ورشة عمل حول الاستجابة الوطنية لكارثة الزلزال في معهد (إينا) بريف دمشق

ريف دمشق-سانا

تحت عنوان (الاستجابة الوطنية لكارثة الزلزال وإدارة آثارها)، نظم المعهد الوطني للإدارة العامة (إينا) اليوم في مقره بالتل بريف دمشق ورشة عمل، بمشاركة باحثين ومختصين في المجالات الهندسية والصحية والأهلية والقانونية والإعلامية.

وناقش المشاركون في الورشة العديد من الدراسات والأبحاث حول الزلازل والعوامل المؤثرة في شدة الزلزال وآثاره، وتحديات العمل الهندسي في رفع كفاءة الأبنية المقاومة لهذه الكوارث، وتبعات الزلزال من الناحية الاقتصادية، ومنهجية التقييم المتكامل للأضرار والخسائر، والإدارة الفعالة للحد من خطر الزلازل باستخدام الجيومعلوماتية والذكاء الصنعي (تجارب إقليمية ودولية)، إضافة إلى مناقشة واقع الاستجابة الطارئة للعديد من الجهات المعنية لمواجهة تداعيات الزلزال وآثاره على كل الصعد، وآلية تنسيق المساعدات الإنسانية مع المنظمات الدولية وفق الأولويات.

وفي تصريحات للإعلاميين، أكد الدكتور بسام إبراهيم وزير التعليم العالي والبحث العلمي أن الوزارة منذ اللحظات الأولى لوقوع كارثة الزلزال اتخذت العديد من الإجراءات في القطاع الصحي، كما قامت بتشكيل لجان هندسية في الجامعات ومن كل الاختصاصات بالتعاون والتنسيق مع لجان السلامة الإنشائية في المحافظات ونقابة المهندسين والشركة العامة للدراسات الهندسية، من أجل الكشف على المباني المتضررة وتصنيفها حسب التصدعات الحاصلة.

ولفت الوزير إبراهيم إلى أن الوزارة ستشارك مع نقابة المهندسين من خلال اختصاصيين، بوضع كود سوري جديد معدل من أجل الأخذ بالاشتراطات الواجبة لمقاومة الزلازل والكوارث الأخرى، وسوف يتم التركيز على إجراء الاختبارات للخلطات البيتونية ولمواد البناء بكل أنواعها في المخابر التي سيتم تطويرها وتزويدها بالتجهيزات الدقيقة الحديثة، وكذلك الطلب من كليات الهندسة المعلوماتية تطوير روبوتات تكشف بتقنيات عالية الردم وما تحت الردم وغير ذلك.

محافظ دمشق المهندس محمد طارق كريشاتي قال: إن الورشة هدفها توصيف الواقع الراهن بعد الزلزال من أجل أخذ الإجراءات التي تحمي المباني وتركز على السلامة الإنشائية، حيث أظهر الزلزال عدة نقاط ضعف كانت موجودة سابقاً، أهمها المخالفات التي كانت تبنى دون أي مخططات هندسية أو إشراف هندسي وفني، وكذلك الأبنية المرخصة وفق مخططات نقابة المهندسين ولكن تفتقر للإشراف الهندسي، مبيناً أن دور المحافظة الحالي يتمثل بردع المخالفات، والتشديد على منع إشادة أي مخالفة، وكذلك التشدد بمراقبة تنفيذ الأبنية، والحرص على وجود مراقبة هندسية وفنية كاملة على جميع المخططات المدروسة.

الدكتور عبد الحميد الخليل عميد المعهد الوطني للإدارة العامة، أشار إلى أن كارثة الزلزال تتطلب تكامل وتضافر جميع الجهود الهندسية والإغاثية والإعلامية ومنظمات المجتمع الأهلي من أجل الخروج بمنهجية عمل واضحة للمستقبل ومنع حدوث أي تداعيات لاحقة، لافتاً إلى أن توصيات الورشة ستكون مقترحات تتضمن آليات عمل وخططاً تنفيذية توجه إلى كل جهة معنية على حدة.

معاون وزير الإدارة المحلية والبيئة معتز قطان أشار إلى أن مشاركة الوزارة في الورشة تتركز بالحديث عن الاستجابة التي قامت بها الحكومة السورية لمعالجة آثار وتداعيات الزلزال الذي وقع في السادس من شهر شباط الماضي، من خلال وضع خارطة طريق لمعالجة تداعيات وآثار الزلزال وتحديد الأولويات، أولاً بالحفاظ على الأرواح وانتشال العالقين وتقديم الرعاية الصحية لكافة المصابين وتأمين الإيواء المؤقت اللائق لكل المحتاجين مع كل مستلزمات هذا الإيواء، ومن ثم مرحلة التقييم الإنشائي للمباني المتضررة، لافتاً إلى أن هناك لجاناً فنية تقوم بالكشف والتقصي وتقدم تقارير فنية عن كل بناء يتم كشفه، ليتم لاحقاً وضع خطة لمعالجة الأضرار ووضع الحلول النهائية لمعالجة التداعيات.

محمد زهرة مدير البرامج في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، تحدث عن استجابة الإعلام الوطني بكل مؤسساته لتداعيات الزلزال بالاستجابة الطارئة في المرحلة الأولى، ومن ثم بالاستجابة المنظمة وتهدئة الرأي العام، مشيراً إلى أنه يتم التركيز حالياً على موضوع الإغاثة بكل تفاصيله وكذلك السكن والصحة والتعليم، إضافة إلى الآثار الجانبية الأخرى لهذه الكارثة.

الدكتور رائد أحمد المدير العام للمركز الوطني للزلازل، لفت إلى أهمية الاستفادة من الزلزال الذي وقع في السادس من شهر شباط الماضي كدروس للمستقبل، لتفادي الأضرار، وليكون عبرة ودرساً لنا لبناء أبنية أكثر استدامة وأماناً، داعياً إلى تطوير الكود الهندسي، ومراقبة تنقيذ الاشتراطات الواردة فيه، وتفعيل دور المركز، ورفع جاهزية المستشفيات، ورفد الدفاع المدني بالتجهيزات المناسبة والمعدات المناسبة، والعمل على إجراء الدراسات الهندسية، وتلافي القصور الرئيسية التنفيذية فيما يخص الأبنية والتربة، وإعطاء المؤسسات الفرصة للمشاركة في هذا الأمر مثل مؤسسة الإسكان والإنشاء والمركز الوطني للزلازل والتخطيط الإقليمي لتأخذ دورها في الترميم وإعادة الإعمار، وعدم حصر الموضوع بنقابة المهندسين.

الدكتور قصي الضحاك مدير إدارة المنظمات الدولية والمؤتمرات في وزارة الخارجية والمغتربين تحدث عن تنسيق موضوع المساعدات الإنسانية مع المنظمات الدولية وفق الأولويات الوطنية، لافتاً إلى أهمية الورشة لتقييم ما تم إنجازه خلال الفترة التي تلت الكارثة التي ألمت ببلادنا، والجهود التي تم اتخاذها على مختلف المجالات، ومنها جهود وزارة الخارجية والمغتربين كجزء من الفريق الوطني الذي تولى متابعة نتائج هذه الكارثة والعمل على تقديم أعمال الإغاثة والإنقاذ ومن ثم دعم المتضررين وتوفير المساعدات لهم بالتعاون وحشد الدعم الدولي سواء من الدول الصديقة أو من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.

وأشار الضحاك إلى أن العمل لا يزال مستمراً ويتسم بالدقة، وتمكنا خلال الفترة الماضية من تحقيق الكثير من الإنجازات عبر الدعم الذي قدم لسورية والحراك الذي حصل لكشف انعكاسات وآثار التدابير القسرية اللاشرعية والحصار على الشعب السوري وعلى جهود الحكومة السورية ومؤسسات الدولة في الاستجابة للزلزال ودعم المتضررين.

هيلانه الهندي

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

كيفية تحقيق الإيرادات عبر المنصات الإلكترونية… في ورشة عمل بدمشق

دمشق-سانا آلية تطوير العمل عن بعد وتحقيق الإيرادات والمكاسب المالية عبر المنصات الإلكترونية وتحويل الأفكار …