جدارية فسيفسائية ينجزها فريق سوا التطوعي بحمص

حمص- سانا

أطلق شباب فريق سوا التطوعي في حمص مؤخرا أولى مبادراته النوعية عبر البدء بتنفيذ جدارية فسيفسائية في إحدى مدارس التعليم الأساسي في منطقة وادي الذهب في المحافظة وذلك باستخدام مجموعة كبيرة من المخلفات البيئية التي تم جمعها من التوالف المهملة لتشكيل عمل فني يحمل في مضمونه خطاب محبة وأمل وسلام للسوريين أولا ومنهم إلى شعوب المعمورة تأكيدا على حب السوريين للحياة والتزام ابنائهم وتمسكهم الأزلي بثقافة الجمال الحضاري.

وخلال زيارة قامت بها نشرة سانا الشبابية إلى موقع العمل في مدرسة جميل سرحان للتعليم الأساسي أوضح المهندس سومر الحسن رئيس الفريق أن هكذا مبادرات وغيرها من الأعمال التطوعية المشابهة ترمي إلى إحياء الأمل في النفوس وإعادة الابتسامة إلى الوجوه تطلعا إلى غد مشرق يسعى السوريون إلى رسمه بصمودهم وتعلقهم بالحياة مشيرا إلى أن الفريق يتكون من مجموعة كبيرة من الشباب الجامعي من مختلف الاختصاصات.

 من ناحيتهما أكدت دعد حمادي ولانا الصالح وهما صاحبتا الفكرة أن وجودهما في الفريق جعل كل منهما تسعى جاهدة لابتكار ما هو نوعي على مستوى المضمون والأسلوب فكانت فكرة الجدارية الفنية خيارا موفقا كون الشابتين من خريجي معهد صبحي شعيب للفنون حيث قام الفريق تحت إشرافهما برسم اللوحة بداية على جدار المدرسة قبل المباشرة بالاشتغال عليها.

وأشارت حمادي إلى أن اللوحة تنطوي على فكرة بسيطة تجسدها صورة طفلة تمد يديها لتعانق السماء بفرح والفراشات تطير من حولها حيث تم تحديد الخطوط الأساسية للوحة بالفحم ومن ثم تلوينها ببخاخات خاصة قبل البدء بملئها بالمواد المعالجة من قطع السيراميك الملون والأحجار والزجاج المكسر والفوارغ المعدنية والزجاجية والتي استغرق جمعها وفرزها شهرين من الزمن.

 وتم بداية اختيار الألوان الخضراء لقاعدة اللوحة الى جانب مجموعة أخرى من الألوان الزاهية التي تبعث في الناظر إحساسا بالبهجة والسرور كألوان الزهر الفاتح و الأزرق المتمازج مع الأبيض في قمة اللوحة وهو ما لاقى ترحيبا واسعا من قبل أطفال المدرسة وأهالي الحي الذين اندفعوا لمشاركة المتطوعين في العمل فكانوا حسب قول حمادي أول من استشعر أحاسيس التفاؤل والإشراق التي تنشدها الجدارية وقدم الدعم للفريق المنفذ.

وقالت الصالح يعمل أكثر من  30 شابا وشابة على هذا المشروع لعدة ساعات يوميا حيث بدأنا بالمرحلة النهائية منه إذ نقوم حاليا بالتشطيبات النهائية للوحة حيث يجري استكمال بعض الإجراءات النهائية كازالة الشوائب وتنظيفها من المادة اللاصقة المكونة من الإسمنت الأبيض والجبص لتوضيح معالمها بدقة.

 وأضافت.. نحن هنا اليوم لننقل رسالة مفادها أن الإنسان السوري يرفض الإذعان والاستسلام لثقافة الموت والدمار التي تحاول المجموعات الإرهابية نشرها ونسعى بدورنا لمواجهتها بثقافتنا الأصيلة القائمة على جعل كل شيء حولنا ينطق بالحياة والتجدد والجمال.

يذكر أن الفريق يعمل تحت شعار “سورية وحدتها أحلى” وقد اتخذ من الأحرف الأولى لهذا الشعار عنوانا لعمله التطوعي الذي تجلى في عدد من المبادرات الفنية والرياضية والعلمية.

تمام الحسن