عدة مناصب إدارية.

رشا محفوض

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency