لوزان-سويسرا-سانا
توصلت إيران ومجموعة (خمسة زائد واحد) أمس في مدينة لوزان السويسرية إلى اتفاق بشأن معايير رئيسية في المحادثات النووية ما يشكل مرحلة أساسية على درب اتفاق نهائي بحلول 30 حزيران المقبل.
ظريف: توصلنا إلى حلول حول العناصر المهمة لبرنامج العمل المشترك في الملف النووي الإيراني
وأعلن وزير الخارجية الايرانى محمد جواد ظريف عن اتخاذ “خطوة حاسمة” تمثل بالوصول إلى حلول للعناصر المهمة لبرنامج العمل المشترك في الملف النووي الإيراني.
ونقلت وكالة (ارنا) الإيرانية للأنباء عن ظريف قوله في مؤتمر صحفي مشترك مع وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني في ختام المفاوضات النووية بين إيران والمجموعة الدولية (خمسة زائد واحد): “اتخذنا اليوم خطوة حاسمة وتوصلنا إلى حلول حول العناصر المهمة لبرنامج العمل المشترك” مؤكدا أن هذا الأمر رهن بالعزم السياسي وحسن النية والجهود الجادة التي بذلتها جميع الاطراف.
وأوضح ظريف أنه تم الاتفاق على إبقاء مفاعل اراك للماء الثقيل وسيتم تحديثه من خلال إعادة تصميمه بحيث ينتج نسبة أقل من البلوتونيوم ما يزيد من فاعلية واداء المفاعل مؤكدا أنه سيتم العمل من أجل صياغة قرار حول الحل الكامل بالنسبة للملف النووي الإيراني كما سيتبدل مفاعل فردو من برنامج نووي إلى منشأة تكنوفيزيائية ولن تكون فيه مواد مشعة.
وأشار إلى أن الفترة الزمنية لتنفيذ خطة العمل الشاملة تستمر عشر سنوات موضحا أن أكثر من خمسة آلاف جهاز للطرد المركزي ستواصل نشاطها خلال هذه الفترة في منشأة نطنز.
وقدم ظريف الشكر والتقدير لجميع الوفود المشاركة للجهود الدؤوبة التي بذلتها بهذا الشأن.
وقال ظريف خلال قراءته البيان الختامي المشترك للمفاوضات النووية: “إن قرارنا اليوم الذي يضع أسس الاتفاق على النص النهائي للبرنامج الشامل للعمل المشترك مهم جدا والآن يمكننا استئناف تدوين نص الاتفاق النهائي وملحقاته من خلال الاستفادة من الحلول التي توصلنا اليها خلال هذه الايام”.
وأضاف ظريف: “إذ ستواصل ايران برنامجها النووي السلمي فإن مستوى وحجم تخصيب اليورانيوم وحجم احتياطي ايران سيتم تحديده خلال فترات زمنية محددة وسيكون نطنز المركز الوحيد لتخصيب اليورانيوم في ايران.. وستتم الابحاث وتنمية تخصيب اليورانيوم في ايران على اجهزة الطرد المركزي بناء على جدول زمني ومستوى متفق عليه”.
وأوضح البيان المشترك أن الاتحاد الاوروبي سينهي كل عقوباته الاقتصادية والمالية المرتبطة بالبرنامج النووي كما ستوقف الولايات المتحدة تنفيذ العقوبات المالية والاقتصادية الثانوية المرتبطة بالبرنامج النووي تزامنا مع تنفيذ ايران لالتزاماتها النووية الرئيسية بشكل يمكن التأكد منها من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأشار البيان الى انه سيتم اصدار قرار جديد من مجلس الامن الدولي يؤءيد فيه البرنامج الشامل للعمل المشترك وستلغى فيه كل القرارات السابقة المرتبطة بالموضوع النووي وستوضع بعض التدابير المقيدة المحددة لفترة زمنية متفق عليها مضيفا.. “إننا سنعمل للأسابيع والأشهر القادمة على تدوين نص البرنامج الشامل للعمل المشترك والذي يشمل كل التفاصيل التقنية على المستويات السياسية والخبراء.. اننا نعتبر أنفسنا ملزمين بإكمال الجهود حتى تاريخ الاول من تموز”.
موغيريني: الحظر المفروض على إيران سيلغى فور توقيع الاتفاق
من جهتها أكدت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي ان ايران ستواصل برنامجها النووي والتخصيب سيستمر وان الحظر المفروض عليها سيلغى فور توقيع الاتفاق.
وقالت موغيريني: إنه “سيصدر قرار اممي لالغاء كل العقوبات المفروضة على ايران// موءكدة ان الاتحاد الاوروبي سيلغي كل العقوبات المتعلقة بالملف النووي الايراني إضافة إلى أن الولايات المتحدة لن تفرض عقوبات جديدة على طهران.
وأضافت: إنه “سيسمح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتفتيش الكامل وايران ستتعاون في مجال الطاقة النووية السلمية” لافتة إلى أن إيران ستواصل برنامجها النووي والتخصيب سيستمر في منشأة نطنز فقط وبنسبة تخصيب /67ر3/ بالمئة.
وتابعت موغيريني: “نبحث عن حل سيتضمن الاستخدام السلمي للبرنامج النووي الايراني ورفع كل العقوبات” واصفة ما تم التوصل إليه بالخطوة المهمة للغاية.
وأعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبى عن “خفض قدرات إيران على التخصيب وعدم وجود مواد انشطارية فى منشأة فوردو” مشيرة إلى أنه تم الاتفاق على تحويل هذه المنشأة إلى مركز للابحاث النووية والفيزياء المتطورة مع الحفاظ على كل بناها التحتية وسيبقى فيها ألف من أجهزة الطرد المركزي تواصل نشاطها.
روحاني: صياغة مسودة الاتفاق النووي ستبدأ فورا لتنتهي بحلول 30 حزيران
كما أعلن الرئيس الايراني حسن روحاني عن التوصل إلى حلول بشأن معايير رئيسية في المحادثات النووية.
وقال روحاني على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “إن صياغة مسودة الاتفاق النووي ستبدأ فورا لتنتهي بحلول /30/ حزيران”.
الخارجية الروسية: سيكون له تأثير إيجابي على الوضع الأمني في الشرق الأوسط
وفي ردود الفعل على الاتفاق أعربت وزارة الخارجية الروسية عن ثقتها بأن اتفاق الاطار السياسي بين ايران والدول الكبرى سيكون له تأثير ايجابي على الوضع الأمني العام في منطقة الشرق الأوسط.
وقالت الوزارة في بيان لها: “إن موسكو ترى في هذا الاتفاق دليلا دامغا على أن الجهود السياسية الدبلوماسية تصلح لحل المشكلات والأزمات الأكثر تعقيدا” مشيرة إلى أنها لا تشكك في أن الاتفاق سيمكن طهران من لعب دور أكبر في حل عدد من المشكلات والنزاعات التي تشهدها المنطقة.
أوباما: تفاهم تاريخي
وفي السياق أشاد الرئيس الامريكي باراك اوباما بالتوصل إلى تفاهم “تاريخي” حول البرنامج النووي الإيراني.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن اوباما قوله في تصريح للصحفيين بالبيت الابيض: إن “إيران وفت بكل التزاماتها وتخلصت من مخزونها من المواد النووية الخطرة وازداد عدد عمليات تفتيش البرنامج النووي الايراني ولقد واصلنا المفاوضات لنرى ما اذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق أكبر”.
وأضاف اوباما: إن “إيران وافقت على نظام شفافية وعلى عمليات تفتيش هي الأكثر عمقا في تاريخ التفاوض حول البرامج النووية”.
من جهته أعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري أن الاتحاد الأوروبي ومجموعة (خمسة زائد واحد) وإيران لديهم الآن المعايير لحل المسائل الرئيسية المتصلة بالبرنامج النووي الإيراني.
وأضاف كيري في تغريدة له على “تويتر”: “سنعود إلى العمل قريبا للتوصل إلى اتفاق نهائي”.
بدوره أشار وزير الخارجية الالماني فرانك شتاينماير في تغريدة إلى “تفاهم بشأن النقاط الأساسية بغرض التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن الملف النووي الإيراني”.
بان كي مون: سيسهم في السلام والاستقرار في المنطقة
كما رحب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بإعلان التوصل الى اتفاق اطار حول البرنامج النووي الايراني مشيرا إلى أنه “سيمهد إلى تعزيز السلام والاستقرار في الشرق الاوسط”.
وقال بان في بيان تلاه المتحدث باسمه: “إن حلا شاملا عبر التفاوض للملف النووي الايراني سيسهم في السلام والاستقرار في المنطقة وسيمكن كل الدول من التعاون سريعا للتعامل مع التحديات الامنية الخطيرة التي تواجهها”.
يذكر أن إيران ومجموعة (خمسة زائد واحد) أجرت منذ ايام مفاوضات ماراثونية على جميع المستويات بهدف التوصل الى اتفاق حول الملف النووى الإيراني ورفع العقوبات الغربية عنها قبل المهلة المحددة من أجل ذلك وهى نهاية شهر حزيران القادم.
اقرأ أيضا :
ظريف: الحلول التي تم التوصل إليها في لوزان تشكل أساسا للوثيقة النهائية للمباحثات مع الغرب